بتـــــاريخ : 2/7/2012 4:01:14 AM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1423 0


    الشباب والمواقع الفاضحه

    الناقل : SunSet | العمر :36 | الكاتب الأصلى : د. سحر طلعت | المصدر : www.boswtol.com

    كلمات مفتاحية  :
    الشباب المواقع الفاضحه الإثارة الإنترنت
    نتيجة لظروف دراستي لا أستطيع الاستغناء عن جهاز الكمبيوتر ولا الإنترنت
    نتيجة لظروف دراستي لا أستطيع الاستغناء عن جهاز الكمبيوتر ولا الإنترنت

    كتبت د. سحر طلعت


    بسم الله الرحمن الرحيم.. أُودّ في البداية أن أتقدَّم بجزيل الشكر للقائمين على هذا الموقع، ومشكلتي هي أنني أبلغ من العمر 26 عاما، وحكايتي منذ أن كان عمري 19 سنة، وكنت في الجامعة علمت بوجود مواقع جنسية على الإنترنت، وبالرغم من حرصي على الصلاة في المسجد جميع الصلوات بما في ذلك صلاة الفجر، وبالرغم من تديّني وحرصي على معاملة أهلي وجميع من أعرف معاملة إسلامية حسنة؛ فإني في لحظة انفردت بجهاز الكمبيوتر، وبدأت أتصفّح مواقع فيها نساء عاريات.

     

    وتبت وندمت على ما فعلت، ودعوت الله بالمغفرة، إلا أني في لحظة ضعف أخرى عدت لمشاهدة تلك المواقع، وأعود وأتوب هكذا في حلقة مُفرغة، وتطوّر الأمر على مرّ السنين، وتبدّلت الصور العارية بصور ممارسات جنسية، وتطوّر الأمر وأصبحت أفلاما، وفي كل مرة أتوب وأعود.

     

    ومنذ ما يقرب من ثلاثة أعوام جاءتني فرصة لاستكمال دراساتي العليا بالخارج، وانتهزت تلك الفرصة، ولم أكن قد توقّفت تماما عن مشاهدة تلك المواقع، ورغم محاولتي لغضّ البصر فإن عقلي صار يختزن مشهدا معينا مثيرا، وجاهدت نفسي طويلا، وبحثت عن صحبة صالحة وصرت ملازما لهم، وتخلّصت من جهاز التليفزيون، وتخلّصت من الإنترنت بالبيت، ولكن لم أتوقّف.

     

    وقرّرت أن أبدأ في البحث عن زوجة ولم أُوفّق، وعندما عدت من الخارج بدأت في ممارسة العادة السيئة، وهذا هو حالي حتى تلك اللحظة التي أكتب فيها لكم.

     

    دعني أضف بعض النقاط التي قد تُوضّح المشكلة:

    أولا: أنا لا أُعاني فراغا بأي شكل من الأشكال ولو حتى وجدانيا.

    ثانيا: الصحبة المحيطة بي هي صحبة مسلمة طيبة، وأنا أسعى دائما للمحافظة على الصلاة.

    ثالثا: أنا لا أعاني ممارسة هذه العادة بصفة دائمة، وأنعم الله عليّ قريبا بنعمة الخطبة؛ حيث خطبت فتاة أحسبها صالحة إن شاء الله.

    رابعا: نتيجة لظروف دراستي لا أستطيع الاستغناء عن جهاز الكمبيوتر ولا الإنترنت.

     

    مشكلتي كلها في لحظة الضعف تلك التي تتملّكني فيها رغبة عارمة في مشاهدة مواقع الفسق تلك.. لا أعرف ماذا أفعل؟ لقد أرهقتني تلك المعصية، أشعر أني أغوص في بئر لا قرار لها.

     

    هناك أمر آخر:

    أحيانا تنتابني وساوس شيطانية أني غير قادر على الممارسة الجنسية، ويكون ذلك دافعا يدفعني لمشاهدة تلك المواقع، وأصبح لا يحدث عندي انتصاب من مشاهدة أي مشاهد جنسية مهما كانت، وأصبح هذا الهاجس يُؤرّقني حتى أني صرت أُفكّر ألا أتزوّج.. كيف أتصرّف في لحظات الضعف تلك؟ وكيف أقلع عن تلك العادات الخبيثة بجملتها؟ وهل أُصبت بالعجز فعلا؟

     

    الأخ الكريم.. في البداية أُحبّ أدعوك لأن تحمد الله؛ حيث رزقك بالنفس اللوامة التي أقسم بها المولى عزّ وجلّ في كتابه الكريم، والتي تسارع بالتوبة فور السقوط في براثن المعصية، ولكنها بضعفها البشري تعود مجددا.

