بتـــــاريخ : 4/18/2013 8:45:27 AM
الفــــــــئة
  • الأخبـــــــــــار
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1350 0


    الثورة المضادة برعاية هنري كيسنجر

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : وائل قنديل | المصدر : www.islammemo.cc

    كلمات مفتاحية  :

    بقلم: وائل قنديل
    كنت ومازلت أتعامل مع التحليلات التي تتحدث عنأصابع متصهينة تمتد إلى تفاصيل المشهد السياسي في مصر بكثير من التحفظ وعدمالتصديق، واعتبارها جنوحًا مفرطًا للاختباء في أحراش نظرية المؤامرة.
     غير أنك لا تملك وأنت تنظر في تصريحات وزير الخارجية الأمريكي الأسبقاليهودي ذي الميول الصهيونية الواضحة هنري كيسنجر التي يبشر فيها بالحرببين الجيش المصري والإخوان المسلمين، إلا أن تفكر خارج مربع العبث الضيقالذي تنحشر فيه مصر كلها الآن.
     وهنري كيسنجر لمن لا يتذكر هو العقل المدبر لعملية إلحاق مصر العربيةالثائرة بالمعسكر الأمريكي ــ الصهيوني مع تولي أنور السادات حكم مصر ..ولا تزال ذاكرة التاريخ محتفظة بفلسفة السادات في حكم مصر بعد جمالعبدالناصر والقائمة على أن "99 في المائة من أوراق اللعبة في يد أمريكا "وهي الفلسفة التي أفضت إلى كامب ديفيد وانسلاخ مصر من محيطها العربيواستقرارها في قاع التطبيع مع العدو الصهيوني.
    كيسنجر ــ وزير خارجية الولايات المتحدة في ذلك الوقت ــ كان أيضًامهندسًا لإدارة حرب أكتوبر بين مصر و"إسرائيل"؛ لتخرج مصر منها بلا نصر كاملولا هزيمة، ومن ثم يسهل قيادها صاغرة إلى فراش التطبيع.
    وفي ضوء ذلك يمكن فهم تصريحات كيسنجر المنشورة أمس بشأن مستقبل ثورة ٢٥ يناير المصرية والتي احتفت بها صحف «ثورة ساقطي القيد»، وهي التصريحات التييتوقع فيها وزير الخارجية الأمريكي الأسبق أن يصل الصراع السياسي الحاليفي مصر إلى مواجهة حتمية، وتصفية حسابات بين الجيش و«الإخوان»، وذلك خلالالمؤتمر السنوي لمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي في نيويورك، وفيها يذرفالدمع أيضًا على مصير كنز "إسرائيل" الاستراتيجي الذي أسقطته الثورة، بقوله: "كان على الولايات المتحدة أن تعامل مبارك باحترام أكثر مما فعلت، فلم يكُنهناك ضرورة تدعو الإدارة الأمريكية إلى أن توجه دعوات علنية لمباركبالرحيل من خلال شاشات التليفزيون".
    إنها التصريحات ذاتها حرفيًّا التي صدرت عن قادة "إسرائيل" بعد إسقاط مبارك،وفي مقدمتهم بنيامين بن إليعازر وزير دفاع العدو وصديق مبارك الذي قال بعدالحكم عليه بالسجن: "هذا الرجل هو العامل الأساسي في استقرار الشرق الأوسط، العالم مدين له كثيرًا، وحتى الولايات المتحدة نفسها مدينة له بالكثير"، وأضاف: "هو أول من قام بتطوير منظومة العلاقات مع "إسرائيل"".
    ولكي تتضح الصورة أكثر؛ من المهم الرجوع إلى موقف "إسرائيل" من انتخاباتالرئاسة المصرية والتي تلخصها رؤية مستشرق "إسرائيلي" يدعى شاؤول بيلو في تلكالأثناء بقوله: "على الغرب البحث عن طرق (إبداعية) لمساعدة شفيق في الفوزبمقعد الرئاسة".
    إذن فالأمر لا يحتاج إلى مزيد من الجهد لإدراك أن الدوائر الصهيونيةتتحرق شوقًا لاندفاع الأوضاع داخل مصر إلى جحيم الحرب الأهلية، ولا تدخرحيلة لكي تذهب مصر إلى صدام بين الجيش والرئيس المنتخب؛ ذلك أن هؤلاء لايستطيعون الحياة إلا في وجود كنوز استراتيجية تقود مصر وفقًا لسيناريوهات همواضعوها، لتبقى ذلك الأسد العجوز منزوع المخالب والأنياب، يرقد متثائبًا فيانتظار ما يلقى إليه من مخلفات المطبخ الأمريكي الصهيوني.
    ويبقى السؤال: ماذا نحن فاعلون - سلطة وشعبًا - للخروج من هذا النفق المظلم؟

     

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()