حقاً، «وما تدري نفس بأي أرض تموت».. فقد حملت طبيبة ايطالية اخصائية في امراض القلب مساء السبت أوراقها وبحوثها لتحط الرحال لمدة خمسة ايام بالعاصمة النمساوية، فيينا، استجابة لدعوة تلقتها من رابطة اطباء امراض القلب، للمشاركة في اكبر مؤتمر دولي لأخصائيي القلب، تحضره وفود من مختلف انحاء العالم، ووصل العدد الى 25 ألف مشارك.
لكن، وقبل ان يكمل المؤتمر وقائع جلسته الافتتاحية صباح الاحد، تهاوت الطبيبة الايطالية، 46 عاما، من مقعدها بالقاعة الكبرى في أرض المعارض، وأمامها انتثرت أوراق المؤتمر الذي يناقش «معالجة امراض القلب»، وهي تئن وتصرخ من آلام حادة. وبعد عمليات اسعاف مستعجلة في غرفة جانبية، قام بها فريق طوارئ، تم نقلها على وجه السرعة إلى «إلاكها» الجامعي، وهو أكبر مستشفيات المدينة، عبر طائرة هيلكوبتر، حرصا على مزيد من السرعة وسهولة الحركة، رغم قرب المسافة بين مكان المؤتمر والمستشفى.
لكن ورغم كل المعدات الحديثة، وحضور كبار الاخصائيين في دقة الوصف والعلاج، شاء الله ان تسلم المريضة الروح في تمام التاسعة والثلاثين دقيقة مساء اليوم نفسه، كما جاء في بيان المستشفى، الذي ذكر ان الاخصائية الإيطالية كانت تحمل منذ مولدها ضعفا خلقيا في القلب وتعايشت معه كل هذه السنوات «بل لا نستبعد انه كان حافزا لها على دراستها وتفضيلها التخصص في امراض القلب ودقائقه».
وكان قد وقف أمس 25 ألف طبيب وطبيبة دقيقة صمت حدادا عليها وتحية لها وعلمها.