دخل عليها غرفة النوم وهو مكفهر الوجه ويبدو عليه الغضب وعيناه مغرورقتان بالدموع وقال لها
بصوت متهدج أقرب للفحيح :- منذ متي وأنت زوجة لي ؟
نظرت إليه بإستغراب وقالت :- منذ ستة عشر عاما !!ِ
- كيف كنت لك فيها ؟
- زوجي وحبيبي وأبي وأخي وإبني وكل مالي في هذه الدنيا
- هل قصرت في حق من حقوقك ؟ ... سواء ... أو ....
-قالت ودهشتها تتزايد :- لا والله ... ولكن لمَّ تسأل هذه الأسئلة السخيفة ؟!!!
- هل قصرت في حق فراشك أبدا ؟
- لاتتكلم في هذه الأمور فأنت تعرف أنني أخجل من الكلام عنها حتي ولو كان معك أنت
- لماذا فعلت مافعلت ؟!!! ثم انفجر باكيا
- ماهذا الذي تتكلم عنه ياحبيبي ؟ .. اجلس .. اجلس واهدأ ... يبدو أنك متوتر ومرهق جدا
- لست مرهقا ... ولكني مصدوم .. مصدوم .. مصدوم فيك أنت .. مصدوم في زوجتي .. حبيبتي .. أم أولادي .. شريكة عمري .. رفيقة كفاحي .. سندي الذي كنت اعتمد عليه في كل الأزمات !!!! - ماذا تقول ؟ .. باله عليك لاتجعلني في حيرة !!!!
- لماذا أحببت غيري ؟ .. لم أدخر جهدا ولا مالا في سبيل اسعادك وأولادنا الأربعة .. مانظرت إلي شئ بطرف عينيك إلا وأسرعت بشرائه لك .. مانركت لحظة تمر عليَّ وعليك إلا وأحاول إدخال السعادة علي قلبك .. مانظرت إلي إمرأة قط في طريق ولا في العمل إلا وكنت بيني وبينها
- بدا التعجب الشديد والذهول علي وجهها وهي تقول بصوت اقرب للصراخ :- ماذا تقول ؟!!
- لماذا أعطيت جسدك لرجل غيري ؟!!
- ثارت وهاجت وماجت وهي تقول :- يبدو أنك جننت !!
- اليوم وللمرة الأولي في حياتي دخلت علي موقع من تلك المواقع الإباحية لأشاهد فيلما
يحفزني لكي أسعدك عند رجوعي .. وعندما فتحت الفيلم وجدت رجلا يمارس الجنس بقوة وعنف مع امرأة .. وفي البداية لم أنتبه .. ولكن .. ولكن عندما اقتربت الكاميرا من وجهها وجدتها أنت .. أنت .. أنت
- لا اااااا .. لا ااااااااا .. يبدو أنك جننت وأن هذه المواقع قد ذهبت بعقلك !!!!!!
- لم أجن .. وإنما دخلت مرة ثانية .. وشاهدت لك 11 قيلما مع نفس الرجل !! .. وأنا أعرفه فهو من بلدتنا هذه
- أنت كاذب .. كاذب .. كاذب .. وانهارت باكية وهي تقول :- حرام عليك .. ياظااااااااالم
_ قام وفتح الموقع فرأت نفسها بمنتهي الوضوح في هذه الأوضاع القذرة ... وهنا تمالكت نفسها بسرعة ... وكفكفت دموعها .. وانقلبت ثورتها هدوءا عجيبا .. وقالت بمنتهي الهدوء
- نعم أنا ... وهذا الرجل هو الرجل الوحيد الذي أحببته في حياتي .. وكنت أحبه قبل زواجي منك .. ولكن أهلي أجبروني عليك .. هل تظن أنني تزوجتك برغبتي ؟!! .. هل تظن صبية مثلي وقتها عمرها ثمانية عشر عاما تتزوج بمثلك وعمرك أربعون عاما .. ولكن لعنة الله علي المال .. ففقره منع أهلي من الموافقة عليه .. وباعوني لك لكثرة مالك .. هل تذكر أنني في صبيحة زواجي منك وكنا يوم جمعة طلبت منك صنفا من الدواء ؟ وكنت أعرف أن كل صيدليات البلدة مغلقة في هذا اليوم وأن عليك أن تنتقل إلي المدينة المجاورة لتشتري هذا الدواء وأن ذلك يستغرق أكثر من ثلاث ساعات .. هل تعلم أنني قضيت هذه المدة بين أحضانه أعطيه مالم أعطه لك ؟!! .. هل تعلم أنني كنت كل ليله أعطيك نفسي وأجهدك كثيرا ليس حبا فيك ولكن لكي تنام من الإجهاد وأقضي معه باقي الليلة في الغرفة المجاورة بعد أن أغلق عليك الباب بالمفتاح من الخارج ؟!!! ... ستة عشر عاما قضيتهم سعيدة هانئة بين أحضانه !!!
- كلبة ... حقيرة ... زانية
- مغفل ... مغفل ... مغفل ... لاتلوم إلا نفسك فأنت لم تختر مايليق بك
- اسمعي ... بمنتهي الهدوء وحتي لانثير ضجة تؤثر علي مستقبل الأولاد يجب أن ننفصل ... سوف أطلقك بهدوء وبدون شوشرة ولكن بشرط أن تتركي هذه البلدة وترحلي عني وعن الأولاد
_ أي أولاد ؟
- أولادي الأربعة ... اتركينا ولن نذكرك إلا بخير
- عن أي أولاد تتكلم ؟!! ... إياك أن تظن أنهم أبناؤك !!!! ... بل هم أبناؤه هو !! .. اذهب يامغفل وانظر إلي وجوههم ثم انظر إليه أمامك ستجد الشبه واحد ولكنك أعمي .. لقد لاحظ الجميع أنهم لايشبهونك !! .. ولكنك للمرة الألف كنت ومازلت مفغلا .
وقع علي الأرض من شدة الذهول ومن هول الصدمة وهو لايكاد يصدق مايسمع ... ثم تمالك نفسه واستدعي الشرطة بالهاتف فاقتادوها إلي قسم البوليس وتم تحريز سي دي عليه أفلامها الــ 11 .. وتم تحويله والأولاد إلي المعمل الشرعي لتحليل حامض الــ dna لإثبات هل هم أولاده بالفعل أم لا كما تدعي ... ولم يستطع أن يصبر حتي صدور التقرير الحكومي الذي يستغرق وقتا طويلا قذهب إلي أحد المعامل الخاصة وأجري بعض النحاليل والفحوصات وكانت كلها مكونة من 4 كلمات
غير قادر علي الإنجاب