استوقفني هذا التعليق الذي كتبته السيدة هند خليفات على موقع المعهد الدولي لتضامن النساء sigi .
وقالت فيه :"في بلادنا مذنبة الزوجة عندما تُغير مكان علبة المناديل الورقية، ومذنبة عندما لا تغير مكانها، و"محقوقة" عندما تغلق النافذة، ومهملة عندما لا تغلقها، و"مجنونة" نظافة و"موسوسة" عند تعزيل الدار، و" خَامة" عندما لا تعزلها..و "امسطلة" حين تندلق القهوة من فنجانها، و"سارحة والرب راعيها" عندما تغفى على طرف الكنباية بعد نهار شاق وجرس هاتفها يرن، و "مغزولة" حين تنسى وهي تركض للعمل مفتاح الباب فيه من الخارج، و"إمضيعة" عندما تتعثر بثوبها وهي تحمل طفلها على كتف وأكياس الخضار على كتف أخرى، و "إمبدلة" حين تنشعط الطبخة وهي في عجالة صراع الطبيخ والتنظيف والتدريس والتدليل، و" دلخه" عندما تنسى تذكيره بتسديد الفواتير و"مصروعة" و "لحوحة" عندما تذكره بها! إنها حياة على "كف" رجل...والعياذ بالله"
وموضوع النقاش هنا، هو الروح العدوانية الحية بيننا والتي تعمل على انتقاد النساء بعنف في كل كبيرة وصغيرة.*
والأحكام الجاهزة والتي يخرجها الجميع من جيوبهم على الفور ويطلقونها على النساء ويتم التعبير عنها بألفاظ جارحة ومهينة. عليك أن تفكري في رد فعل الرجل والمحيط قبل أن تسهي أو تنسي أو تتسرعي أو تخطئي مثل كل البشر. مجال الخطأ في حياة المرأة عليه أن يعادل أقل من 1% لكي تنجو بسمعتها وحياتها وعائلتها.
ولكن كيف يمكن مواجهة هذا العنف اللغوي؟ "أنا زهرة" التقت أستاذة الإرشاد الأسري نجوى الرفاعي للإجابة عن هذا السؤال.
تقول الرفاعي على المرأة أولا أن تتخذ قراراً نهائياً بشأن حياتها. هل تستطيع أن تستمر مع هذا العنف وتتواطأ ضد نفسها وحياتها من أجل مستقبل العائلة مثلاً؟ أم أنها قررت بأن تدافع عن كرامتها ونفسها وحريتها في الأمان في بيتها، وبالتالي فإن هذا القرار يمر بمراحل مختلفة وسيمر بمشاكل كثيرة وقد تجر لعنف أكبر قبل أن نصل إلى نتيجة.
إذن فالمرأة تضع أمامها خطة لتغيير حياتها ترتكز على الخطوات التالية:
- ماهو السبب وراء العنف اللفظي الذي تتعرض له. فالعنف استجابة لمشاكل معينة عليها أن تحددها.
وتشير الدراسات إلى أن الاسرة التي يسودها العنف بمختلف أنواعه تتسم بخصائص بيئية محددة تتمثل في انخفاض مستوى التفاعل الزوجي وزيادة ضغوط الحياة والصراعات ما بين الزوجين ...التعاسة الاسرية المنزلية، كثرة اللوم بين الزوجين والنقد والشكوى المستمرة وتقليل كل طرف من كيان الطرف الاخر. بالإضافة الى الضغوط الاقتصادية والتي تتمثل في عدم الاستقرار في العمل وعدم الرضى عن الدخل. إذن عليك أن تحددي سبب العنف أولاً، وهل من الممكن معالجته أم لا.
- مناقشة ذلك مع الزوج في حالة الهدوء. قولي له بهدوء لدي مشكلة معك ومن دون حلها لن أستطيع الاستمرار.
- إشراك أفراد من كبار العائلة لحل المشكلة. ابحثي عن الشخص الذي يستمع إليه زوجك ويقبل منه النصيحة.
- إذا لم يرتدع الطرف الآخر فيمكن مغادرة منزل الزوجية لتركه يراجع نفسه وسلوكه ويحس بقيمة غيابك ومايمكن أن يخسره.
- إذا قررتما بدء صفحة جديدة فليس من المعيب مراجعة طبيب نفسي أو استشاري أسري يساعدكما في البحث عن حلول ومخارج لهذا العنف بينكما. في كل الحالات أنتما بحاجة إلى مساعدة مختص.