الحضارة الغربية جعلت من العالم الشاسع الممتد قرية صغيرة بوسائل الاتصالات التى من أهمهما على الاطلاق الانترنت الذى يبقيك دائما مطلعاً ومتصلاً بكل شئ في أي زمان ومكان , ويطلق لعقلك وتفكيرك العنان للتزود بالعلم والمعرفة والثقافة وتبادل الخبرات والتجارب الإنسانية المفيدة الراقية... وهذه هى قيمة الانترنت الحقيقية.
بينما نحن الذين نقدم للعالم الديكتاتورية والفساد والجهل جعلنا الانترنت محصوراً فيما يشوه هذه الوسيلة الحضارية الرائعة فلو تأملنا فيما نستخدم الانترنت لوجدنا أننا متخلفون حتى فى استخدامه وبعيدون بمسافة كبيرة عن اهدافه الحقيقية التى وجد من اجلها.
فالانترنت محصور عندنا بين مواقع التعارف الاجمتاعى " فيس بوك- تويتر" والمواقع الاباحية التى تقدم أحد نواب مجلس الشعب باقتراح لحجبها وانشغلت وسائل الاعلام المختلفة به وهو اقتراح لتأكيد الحضور الاعلامى لهذا العضو الذى يعلم تماماً أن اعلام الفضائيات "التافه" سيملأ بها ساعات الهواء لتغييب عقول الجماهير بينما الاخوان الآن يعدون أو أعدوا بالفعل مسودة للدستور الجديد بينما الآخرون مشغولون بالشو الاعلامى "مسيرات وشتائم" .
فالتفكير فى حجب المواقع الاباحية أهم من تصريحات الكاتب الكبير جهاد الخازن المعروف بصداقاته مع الزعماء العرب والتى قال فيها " إن دعم دول الخليج للإخوان المسلمين، أمر مستحيل، لكن دعمهم للسلفيين سيكون أكثر بكثير، فقد قال لى: "الأمير نايف بن عبد العزيز ولى العهد السعودى: إن السعودية احتضنت الإخوان المسلمين عقب طردهم من مصر، لكنهم تآمروا على السعودية بعد ذلك".
فالسعودية ودول الخليج تعاقب الشعب المصرى أولاً على ثورته ضد نظام مبارك وثانياً على اختياره للإخوان وكأنها تريد تكرار مأساة اختيار الشعب الفلسطينى "لحركة حماس" وضرب اسفين للوقيعة بين أكبر جبهتين لتيار الاسلام السياسى فى مصر.
والغريب فى تصريحات الخازن الجريئة أنه قال " إن طول الفترة الانتقالية ووجود المجلس العسكري فى الحكم، هما سبب تأخر وصول المساعدات لمصر.
فشروط السعودية ودول الخليج لتقديم المساعدات لمصر هى كما قال الخازن الافراج عن مبارك ومن ثم استضافته ورحيل العسكر وإسقاط الاخوان!!!!!!!!!!!!!!!!!! ونحن هنا مشغولون ومهمومون بحجب المواقع الاباحية
يروي لنا التاريخ أن الصليبيين بعثوا بأحد جواسيسهم إلى أرض الأندلس المسلمة، وبينما الجاسوس يتجول في أراضي المسلمين إذا به يرى غلاما يبكي وآخر بجواره يطيب خاطره، فسأله الجاسوس: ما الذي يبكي صاحبك؟ فقال الشاب: يبكي لأنه كان يصيب عشرة أسهم من عشرة في الرمي، لكنه اليوم أصاب تسعة من عشرة. فأرسل الجاسوس إلى الصليبيين يخبرهم: (( لن تستطيعوا هزيمة هؤلاء القوم فلا تغزوهم )). ومرت الأعوام وتغيرت الأحوال وتبدلت معها الهمم والهموم، وجاء الجاسوس الصليبي إلى أرض المسلمين مرة أخرى، فرأى شابين أحدهما يبكي والآخر يطيب خاطره، فسأله الجاسوس: ما الذي يبكي صاحبك؟ فأجابه: إنه يبكي لأنه لم يحضر إحدى حفلات المطربين.
فأرسل الجاسوس إلى قومه: " أن اغزوهم الآن فإنهم مهزومون".