أكد محمد أنور عصمت السادات رئيس حزب الإصلاح والتنمية -الذي يرأس وفد الأحزاب السياسية المصري الذى يزور واشنطن حاليا- للمسئولين الأمريكيين بالإدارة والكونجرس أهمية الدعم الاقتصادي والسياسي بمرحلة التحول الديمقراطي التي تعيشها مصر، خصوصا أن مصر على وشك إعلان الرئيس المنتحب وإعداد الدستور.
وأشار - خلال لقائه الجالية المصرية بمقر السفارة المصرية في واشنطن - إلى أن الوفد شدد على أهمية طرح مبادرات جديدة لدعم الاقتصاد والتنمية في مصر.. ونوه بأن المسئولين الأمريكيين أبدوا اهتماما بتقديم مساعدات وحزم مالية لدعم الاقتصاد المصري، وأكدوا أنهم حثوا المجتمع الدولي وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي لدعم مصر، إضافة إلى تفعيل اتفاقية دوفيل .. لبدء تدفق المساعدات لمصر عندما يكون هناك رئيس منتخب وحكومة ومؤسسات برلمانية يمكنهم التعامل معها.
ونوه بأن زيارة الوفد اشتملت على العديد من المحاور منها التعاون في مجال الآثار وحمايتها وإدارة المتاحف وسبل استعادة بعض من الآثار المصرية المهربة، إضافة إلى زيارة إلى وزارة العدل الأمريكية للاطمئنان على المصريين المحتجزين أو المسجونين في السجون الأمريكية.. حيث اطلع الوفد على أحوالهم وكيفية معاملتهم في إطار الحفاظ على كرامة المصريين في الخارج.
وأوضح أن زيارة الوفد إلى واشنطن تأتي في إطار التواصل مع الإدارة الأمريكية والكونجرس، مشيرا إلى أن الوفد سيقوم بزيارات مماثلة لعدد من الدول العربية والأوروبية بهدف الإعداد والاستعداد لمرحلة مصر الجديدة وبناء المستقبل واتخاذ خطوات من شأنها توجيه رسالة لطمأنة العالم والمصريين في الخارج حول ما يحدث في مصر.. إضافة إلى حشد طموحات وآمال المصريين لتوحيدها في طريق واحد وهو بناء مصر الحديثة على أسس دستورية واضحة ومؤسسات تستطيع أن تتعامل مع المستقبل.
وأبدى السادات دهشته من إشاعات قيام الوفد بالتفاوض مع مسئولين من الموساد والكنيست الإسرائيلي في واشنطن حول أمور لا يعقل أن تكون من اختصاص الوفد على الإطلاق، ووصف هذه التقارير بالأكاذيب المختلقة للتشويش على مهمة الوفد في هذه المرحلة الحرجة.. مشيرا إلى أن كل لقاءات الوفد تتم بشكل علني في النور وبحضور ممثلين من الصحافة والسفارة المصرية في واشنطن.
وقال السادات:"إن ما يهم الآن هو الاتفاق بشأن المرحلة المقبلة، فالفترة الانتقالية شهدت مطبات وأزمات واتفاقات واختلافات.. ولكن الأمل في أن يحكم الجميع العقل ويتفقوا خصوصا بعد إعلان الرئيس الجديد لمصر والانتهاء من إعداد الدستور خلال ثلاثة أشهر.. وتبدأ حكومة جديدة في التعامل مع المشاكل الملحة للمصريين".
ونوه السادات بأن الجانب الأمريكي أبدى بعض المخاوف والقلق بشأن التظاهرات والاعتصامات وما تشهده مصر من أحداث حول عدم دستورية البرلمان، كما أعرب الجانب الأمريكي عن الحاجة إلى توضيحات بشأن الإعلان الدستورى المكمل الذى أعلنه المجلس الأعلى للقوات المسلحة.. وتأخير إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية.
وأوضح السادات أن الوفد أكد للمسئولين الأمريكيين أنه "حتى وإن كان هناك اختلاف من الناحية السياسية بشأن حكم المحكمة الدستورية فإنه في النهاية حكم محكمة ويجب أن يتم احترامه، وإن كانت هناك فرصة للطعن عليه فيجب أن يكون ذلك بالطريقة القانونية.. أما بالنسبة للانتخابات الرئاسية فهناك طعون تنظر فيها اللجنة الانتخابية الرئاسية وننتظر جميعا النتيجة الرسمية".
ويضم الوفد المصري ممثلين من مختلف التيارات السياسية منهم عباس مخيمر من حزب الحرية والعدالة، وحنا جرجس من الحزب الديمقراطي الاجتماعي، وهاني نور الدين من حزب البناء والتنمية "الجماعة الإسلامية"، وفضية سالم نائبة جنوب سيناء من حزب الإصلاح والتنمية، إضافة إلى مي الشربيني عضو الوفد والمسئولة الإعلامية له.