حرب اكتوبر
كتبت
- عبد الناصر أول من أعطى الأوامر بوضع خطة لاستعادة سيناء
- المشير أحمد إسماعيل المسئول عن الثغرة وأكبر الخسائر في كتيبة طنطاوي
- تمت إزالة صورة الشاذلي من بانوراما أكتوبر ووضع صورة مبارك بدلاً منها
-
- يجب تعديل الملحق العسكرى والأمنى فى اتفاقية السلام
اللواء أركان حرب حسين محمد غازى، رئيس فريق الاستطلاع بالجيش الثانى الميدانى خلال حرب أكتوبر المجيدة، وُلد فى 9 أغسطس عام 1945 بمحافظة المنوفية، والتحق بالكلية الحربية في أكتوبر 63، وتخرج منها فبراير 66، وشارك فى حرب اليمن لمدة عام، وكان أحد قادة وأبطال النصر العظيم، يفتح لنا قلبه وخزانة أسراره من خلال هذا الحوار..
كيف استعاد الجيش المصرى بناءه ودخل فى الحرب؟
جمال عبد الناصر هو من أعطى توجيهاته للفريق أول محمد فوزى والفريق سعد الدين الشاذلى الذى كان يتمتع بعبقرية حربية نادرة، لإعداد خطة لاسترداد سيناء وكانت تسمى "جرانيت" وتم تعديلها عدة مرات لمواكبة تطورات القوات الإسرائيلية الموجودة فى سيناء، إلى أن وصلت إلى الخطة "بدر" فى عهد السادات.
كيف تم الاستعداد لحرب أكتوبر؟
استعددنا لخوض حرب لم نكن نعرف موعدها إلا يوم 5 أكتوبر، ولم نعرف موعد تنفيذ الضربة إلا ظهر يوم 6 أكتوبر، وتسللت أنا وزملائى بفرقة الاستطلاع وجمعنا المعلومات عن العدو الإسرائيلى فى منطقة بورسعيد، لمعرفة ما إذا كان مستعداً وهل لديه معلومات عن الحرب ومنطقة بورسعيد، باعتبارها هدفا استراتيجيا وإعلاميا لقربها من البحر المتوسط، والسادات وضع خطة تمويه موحيا بأنه يجمع حشودا من الجيش كل فترة ولا يحارب، وكانت تلك أكبر عبقرية فى التمويه على العدو.
هل كانت الضربة الجوية الأولى هى القاضية بالنسبة للعدو؟
الضربة الجوية الأولى لم تكن مؤثرة كما يشاع، وأنا أول من دخل خنادق العدو بعد الضربة بعشر دقائق، وكانت الخنادق مجهزة من الصاج ولم أجد شظية واحدة فيها مما يدل على أن الضربة الجوية الأولى لم تكن مؤثرة، ومن استولى على النقاط الإسرائيلية القوية هم جنود المشاة الذين عبروا القنال واقتحموها، وهم نقطتان، الأولى على بعد 10 كيلومترات جنوب بورسعيد، والثانية ك 19 وكانت توجد بها سرايا مشاة مدعمة بالدبابات والصواريخ والمدفعية الإسرائيلية.
هل كان سلاح الجو الإسرائيلى قويا؟
لم يكن بالقوة التى كانت تشاع عنه وكان يكفيه سربان فقط من الطائرات، ولكن السادات أصر على دخول عدة أسراب لرفع الروح المعنوية للجنود عندما يرون أسراب الطائرات تعبر القناة.
هل شارك الرئيس المخلوع فى الإعداد لحرب أكتوبر.. وهل هو صاحب الطلعة الجوية؟
مبارك اطلع على الخطة بصفته رئيس القوات الجوية فقط، ولم يشارك ولم يركب طائرة مقاتلة فى الحرب، لكن مهندس الضربة الجوية الأولى اللواء طيار صلاح المنياوى وكان رئيس شعبة عمليات القوات الجوية، وخطط لأن تكون هناك طائرات تقدف مواقع العدو فى سيناء، وطائرات تحمى لمنع مقاتلات العدو من إسقاطها، ومبارك تجاهله ولم يشارك فى الحرب بصفته رئيس القوات الجوية.
ما دور فرقة الإستطلاع فى حرب 73؟
المشاة استولت على النقاط واندفعنا نحن قوات الاستطلاع من خلال فواصل النقطة القوية إلى عمق سيناء لمتابعة احتياطيات العدو.
كيف حدثت الثغرة وإقالة الفريق الشاذلى؟
بعد اليوم الثالث من الحرب، كنا حققنا نصراً عظيماً، وكان العدو الإسرائيلى بدأ يستعيد توازنه وقوته، ويستشعر الانتصار فى الجولان، ثم عاد وحوّل جهوده الرئيسة إلى الجبهة المصرية التى كانت متوقفة فى "رءوس كبارى"، وكانت أوامر المشير أحمد إسماعيل هى ألا نخرج خارج مظلة الصواريخ المصرية، وفطنت القيادة الإسرائيلية لذلك وحدثت الثغرة يوم 17 أكتوبر، فبدأ اختراق عميق من القوات الإسرائيلية لقوتنا الموجودة شرق قناة السويس، وتمكنوا من عمل الثغرة والعبور غرب قناة السويس ودخلوا منطقة "الدفرسوار"، وحاولو الاتجاه شمالا ناحية بورسعيد، لكن كانت المقاومة شديدة، ووقعت خسائر شديدة فى اللواء 16 الكتيبة 16 الفرقة 16 وكانت بقيادة الرائد محمد حسين طنطاوى.
