مشكلة النظافه من المشكلات التى أخذت حيزا كبيرا من المناقشات قبل و بعد الثورة ، و لا أدرى إن كنت أظلم الثورة أم لا عندما أقول أن مشكلة النظافة تفاقمت بعد الثورة.
أصبح الوضع فى حالة حرجة ، فأينما تذهب تشاهد العديد من أكوام القمامة فى كل مكان ، و بعدما كان يسخر المصريين من المطبات الصناعية ، أصبحت السخرية الآن من أكوام القمامة ، فتجد أحدهم يقول للآخر عند وصف مكان ما (ادخل تالت يمين ، يعنى بعد 4 اكوام زباله و احود أول يمين بعدهم).
و بالرجوع إلى الهيئة العامة لنظافة و تجميل القاهرة ، بصفتها المسئولة الأولى عن نظافة القاهرة و أحياءها ، تبين أن الهيئة تعمل على عدة محاور من أهمها التعاقد مع شركات خاصة للتعامل مع القمامة. و قد أوضحت الهيئه أن هذه الشركات منوطة بالمهام التالية:
• جمع القمامة من الوحـدات السكنيـة.
• جمع القمامة من المحـلات التجاريـة.
• جمع القمامة من الأسـواق ومـواقف الأتوبيس ودور السينمـا.
• جمع القمامة من الوحـدات الطبيـة والتخلص منها بطريقة آمنة.
• جمع مخلفـات المصانـع والـورش.
• كنـس وغسيل الشـوارع بالكـامـل.
• التخلص من القمامة بالدفن الصحي في المقالب.
• رفع الملصقات من علي المباني وأعمدة الإنارة.
• تنظيف سـلات المهمـلات علـي أعمدة الإنارة.
• تقدم هذه الخدمات 7 أيام اسبوعيا.
هل تقوم شركات النظافه بكل هذه المهام؟ و هل هناك محاسبه و تقويم لعمل هذه الشركات؟
و قد أرجعت الهيئة سبب التعاقد مع شركات النظافة للأسباب التالية:
• لأن القاهرة واحدة من أكبر 10 مدن من حيث الكثافة السكانية ، بالأضافة إلى حوالـي 2 مليون زائـر للقاهرة يوميا من المحافظـات المختلفـة.
• تولد القاهرة 10 الاف طن مخلفات صلبة ونحو الفـان طن مخلفات هدم وبناء.
• يتم جمع نحو 65% من هذه الكمية بواسطة هيئة النظافة و15% بواسطة جامعـي القمامـة و20% الباقية لا يتـم جمعهـا.
• تكلفة الخدمة تفوق العائد الحالي نظرا لأشتراك أقل من 50% من الوحدات السكنية فى الخدمة مع جامعي القمامة.
• نظام الخدمة الحالي ذو كفاءة محدودة وفقا للمعايير البيئية والصحية العامة.
و بناء عليه قامت الهيئة بالتعاقد مع شركات النظافة ، و قد خصصت لكل شركة منطقة ، و يأتى الترتيب كالتالى:
المنطقة الغربية: تم تخصيصها لشركة إنسر الإسبانية
المنطقه الشرقيه: تم تخصيصها لشركة مصر لخدمات البيئة الإسبانية (لا أدرى هذا هو اسمها)
المنطقة الشمالية: تم تخصيصها لشركة اما الإيطالية
أما المنطقة الجنوبية فقد تم تخصيصها لشركة الفسطاط التابعة للهيئة و هى شركة مساهمة مصرية تم تزويدها بالمعدات و الإمكانيات اللازمة و تولت أعمال إدارة المخلفات الصلبة في عشرة أحياء بالقاهرة (البساتين - دار السلام - السيدة زينب - الخليفة – المقطم – مصر القديمة – المرج – الوايلى – باب الشعرية – منشأة ناصر) وتفوقت في أداءها علي الشركات الأجنبية والوطنية.
و لا أدرى ما وجه التفوق هنا و الحال على ما هو عليه
بقيت شركة واحدة هى شركة أوربـا 2000 شركـة مصرية تم تخصيص المنطقة الجنوبية أيضا لها.
بصراحة ، فى ظل هذا الكم الهائل من القمامة المنتشرة فى الشوارع ، لا يمكن أن نلوم سوى الشعب المصرى نفسه ، فهو من ألقى بهذه القمامة فى الأماكن الغير مخصصه لها.
أحمد عاطف