قررت عاملة متقاعدة، جزائرية الأصل مقيمة في فرنسا، ملاحقة رجل تدعي أنه اغتصبها وضربها وسبب لها أضرارا صحية معقدة قبل 37 سنة.
وقال جان سانييه، محامي الضحية، لـ«الشرق الأوسط»، إنه تقدم بشكوى قضائية باسمها أمام محكمة الجزاء في مدينة ليون، جنوب فرنسا.
وتابع أن إجراءات التقاضي لا تنظر دعوى مضت عليها كل هذه السنين، لكنه ينوي التركيز على أن المدعية فقدت ذاكرتها بفعل الاعتداء.
تثير قضية زاهية حمر العين (56 سنة)، الآن، اهتمام وسائل الإعلام الفرنسية، ولا سيما أنها لا تقرأ ولا تكتب، بل اعتمدت على نفسها في متابعة قضيتها، طارقة أبواب المؤسسات الصحية والشرطة،
وراجعت ملفات الحوادث والجرائم، واستخدمت مخبرا خاصا حتى أمسكت بأول خيط في حكايتها وحددت مكان الجاني وتعرفت عليه. بدأت القصة عندما كانت زاهية، وهي من أسرة محدودة الدخل في ليون، في السابعة عشرة من العمر.
وهي تروي أن رجلا اسمه سمرة، كانت تعمل لديه، لاحقها لكنها رفضت الزواج منه. وعام 1973 خطفها ونقلها إلى شاحنة العمل الخاصة به، حيث اغتصبها وضربها بآلة حادة على رأسها ورماها في الطريق تصارع الموت.
وبعدها نقلت زاهية إلى المستشفى وعولجت من إصاباتها، ومنها ارتجاج في الدماغ، لكنها منذ الحادث وحتى قبل سنتين، عانت من فقدان الذاكرة وكانت تداوم على العلاج وهي تظن أنها مصابة بمرض التصلب الانتشاري.
وقد تقدمت والدتها يومذاك ببلاغ إلى الشرطة ضد مجهول بتهمة ضرب ابنتها، لكن القضية حفظت.
وفي عام 2010، دخلت زاهية المستشفى لإجراء عملية جراحية. وهنا استعادت ذاكرتها فور استفاقتها من المخدر، وأخذت تروي ما تتذكره.
ومن ثم راجعت المستشفيات ومراكز الشرطة بحثا عن حقيقة ما أصابها، وبفضل مسؤول عن سجلات الحوادث أمسكت برأس الخيط وأدركت أنها ما كانت تتوهم، إذ أخرج لها المسؤول قصاصة لخبر نشر في صفحة الأحداث المتفرقة في جريدة محلية في ليون، قبل أكثر من 3 عقود، يشير إلى شابة تحمل اسمها أدخلت المستشفى بعد العثور عليها مدماة على قارعة الطريق، ثم بفضل مخبر خاص عرفت عنوان المعتدي، واكتشفت أنه ما يزال حيا ويقيم في العنوان نفسه بليون.
وهكذا اكتملت عناصر القضية وجاء دور المحامي لإثارتها.