هل أقال السادات الفريق الشاذلى بسبب الثغرة؟
الثغرة كانت السبب فى الخلاف بين الشاذلى والسادات، فالشاذلى حاول غلق الثغرة شرق القناة ولم ينجح، واقترح على السادات أن يسحب الجيش الثالث من شرق القناة إلى غرب القناة حتى لا تتم محاصرته، ورفض السادات هذا الاقتراح، وقال: "لن أسحب أى جندى عبر القناة لأن سحب الجنود معناه أن يدخل مكانهم جنود إسرائيليون وحصارهم أفضل من انسحابهم"، وأيده فى دلك اللواء محمد فوزى، وزير الحربية آنذاك.
هل صحيح أنه تمت محاصرة الجيش الثاثث الميدانى داخل سيناء لمدة 3 أشهر؟
نعم تمت محاصرة الجيش الميدانى لمدة 3 أشهر فى سيناء وكانت إمدادات الطعام والإعاشة تصله عن طريق البوليس الدولى الموجود على الحدود ويتم تفتيش السيارات التى تصل بالتغذية للجيش.
هل تمت إزالة صورة الفريق سعد الدين الشاذلى من بانوراما حرب أكتوبر؟
نعم تمت إزالة صورة الفريق سعد الدين الشاذلى ووضع صورة مبارك بدلا منها، لأنه عندما تخرج صورة عن حرب أكتوبر لابد من أن تجمع صورة القائد الأعلى للقوات المسلحة ووزير الحربية ورئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق سعد الدين الشاذلى، ولكن ما حدث أن الصورة حول "ترابيزة" العمليات فى وجود القائد الأعلى وقادة القوات ووزير الحربية بدون رئيس أركان القوات المسلحة، وأيضا تم سحب نجمة سيناء منه وعادت له بعد ثورة يناير، والشاذلى كان عبقريا ومعروف عنه أنه مقاتل شرس.
هل تم أسر جنود مصريين فى 73؟
بالآلاف، ومعظمهم من الجنود الإداريين بالجيش الثالث الميدانى، وكانوا غير مدربين على الحرب لأن عملهم إدارى، ومعظمهم من سلاح الطيران ولكن تمت عملية تبادل أسرى وعادو إلى مصر.
وأنا أسرت 13 إسرائيليا وقتلت 17، وحسب تقديرات الصليب الدولى كان لدينا 500 أسير إسرائيلى.
وما رأيك فى معاهدة السلام وهل مازالت بنودها تصلح إلى الآن؟
مند فجر التاريخ ومصر تتعرض للغزو، ومعظمه جاء من اتجاه سيناء، وإسرائيل غزت سيناء مرتين سنة 56، 67، وهناك عقيدة تاريخية لدى اليهود أن مصر هى أقوى تهديد لهم، وبتوقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، تخلصت إسرائيل من سيناء بثمن هائل باعتبارها "شوكة فى حلقها"، وأيضا تمكنت من تفريغ حدودها من قوة عسكرية رئيسية، خاصة بعد تقسيم سيناء إلى 3 مناطق محدودة القوات بهدف عدم عسكرة سيناء مرة أخرى، ويجب تعديل الملحق العسكرى والأمنى فى اتفاقية السلام بما يتناسب مع الأحوال السائدة حاليا فى سيناء.
ما تفسيرك لوصول القادة الإسرائيليين لمنطقة رفح بعد الحادث بساعة؟
كان هناك تقصير من القوة المصرية الموجودة على الحدود وفى المقابل هناك سرعة استجابة للأحداث من جيش الدفاع الإسرائيلى، حيث دمروا جزءا من القوة المهاجمة، والتقصير يتمثل فى تجميع قوة النقطة بالكامل للإفطار رغم وصول إنذار، ولو أن جنديا واحدا من النقطة كان معه سلاح وأطلق دفعة نيران على مهاجميه لتغير الموقف.
لماذا لم ينفذ المشير طنطاوي العملية "نسر" فور وصول الإنذار؟
لأن العدو كان غير محدد، وتم تحديده بعد العملية، ولا شك في أن هناك غموضا يحيط بالقضية ولم يتضح بعد، وأجزم بأن هناك عناصر خارجية أتت لتنفيذ العملية وهى مستندة إلى عنصر داخلى فى سيناء.
هل ستتم "أخونة" الجيش؟
استحالة أن تتم أخونة الجيش أو الشعب المصرى.
هل تمت الإطاحة بالمشير أم أنها كانت صفقة بينه وبين الرئيس كى يضمن الخروج الآمن؟
الرئيس محمد مرسى كرر نفس سيناريو السادات مع اللواء صادق وهو كان مدير المخابرات الحربية مع الفريق محمد فوزى، وزير الحربية، والمشير أخذ على غرة، وهى خطوة جريئة ومبكرة لأننا كنا نتوقع حدوث ذلك بعد العيد الكبير، والقيادات الوسطية داخل القوات المسلحة ليس بينها وبين المشير ود لأنه كان يوزع الأموال على المجلس العسكرى ويهضم حقوقهم، وكان يقلد عبد الحكيم عامر بعد ثورة يوليو.