كتبت :سماح موسى
وتشدنا الأيام فى وسط الزحام.. فنتوه بين الناس بالأمل الغريق.. ونسير نحمل جرحنا الدامى العميق ونظل نبحث فى الزحام عن العهود الراحلة.. كالطير تبحث فى الشتاء عن الصغار... الليل.. والألم الجرىء ولوعة الشكوى وطول الانتظار بهذه الأبيات عبر الشاعر فاروق جويده عن حب العشاق بعد أن تمتد الأيام وتسدل الستار على علاقتهم.. ويكتشف طرفى العلاقة ان حب الجامعة كان حباً عابراً وليس حباً حقيقياً.. مع أنه فى أحيان كثيره ينجح هذا الحب ويتوج بالزواج..
وفى هذا التحقيق نكشف معا نهايات الحب الأول فى الجامعة. وهل هو سراب أم حقيقة؟!
عن تجارب الفتيات العاطفية فى الجامعة تقول (س.ل) التحقت بكلية الطب، ولم يخطر ببالى أن أتعرف على شاب وأحبه، ولكن الصدفة هى التى صنعت الحب فبدأت العلاقة داخل مدرج المحاضرات فكنا نتناقش فى العلم فوجدت توافق فكرى واجتماعى بينى وبينه، واعتدنا أن نرى بعضنا فى الجامعة وتبادلنا العواطف فأصبحنا نتحدث هاتفياً لساعات طويلة ولكن هذا الحب الكبير لم يتوج بالزواج فعندما حصلنا على شهادة البكالوريوس سافر إلى الخارج ليكون مستقبله وتقدم لخطبتى طبيب جراح من أسرة غنية محترمه، ولأن أسرتى محافظة جداً، اضطررت للموافقة رغم حبى للآخر هكذا حالت الظروف بينى وبينه.
وإذا كانت الظروف الاقتصادية وراء فشل علاقة تلك الفتاة فهناك شباب تسببت ظروفهم الاجتماعية فى فشلهم العاطفي وهو ما يحدثنا عنه.
(م . م) قائلاً تعرفت على فتاة منذ أول يوم دخلت به الجامعة، وأحببتها كثيراً ولكن عندما قررت الارتباط بها رفضت عائلتى (علماً بأننى من الصعيد)، فعاداتنا ترفض الزواج بفتاة جامعية غير صعيدية لهذا السبب افترقنا وتزوجت ابنة عمى ولكنى حتى الآن أحب زميلتى.
الحب الحقيقى
أما (ع.م) يقول أحببت زميلتى بالجامعة بكل صدق تحديت من أجلها كل الناس فلأنها من أسرة فقيرة، وأنا من أسرة غنية ووحيد أبوى رفضت أسرتى الارتباط بها علماً بأن والدتى كانت تريد تزويجى من ابنة خالتى ذو الأصل والعائلة الغنية، ولكننى قررت الأعتماد على نفسى والبعد عن عائلتى وتزوجت حب عمرى، ونعيش الآن حياة سعيدة ومعنا الآن طفلان هما كل حياتنا.
علاقات عابرة
الفراغ العاطفى سبب فى تلاعب الشباب بقلوب الفتيات ومشاعرهم، هكذا بدأت د. عزة صيام وكيل كلية الآداب جامعة بنها وأستاذ علم الإجتماع حديثها وقالت: إن عدم الإحساس بالمسئولية وتشجيع الطرف الآخر على الدخول فى علاقة فرصة تؤهل الشاب للتلاعب بمشاعر الفتاة، فإذا وضعت الفتاة مبدأ (الجامعة للعلم فقط والحصول على الشهادة الجامعية فقط) والإلتزام بالعملية التعليمية تريح نفسها من الدخول فى علاقات قد تكون صادقة أم غير صادقة، ولكن ينظر بعض الشباب للجامعة على أنها مجال للتلاعب بمشاعر الجنس الآخر، ومجال للتجارب العاطفية.
وأضافت د. عزة أن الإعلام قدم العديد من المسلسلات التى تعالج علاقة الشباب بالفتيات فى الجامعة وحذر من العلاقات العابرة.
وأخيراً أنصح الشباب الجامعى أن يضعوا أمامهم مبدأ إما الحب أو التفوق فى الدراسة، وأن الجامعة مهمة ورسالة يجب أن يؤديها بإتقان حتى يحصل على شهادته، ويضع مستقبله ويصبح مواطناً صالحاً حقه الحب بعد ذلك وتكوين أسرة سعيدة.
أكون أولا
ويؤكد د. محمد سمير عبد الفتاح عميد كلية الخدمة الاجتماعية بجامعة بنها واستاذ علم النفس أن الشباب عندما يلتحق بالجامعة يدخل إلى مكان مفتوح لأول مرة يختلط فيه بالجنس الآخر ويتعامل معه وجها لوجه، وبالتالى يريد أن يظهر بمظهر حضارى إنسانى ذكورى فى نفس الوقت، فيضع أمامه مبدأ (أكون أولا أكون) وأيضاً الفتاة تريد أن تكون ملكة متوجة كاملة الأنوثة أمام الجنس الآخر، فنجد ميلاد الذات وميلاد للجنس، وتشعر أن أمامها شخص يخاف عليها ولا يؤذى مشاعرها ويحبها ويكون ليناً معها إذا أخطأت فلا يستطيع أن نقول أن هذا الحب غير حقيقى.
وتتأثر الفتاة بالتلاعب بمشاعرها، عندما تدرك أن هذا الشاب بتلاعب بها ويكون له مطالب تتعارض مع قيمها ومبادئها وعادتها، وأن هذا الشاب يريد الوصول إلى الجسد وليس لقبلها، فلأن الأنثى لديها درجة عالية من الحساسية فتفرق بين المشاعر الحقيقية الصادقة والتلاعب بها، فإذا تأكدت أنه يتلاعب بها عليها أن تبعد عنه فوراً وتسمع لنصحية أصدقائها فما خاب من استشار لأن الحب يغلق العقول، فتأخذ آراء من تثق فى أفكارهم فى هذا الموضوع.
ولابد أن تدرك أن الله أكرمها عندما كشف لها حقيقة الامر وعليه أن تحزن- على نفسها وليس الاخر لأنها أساءت الاختيار- فكان عليها أن تتمهل قبل الدخول في أي علاقة .