قد تتعرضين مع تقدمك في العمر لبعض من التغيرات الجسمانية التي تعود لأسباب كثيرة، منها البدانة المفرطة، خلل في حركة الأيض، والتغيرات الهرومنية. ومن الممكن أن تكون هذه التغيرات لأسباب وراثية من ضمنها ظهور بقع ملونة تظهر على أجزاء مختلفة من الجسم منها الوجه والرقبة ومناطق الثنيات أو مناطق المفاصل مثل الركب والأكواع وتسمى التبصغ الجلدي.
الدكتور فادي نصر أخصائي الجراحة الجلدية التجميلية بمدينة الرياض تحدث لـ"أنا زهرة" عن التصبغ الجلدي وأنواعه وطرق معالجته.
دكتور فادي، ما هي أنواع التصبغات الجلدية؟
أولاً: وراثية، مثل الوحمات والشامات وبعض أنواع النمش. قد تظهر هذه التصبغات منذ الولادة أو في أي مرحلة عمرية لاحقة
ثانياً: مكتسبة، مثل الكَلَف وهو ما يحدث غالباً مع الحمل أو مع كثرة التعرض للشمس، والكَلَف له توزيع خاص على الوجه، حيث يصيب الوجنتين والصدغ والأنف والشارب ومنطقة الجبهة.
من هم أكثر الناس عرضة للتصبغات الجلدية؟
تظهر هذه التصبغات في السيدات مع الحمل وتزداد في المرات التالية، أو بسبب استعمال بعض أنواع موانع الحمل، كما قد تظهر لدى بعض السيدات بسبب استعمال
المكياج
أو العطور على الوجه، كما أنها تظهر في الرجال بسبب كثرة التعرض المباشر للشمس لفترات طويلة أو استعمال العطور. والتصبغات بصفة عامة تظهر غالباً على المناطق المكشوفة من الجسم أو المعرضة للشمس وهي الوجه والرقبة ومنطقة الصدر واليدين. كما أن هناك بعض العائلات التي لديها استعداد وراثي لحدوث مثل هذه التصبغات.
وما هوالنمش إذاً؟
النمش هو أحد الوحمات الموروثة التي تظهر غالباً على الوجه والصدر والرقبة والأطراف، ويكون لونها بني يتراوح بين الفاتح والغامق.
ما سبب التصبغات التي تظهر على الركب والأكواع والمفاصل بصورة عامة؟
هذه التصبغات تحدث بسبب طبيعة هذه المناطق المعرضة دائماً للاحتكاك، فيحدث تراكم لطبقات الجلد الميتة (تقرن الجلد) مما يظهر لونها داكناً، كما أن الاحتكاك ينشط الخلايا الصبغية لذلك غالباً ما تستعمل الأدوية الموضعية المقشرة للتخفيف من طبقات الجلد المتقرنة ليبدو اللون أقل تصبغاً ولكنها لن تصبح مساوية للون الذراع أو لون الساق نظراً لطبيعة هذه الأماكن ووظيفتها.
هل من أمراض تسبب التصبغات الجلدية؟
نعم، تحدث التبقعات الجلدية بسبب بعض الأمراض العضوية مثل السمنة أو السكري أو بعض الأورام الباطنية، وغالباً ما تظهر معها تصبغات بشكل معين على مناطق الرقبة وتحت الإبطين.
ماهي الأدوية التي تحدث التصبغات بالجلد؟
- دواء السورالين مع التعرض لأشعة البوفا (لعلاج مرضى الصدفية والبهاق) أو الشمس.
- أدوية الكورتيزون ومشتقاتها.
- بعض أنواع موانع الحمل.
- أدوية الصرع.
- أدوية الأورام والسرطانات.
- بعض المضادات الحيوية مثل التتراسيكلين ومشتقاته.
- تصبغات بسبب تهيج الجلد مع استعمال أشياء موضعية مثل المواد التجميلية أو
المكياج أو بعض مزيلات العرق أو العطور.
