سارقوا الأحلام
،يُحكى أنّ مُعلّماً طلب من تلاميذه كتابة ما يتمّنونه في المُستقبل كموضوع لمادّة التّعبير
...فشرَعَ الطّلاب يكتبون أمنياتهم
،وكانت أُمنيات صغيرة في الجّملة ماعدا طالِباً واحِداً فقد طرَزَ الورقة بأمنيات عظيمة
.فقد تمنّى أن يمتلك أكبر قصر، وأجمل مزرعة، وأفخم سيّارة، وأجمل زوجة
،وعند تصحيح الأوراق أعطى المُعلّم هذا الطّالب درجة مُتدنّية مُبرّراً بعدم واقعيّة الأمنيات واستحالتها
!فكيف بكل هذه الأماني لصغير لا يكاد يجد قوت يومه
،وقرّر المُعلّم رأفة بالصّغير أن يُعيد إليه الورقة شرط أن يكتُب أُمنيات تُناسبه حتّى يُعطيه درجة أكبر
فردّ الصّغير و بكل ثِقة وقوّة
"!!احتفظ بالدّرجة، وسأحتفظ بأحلامي"
... ولم يمضِ وقت طويل حتّى امتلك الصّغير ما تمنّاه و أكثر
*** ***
...سارقوا الأحلام و مُحطّموا الطّموح موجودون في حياتنا
،قد يسخرون منّا، وقد يبذل أحدهم الجّهد العظيم لبناء الحواجز أمامنا
!وتراهم يتربّصون بنا الدّوائر وينصبون لنا الحبائل... فهم أعداء في ثوب أصدِقاء
وما كل هذا إلاّ خشية أن يبقوا وحدهم في دائرة الفشل التي استوطنوها
فـ سَقمَ فهمهم، وتبلّدت أفكارهم، وتخلّفت أذهانهم
والتّصرف الأمثل مع هؤلاء
هو مُحاولة اجتنابهم ما أمكن و إنّ تعذّر ذلك
فلا أجمل من أن ننظر إليهم كما ننظر إلى الصّغار يزيدنا حديثهم إصراراً
وتُشعل ضحكاتهم السّامجة طاقتنا
ونبني من سخريتهم أساساً متيناً لقاعدة الانطلاق نحو فضاءات التّميُّز
إنّ سارقي الأحلام لا يُرضيهم إلا شيء واحد ألا وهو
أن نتنازل عن مواهبنا، ونُعطّل قدراتنا
والحياة بوجود هؤلاء تزيدنا قوّة
فما سمعنا بناجحين فُرِشت لهم الأرض حريراً
فسارقوا الأحلام من التّحدّيات التي يقيناً سنواجهها في حياتنا
فلنُهاجر جميعاً عن مواطِن الفَشَل
... ونتجافى هاربين إلى النّجاح من مطارح الهوان والضّعف