بتـــــاريخ : 2/10/2013 2:17:17 PM
الفــــــــئة
  • التربيــــــــــة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 852 0


    إتقان الانجليزيه ... هل هو ضروري للنجاح؟

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : Mohamed Ali | المصدر : www.masrawy.com

    كلمات مفتاحية  :
    إتقان الانجليزيه النجاح

    ما من شك ان تعلم اللغات امر مفيد و ضروري. لقد حرصت في المهجر ان يتحدث أبنائي العربيه و الانجليزيه بالاضافه الى تعلم الاسبانيه التي هي اللغه الثانيه في امريكا الان و التي يفتح تعلمها الباب للكثير من اللغات ذات الاصل اللاتيني مثل الفرنسيه و البرتغاليه و الايطاليه. ان اللغه هي المستودع الثقافي للشعوب و عندما تعلمت الايطاليه ازداد إدراكي لكيف يفكرون و يتصرفون. لكن لا بد من وضع تعلم اللغات و إتقانها في سياقه. يخطئ المصريون كثيرا في الربط بين الكفاءه و إتقان اللغه الانجليزيه و حاجه العمل لاتقان اللغه، و هم جميعا امور مختلفه لا يجب الخلط بينهم. يتحدث ساكنو الشوارع في نيويورك بانجليزيه افضل بكثير من خريجي افضل مدارس اللغات في مصر. هل يعني ذلك مثلا انهم اكفأ او اليق للعمل في مصر كوزراء او مهندسين او مندوبي علاقات عامه؟ يتحدث الرئيس الروسي بوتين بانجليزيه ركيكة و بلكنه روسيه ثقيله. لا يمكن فهم ما يقوله بوتين الا لمن عاشر الروس المتحدثين بالانجليزيه و ادرك كيف يفخمون مخارج الألفاظ بشكل يجعلك تظن انهم يتحدثون الروسيه لا الانجليزيه، لذا قلما يتحدث بوتين الانجليزيه. لا يعرف رئيس وزراء تركيا الانجليزيه و لم يتحدث بها مطلقا. بالعكس فهو درس العربيه و يحفظ الشعر العربي و القرآن و يستطيع ان يقيم حوار بسيط بالعربيه عكس الانجليزيه. لا يجعل ذلك من بوتين رئيس فاشل او اردوجان رئيس وزراء متخلف في نظر شعبيهما. لقد لاحظت مثلا ان التعليم في تركيا و الصين و روسيا لا يدرّس الانجليزيه الا في مرحله تعليميه متأخرة و بالتالي يعجز الطلبه عن إتقان اللغه و مع ذلك تقدمت الصين و تركيا، و العجيب ان جزء كبير من تقدمهما يعود الي تواصلهم مع العالم. يظن كثير من المصريين ان الرئيس او الوزير الذي يتحدث الانجليزيه بطلاقه قادر علي انتزاع تنازلات اكبر من الأمريكان او انهم سيتقبلونه بسهوله اكثر. ربما ذلك صحيح على المستوى الإنساني لكن العالم تجاوز تلك الشكليات منذ أمد بعيد و صار التركيز الان على المصالح المتبادله. يتعامل الرئيس اوباما مع بوتين و مع اردوجان و مع هو جنتاو رئيس اللجنه المركزيه للحزب الشيوعي الصيني. استقبلت ساشا اوباما الرئيس هو جنتاو في البيت الابيض بعباره ني ها، او سلام بلغه الماندرين الصينيه. ينجح الطلبه الصينيون الدارسون في امريكا بل و يصلون لأعلى مراتب التدريس في الجامعات الامريكيه برغم لكنتهم القويه. اعتاد طلبه و اساتذه الجامعات الأمريكيين على تقبل اللكنات المختلفه حتى الركيكة منها، طالما تحققت الغايات المطلوبه. ان اختيار الطلبه الأجانب للدراسه في امريكا يقوم على مقياس التفوق العلمي طالما تحقق فقط حد أدنى من الإلمام باللغه الانجليزيه للتواصل. لذا تطلب الجامعات الامريكيه فقط حد ادني في شهاده التويفل و لا تفاضل بناءا عليها بين الطلبه طالما حققوا الحد الأدنى. لقد تحول إتقان الانجليزيه في مصر لتعبير عن المستوى الاجتماعي بما يعنيه من القدره على إرسال الاطفال لمدارس امريكيه باهظه. في نظري ليس هذا دليل لا على التفوق العلمي و لا حتى على الذكاء الاجتماعي. لذا فانا حريص على الحديث فقط بالعربيه في مصر على الرغم من كون الحديث بالانجليزيه اكثر رونقا في مجتمعات الطبقه الوسطى المصريه، و بالرغم من المحاولات البائسه للكثيرين ان يتحدثوا معي بالانجليزيه، بما فيهم الاطفال الصغار للاسف الشديد. ان إتقان الانجليزيه جميل و إتقان لغات اخرى جميل كذلك، ولكن لا يجب ان يتحول إتقان الانجليزيه لمقياس للكفاءه او القدره او الذكاء العلمي او حتى الاجتماعي. بالطبع هناك وظائف تتطلب إتقان اللغه الانجليزيه كالمترجم مثلا، و لكن ليس من تلك الوظائف رئيس الجمهوريه كما ان حتى الوظائف في امريكا نفسها لا تتطلب إتقان اللغه الانجليزيه. نصيحه، عندما يأتيني احدهم في مصر و يحاول ان يتحادث معي بالانجليزيه فأنه يفقد معظم تعاطفي معه.

    كلمات مفتاحية  :
    إتقان الانجليزيه النجاح

    تعليقات الزوار ()