وكما سبق وذكرنا قد يكون هناك استعداد وراثي لدى بعض الأشخاص لحدوث مثل هذه التصبغات، تبعاً لدرجات لون الجلد في العائلات، فالبشرة الداكنة السمراء لديها قابلية أعلى لحدوث تصبغات جلدية من البشرة الفاتحة وذلك بسبب زيادة نشاط الخلايا الصبغية.
على ماذا يعتمد العلاج؟
يعتمد العلاج أولاً على تجنب الأسباب الرئيسية المؤدية لحدوث التصبغات، مثل إيقاف الأدوية أو استبدالها أو وقف استعمال المواد الموضعية المهيجة للجلد أو معالجة بعض الأمراض المسببة للتصبغ، بجانب استعمال الدهانات الموضعية التي قد يصفها الطبيب المختص مثل المقشرات وكريمات التفتيح.
المقشرات:
دهانات موضعية بها بعض المواد المقشرة مثل حمض الجليكوليك أو حمض السالسيليك أو اليوريا أو فيتامين (أ) الموضعي وهذه المقشرات تزيل طبقات الجلد الميتة مما يعطي جزءاً من التفتيح بجانب أنها تزيد من امتصاص بعض أدوية التفتيح المصاحبة لها.
كريمات التفتيح:
استعمال كريمات التفتيح، التي قد تحتوي على مركبات الهيدروكينون بتركيزاته المخلتفة أو حمض الكوجيك أو حمض الأزيليك أو مشتقات نبات العرق سوس المعروف أو فيتامين سي. وكل هذه المركبات تعمل على تفتيح لون الجلد والتأثير على الخلايا المكونة للصبغة (صبغة الميلانين). من الممكن إدماج النوعين السابقين معا(المقشر مع المفتح) وذلك لزيادة المفعول والإسراع بالنتائج وتحسين نسبها. من الممكن استعمال طرق التقشير المختلفة بالعيادة مثل التقشير الكيميائي (لبعض الحالات) أو أحماض الفواكه أو التنعيم الكريستالي وذلك لإعطاء نتائج أسرع بجانب الدهانات الموضعية المفتحة.
وهنالك أنواع خاصة من التقشير تساعد على إزالة التصبغات بوقت أقصر وفعالية أكبر وهي:
1- استعمال التقشير أو الصنفرة بالليزر أو استعمال ليزر تكسير الصبغة لبعض حالات الشامات أو الوحمات أو حالات النمش حيث تتحسن نسبة كبيرة منهم بالليزر.
وكل هذه الطرق المساعدة بالعيادة تحتاج إلى جلسات، ربما تكون أسبوعية تتراوح بين (5-9) جلسات بالنسبة لأنواع التقشير المختلفة ماعدا الليزر حيث يحتاج إلى 3 جلسات في الغالب، مع مرور فترة تتراوح بين (5- 6) أسابيع بين كل جلسة وأخرى.
2- استعمال الكريمات الواقية من الشمس جزء مهم جداً من العلاج، وبخاصة على المناطق المكشوفة أو المعرضة للشمس كالوجه واليدين.
ولا يمكن التكهن بطول أو قصر مدة العلاج، حيث يعتمد ذلك على درجة التصبغ ومدته وأسبابه، كما يعتمد على نوعية البشرة ودرجة لونها الأصلي والاستعداد الوراثي للشخص، وتقبل تلك
البشرة
للعلاج. ولذلك قد نجد شخصين بنفس درجة لون الجلد ولديهما نفس المشكلة ولكن يتحسن أحداهما بشكل جيد جداً مع العلاج ولا يتحسن الآخر، وعلى ذلك لابد من اتباع تعليمات الطبيب والمداومة على استعمال العلاج بدقة والصبر وعدم التعجل للحصول على النتائج المرغوبة.