بتـــــاريخ : 12/18/2012 4:04:44 AM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1634 0

    موضوعات متعلقة


    محادثة في توقيت متأخر!

    الناقل : SunSet | العمر :36 | الكاتب الأصلى : هادي فقيهي | المصدر : www.alarabiya.net

    كلمات مفتاحية  :

     


    هادي فقيهي

    قالت: أتحبني؟
    قلت: السؤال عن حبك كالسؤال عن الروح.. الحب من أمر
    قلبي !
    قالت: لا تتحاشى الإجابة.. أتحبني؟
    قلت: أحب أن أحبك.
    قالت وضجر يملأ عينيها: يوووه !
    قلت: أحبك !
    قالت: لمَ تحبني ؟
    قلت: أعظم الحقائق في الوجود..لا تحتاج إلى تعليل.
    قالت: يعني؟
    قلت: لو اكتشفت سبب حبي لك.. هل سيتغير شيء بيننا ؟
    قالت: امممم.. أجب سؤالي أولاً ؟
    قلت: أحبك كي أتجلّى فأبلغك.
    ارتسمت على شفتيها ابتسامة ذابت سريعاً في استعجالها
    الكلام وقالت: كم تحبني ؟
    قلت: أنا جرمٌ صغير في كون هواك.. اعذريني لا أعلم كم
    حجم المجرة.
    على غير عادٍة اكتفت بالجواب ثم قالت: كيف أحببتني؟
    قلت: أخفق لساني في أن يصف ما حدث أول لقاء، فتحدث
    قلبي !
    قالت: وماذا قال؟ قلت: قاموس القلب به كلمة واحدة فقط.
    قالت: وهي.. ؟
    قلت أحبك !
    قالت: ولكن القلب يكره ؟
    قلت: كلا ! الكره شعور مصدره كل الجوارح حين تتفق على
    شخص يجب أن لا يلامس القلب.
    قالت: والقلب يغارُ أيضا
    قلت: الغيرة فعل الفطرة. شيء أسرع من خفقات القلب،
    هوس لا يستأذن أفئدتنا حين يصرعنا لحظة جنون.
    قالت: لن تقول لي أن القلب لا يشتاق !!
    قلت: وهل الشوق إلا بعض الحب !
    سادت لحظة صمت مضت خلالها تقلب بقايا طلاء المناكير
    في أظافرها .. ثم قالت: متى أحببتني؟
    قلت: حبك كان ميلادي.. !
    قالت: متى؟
    قلت: يوم عرفت الحياة !
    قالت: وقبل أن تحبني..
    كيف كانت الحياة؟
    قلت: صياغة سؤالك.. خاطئة !
    قالت: لم ؟ قلت: لم يكن قبلك قبلٌ ولا عمر ولا حياة
    ابتسمت وقالت: مراوغ !
    قلت: كعينيك لحظة غزل
    ابتسمت وقالت: هل أنا جميلة؟
    قلت: لا !
    انفجرت عيناها ذهولاً.. تداركت الموقف قائلاً: ما أراه فيك
    ليس له وصفٌ سوى الدهشة.. كلما نصفه بالجمال فثمة ما
    هو أجمل منه !
    ابتسمت ومالت شفتاها ثم قالت: هل تقصد بأني أجمل
    النساء ؟
    قلت: لا تجوز المقارنة بين جنسين مختلفين
    قالت: يعني ؟
    قلت: هنّ النساء.. وأنت لحظات السحر في ليالي البدر
    الشاتية.
    قالت: لا تراوغ.. هل أنا أجمل النساء؟
    قلت: هناك واحدة هي منك أجمل.
    اتسعت عيناها.. أفردت أصابعها المشبكة وقالت بصوت
    متهكم: ومن تكون تلك المصون ؟
    قلت: أنت حين تضحكين !
    تنهدت وقالت: وماذا عن الأخريات ؟
    قلت: ولهي بك يجعلني مشغولاً عما سواك.. وغيرتك لا
    تمنحني فرصة لأن أدرك أن امرأة أخرى تعيش في هذا
    الكون.
    قالت: يبدو أن غيرتي تزعجك !
    قلت: بل تسعدني.
    قالت: كيف ؟
    قلت: تمنحني اعترافاً بأنك لي. ولكن تجعلني أتعجب !!
    قالت: ممّ ؟
    قلت: كيف تغارين وفي كل النساء نقصٌ لم يكتمل إلا لكِ ؟
    قالت: وما هو ذاك النقص؟
    قلت: ليس لهنّ فيّ نصيب.
    اتسعت عيناها وقالت: تباً لك !
    انفجرت ضاحكاً وعادت تلملم محضر أسئلتها وقالت: أتغار
    عليّ ؟
    قلت: ليس كثيراً.. ولكن في عشائنا الليلة الفائتة جعلت
    النادل يجلب لك شوكة وسكيناً بلاستيكية.
    قالت: وما علاقة هذا بالغيرة.
    قلت: لا أحتمل أن يضع أحدهم في فمه ملعقة بللها ريقك !
    دفنت وجهها في المخدة وقالت: إذا تعلمت كيف تجيب سؤالاً
    بدون فلسفة سأكمل حديثي معك !
    قلت: وهل يمكنني الاستعانة بصديق؟
    قالت: افعل..
    دفعت المخدة عن وجهها.. داعبت أصابعي شفتيها وقلت
    اسألي هاتين هما تعرفان متى وكيف وأين وكل الأجوبة.
    فجأة لم تستفسر عن سبب منطقي لقبلة عميقة وما حدث
    بعدها !


    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()