الخوف من الزواج والمسئولية عموما أمر طبيعي في الرجل والمرأة على حد سواء؛ لكن نسبته عند المرأة أعلى لأنها تجني أكبر خذلان إذا حدث -لا قدر الله- تعسر أو فشل في هذه التجربة. وهذا الخوف طبيعي سواء كان أمام الفتاة تجارب سابقة أليمة أو لم يكن. لكننا في حياتنا عموما نتعامل مع ما خفي علينا من الغيبيات بطرق علمية تتمثل في اختبار المعطيات وتحليلها واستنتاج النتائج مدعما بخبرات الآخرين. ثم نختم هذا كله ببركة الاستخارة التي يعيننا الله فيها فيكشف لنا المستور في رؤيا أو خاطر ينبهنا لشيء جديد نختبره أو نطمئن إليه. وبعد ذلك نتوكل على الله تعالى ونمضي كما أملى علينا عقلنا وكما اختار لنا ربنا. ونأتي الآن للأسس العقلية لاختيار الزوج وهي:
خطوات
01
الدين: ويجب أن تتوافر فيه مواصفات الرجل المتدين الذي يعرف حق ربه حتى يعرف حق عباده، ومن ذلك المعاملة؛ فالدين المعاملة وليس التدين فقط صلاة وصياما ومظهرا؛ بل يكلل كل ذلك المعاملة؛ فمن حَسُن إسلامه حَسُنت معاملته لأن الدين قد هذبه.
02
الحسب: فالأصل في التربية والعائلة الطيبة؛ غالبا يضمن لك معيشة طيبة لأن تربية هذا الزوج تجعله مؤهلا لمعاملة سوية ورجولة وتحمل للمسئولية، ويضمن لك أن تعيشي وسط أناس أهل أصول، ويضمن لأولادك تربية ومستقبلا أفضل بإذن الله. وأهل الأصول ليس شرطا أن يتميزوا بالمال أو التعليم؛ بل يتميزون بالأخلاق الكريمة والتربية الصالحة والمعاملة الطيبة واحترام الغير والتسامح.
03
التكافؤ: ولابد أن يكون هناك قدر من التكافؤ -زاد أو نقص لكن لابد من وجوده- ونعني به التقارب الفكري والاجتماعي والمادي والثقافي؛ لكن نسبة هذا التكافؤ يحددها كل إنسان حسب حاجته وقدرته على التكيف.
04
الأسس المادية: ولابد أن يكون هناك مقومات أولية تكون بذرة لإقامة بيت وحياة؛ فكل ما سبق لا يكون صالحاً بغير بيت يكفل له حياة طيبة، لا نكون فيها عولا على أحد؛ بل بذرة حياة أخرى ومستقبلا لأبناء جدد.
05
القبول النفسي والمظهري: وهذا ليس من العيب في شيء؛ فمن أسس الزواج أن تريْ في زوجك أفضل الرجال وأن تتباهي به رجلا ومكانة ومظهرا وعقلا، وهذا لا ينقص من قدرك في شيء؛ بل إن كل ما سبق لا يمثل شيئا إذا لم ترتاحي لخطيبك وتتقبليه على كل المستويات المعنوية والمظهرية والشخصية.
: نصائح
بالنسبة للعريس المتقدم وأنه من الريف فالمهم في الأمر أين سيعيش؟ وهل هو مؤهل للعيش في الجو المدني ومستعد لذلك، ويحاول أن يوائم نفسه وحياته الجديدة أم لا؟ فإن كان كذلك فلا مشكلة؛ أما إن كنت ستعيشين معه في الريف فلك أن تعلمي أن الريف ليس كله متساوياً في وضعه، وليس كما صورته لنا السينما والمسلسلات المصرية (للغفر والعمدة والمواشي التي تغدو وتروح)؛ بل هناك من القرى ما غدا كأفضل الأحياء الشعبية نظاما ورصفا للطرق وتنوعت الخدمات فيها وغير ذلك.
صديقتي.. عليك زيارة المكان الذي ستعيشين فيه، واسألي عما بدا لك وعما خفي عنك، واستعيني بالله وخذي خطوات عملية حسب معطيات وتحليلات علمية، ثم استخيري. ومادمت قد ارتحت له وتقبلته ورضيت به على كافة المستويات، واقتنعت بفكره وبتفاهمه معك وتقبله لثقافتك وموافقته على إمكانية التغيير البنّاء؛ فذلك أدعى أن تتذلل العقبات الأخرى أمام كل ذلك. وفقك الله وهداك للخير