     

    وأُبشّرك وأُذكّرك بقول رسولنا وحبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم: "إن عبدا أصاب ذنبا فقال: ربي أذنبت فاغفر لي، فقال ربه: عَلِم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به، غفرت لعبدي، ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنبا فقال: ربي أذنبت ذنبا آخر فاغفر لي، فقال: عَلِم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به، قد غفرت لعبدي، ثم أصاب ذنبا فقال: ربي أذنبت ذنبا آخر فاغفر لي، قال: عَلِم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به، قد غفرت لعبدي؛ فليفعل ما شاء ما أصر من استغفر، ولو عاد في اليوم سبعين مرة".

     

    والابتلاء الذي سقطت فيه أصبح في الآونة الأخيرة آفة الكثيرين غيرك؛ حيث يقع الإنسان في فخ ثلاثي الأضلاع، ويظلّ يدور في دائرة مُفرغة ومحكمة الإغلاق بين الإثارة من خلال الوسيط الأكثر جاذبية وبريقا (الإنترنت بما تحويه من أشكال وألوان وصنوف الممارسات الجنسية الطبيعية والشاذة)، ثم ممارسة العادة، ويتبع ذلك الشعور العميق بالذنب، ولا حلّ إلا بكسر هذه الدائرة المفرغة، وسأخبرك عن الكيفية، ولكن بعد أن نناقش معا الأضرار النفسية والاجتماعية لمشاهدة ومتابعة المواقع الإباحية الموجودة على الإنترنت؛ وذلك لأن وعينا بهذه الأضرار يعين الكثيرين منّا على تجنّب السقوط في شراك هذا الفخ الإلكتروني، ويرفع من قدرة غيرهم على المقاومة.

     

    مُشاهدة هذه المواقع تُسبّب نوعا من الإدمان، ومعنى هذا أن الإنسان لا يستطيع أن يمتنع عن هذه الممارسة إلا بإرادة فولاذية، وكأي مدمن يحتاج دوما للمزيد والمزيد من مادة الإدمان كمّا وكيفا، ولاحظ أن هذا ما حدث معك؛ فقد بدأت القصة بالصور العارية، ثم تطوّرت إلى صور الممارسة، وانتهت بمشاهدة أفلام الممارسة، وهذا التطوّر يحدث لأن الاعتياد يجعل الإنسان لا يثار بما اعتاد أن يشاهده، ويستمرّ في دوامة البحث عن المزيد، حتى يصل لمرحلة لا يجد فيها المزيد (على الأقل من ناحية الشكل).

     

    ويسقط الإنسان في فخ آخر شديد التداخل مع الفخ الأول، وهو فخ الشعور بفقد القدرة الجنسية، والقلق الشديد الذي يُؤثّر سلبا على القدرة الجنسية، وهكذا يدور الإنسان في دائرة مُفرغة جديدة لا يجد منها فكاكا، وعلاج هذا الأمر هو أن تخفف من قلقك المبالَغ فيه على قدرتك الجنسية، وكل ما في الأمر هو أن المثيرات الموجودة على الإنترنت الآن أصبحت لا تثيرك، وقلقك ضاعف من الأزمة.

     

    والخطر الثاني الذي يحدث من مداومة الاطّلاع على المواقع الجنسية الموجود بوفرة على الشبكة العنكبوتية؛ هو فقدان قيمة شديدة الأهمية وهي قيمة الرضا الجنسي، ولا يخفى على أحد أن رضا الإنسان عن حاله هو مقوّم من أهم مقومات السعادة في الحياة.

     

    لخوفك من غضب الله وللأسباب السابقة أجد أنك أخي الكريم تحتاج لوقفة مع نفسك عن طريق الخطوات التالية:

    1- إذا كنت لا تستطيع قطع اشتراك الإنترنت، فلا أقل من أن تضع "فلترا" يحجب عنك هذه المواقع بما فيها.

    2- الاستعانة بخطوات البرنامج العلاجي الذي وصفناه من قبل لعلاج إدمان العادة والمواقع الإباحية في استشارة "المواقع الساخنة.. الاستمناء.. وداعا للإدمان".

    3- من المهم التأكيد على أن غياب جانب الترفيه من حياتنا يدفع بالكثيرين للسقوط في براثن الإنترنت بما تحويه من مواقع إباحية وجنس إلكتروني؛ وبحيث تصبح هي الوسيلة الوحيدة للترفيه، وإيجاد بدائل أخرى للترفيه محببة للنفس يعتبر أمرا لازما وضروريا، ورغم أنك أكّدت أنك دوما مشغول بدراستك أو بأنشطتك الأخرى؛ فإنني أحسب أن كل ما تقوم به من أنشطة يمكن أن يندرج تحت ما أنت مكلّف به ومسئول عنه؛ لذا يكون من المهم والضروري أن تحاول أن تبحث عن أشكال أخرى من الترفيه المحبب إلى قلبك.

     

    واستمرْ دوما في الاستغفار، ونحن معك ونحبّ أن نسمع قريبا عن خبر زواجك ممن اختارها قلبك ورضي عنها عقلك.

    عن كتاب أ.ب. فراش زوجية

     

    كلمات مفتاحية  :
    الشباب المواقع الفاضحه الإثارة الإنترنت

    تعليقات الزوار ()