الشيخ صبري أكد أن الربيع العربي سينعكس إيجابيا على القدس لاحقا (الجزيرة)
المختار العبلاوي-الدوحة
قال الشيخ عكرمة صبري خطيب الأقصى إن إسرائيل تستغل الربيع العربي وانشغال الدول العربية بمشاكلها الداخلية لتسريع تهويد المسجد المبارك من خلال المتطرفين اليهود الذين تحميهم الشرطة الإسرائيلية.
وفي تصريح للجزيرة نت على هامش مؤتمر الدوحة العاشر لحوار الأديان الذي يختتم أعماله اليوم بالعاصمة القطرية الدوحة، أكد الشيخ صبري أن الاحتلال الإسرائيلي يعتبر أن الربيع العربي "مرحلة ذهبية، لا تعوض" لتحقيق أهدافه وكثف من أعمال التهويد بمدينة القدس.
وتابع أن أحزابا الإسرائيلية من أقصى اليمن إلى أقصى اليسار متفقة على تهويد مدينة القدس والسيطرة على المسجد الأقصى المبارك.
واستشهد بشريط وزارة الخارجية الإسرائيلية حول بناء الهيكل المزعوم، وقال إنه أظهر الأهداف الحقيقية للسياسة الإسرائيلية.
في المقابل، عبر خطيب الأقصى، وهو أيضا عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، عن تفاؤله بالنتائج المستقبلية للربيع العربي، وقال "دول الربيع العربي ستقوم بواجبها اتجاه القدس، لكن ليس هذه الأيام" مضيفا أن الربيع العربي "يعيش عدة مشاكل مفتعلة لإفشاله" منتقدا في الآن نفسه الدعم العربي الحالي لمدينة القدس الذي وصفه بالهزيل.
عزل القدس
وفي وصفه لجانب من معاناة مدينة القدس وسكانها المقدسيين، أوضح الشيخ صبري أن إسرائيل تفرض حصارا خانفا على أحياء المدينة، تماما كحصار غزة "لكن حصار القدس أشد".
وأضاف أن هذا الحصار الذي عزل القدس عن بقية المدن والقرى الفلسطينية، أضعف الاقتصاد المحلي، وقلص من العمران الفلسطيني، ودفع بآلاف الشباب للهجرة خارج المدينة.
|
جانب من إحدى جلسات مؤتمر حوار الأديان (الجزيرة) |
وفي جانب آخر، لفت الشيخ صبري الذي يشغل أيضا منصب رئيس الهيئة الإسلامية العليا بالقدس، إلى أن المؤسسات المقدسية العاملة بمجالات الصحة والتعليم تحتضر في غياب الدعم المالي العربي والإسلامي لها. وقال في هذا الصدد "قرارات القمم العربية الداعمة للقدس لم تنفذ".
وردا على سؤال للجزيرة نت عن مدى فعالية حوار الأديان في ظل الصراعات التي تكتسي طابعا دينيا بعدة مناطق بالعالم وعلى رأسها فلسطين، شدد صبري على ضرورة التمييز بين تغيير المعتقدات وعلاقات الأتباع، وقال "ليس الهدف أن يغير بعضنا معتقد البعض، بل يجب التركيز على أن يتعاون مختلف أتباع المعتقدات على الخير" وأضاف أن مقررات هذه المؤتمرات "ستبقى حبرا على ورق" إذا لم تتبنها الدول وتسعى لتطبيقها.
وبينما لفت إلى أهمية التمييز بين السلام والاستسلام، أكد خطيب الأقصى ضرورة أن تمتع الشعوب المظلومة بحقوقها، وقال "لا سلام بدون تحقيق العدل، لأنه إذا تحقق العدل لأي شعب يتحقق السلام".
المصدر:الجزيرة