بتـــــاريخ : 2/6/2012 11:26:04 AM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 2598 0


    حدود طاعة الزوجة لزوجها

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : وفاء | المصدر : www.wafa.com.sa

    كلمات مفتاحية  :

    قالت تعالى :  (ومن آيته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة الروم:21).
    للأسرة في الإسلام أهمية بالغة ولا عجب فهي عماد المجتمع ومصنع الأجيال،وبداية تكوين الأسرة تبدأ مع عقد الزواج ذلك العقد الذي منح ميزة لم تمنح لغيره من العقود ،حتى وصف بالميثاق الغليظ قال تعالى: ( وأخذن منكم ميثاقا غليظا  النساء:21) .
     ولتستقيم الأسرة حدد الشرع حقوق وواجبات كلا من الزوجين بما يتناسب مع فطرته وتكوينه ودوره في الأسرة ،وإذا ما تأملنا حقوق وواجبات الزوجين  نجد الدقة والتكامل والملائمة .
    وعلى الرغم من أن الإسلام حدد حقوق و واجبات الزوجين بدقة إلا أنه وضع إطار عام للحياة الزوجية مبني على التسامح والتعاون ؛فرغب بالإحسان بين الزوجين وحسن العشرة ،ورتب عليها الأجر والمثوبة ، قال تعالى مخاطبا الأزواج:  (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً  النساء):19.
    وقال عليه الصلاة والسلام "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم أخلاقاً، وخياركم خياركم لنسائهم" رواه الترمذي وقال صلى الله عليه وسلم قال فيها : " واستوصوا بالنساء خيرا فإنكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله " رواه مسلم.
    وفي المقابل رغب النساء في التفاني في الاهتمام بالزوج وحسن التبعل حتى جعل رضا الزوج سببا في دخول الجنة عن أم سلمة رضي الله عنها قالت:" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة." أخرجه الترمذي وحسنه.
     وروى أحمد والحاكم عن الحصين بن محصن : أن عمة له أتت النبي صلى الله عليه وسلم في حاجة ففرغت من حاجتها فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم أذات زوج أنت ؟ قالت نعم قال : كيف أنت له ؟ قالت ما آلوه ( أي لا أقصّر في حقه ) إلا ما عجزت عنه . قال : " فانظري أين أنت منه فإنما هو جنتك ونارك.
    طاعة الزوجة لزوجها:
    أمر الإسلام الزوجة بطاعة زوجها ورغب بها وجعلها مقدمة على طاعة من سواه .
    قال صلى الله عليه وسلم:"إذا صلت المرأة خمسها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبوابها شئت. رواه أحمد .
    ويتأكد الأمر بطاعته  فيما يتعلق بأمور الاستمتاع والنكاح قال صلى الله عليه وسلم :"إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء فبات غضبان لعنتها الملائكة حتى تصبح" رواه البخاري.
    وفي هذا محافظة على طهارة ونزاهة المجتمع ،إذ أن تمنع الزوجة قد يدفع الزوج للانحراف.
    ومن صور طاعة المرأة لزوجها أن لا تخرج من بيتها إلا بإذنه،و أن لا تصوم نافلة إلا بإذنه ،وأن لا تدخل بيتها أحداً إلى من ارتضى أو علمت رضاه .
    قال صلى الله عليه وسلم:" ‏لا يحل للمرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ولا تأذن في بيته إلا بإذنه وما أنفقت من نفقة عن غير أمره فإنه يؤدى إليه شطره " رواه البخاري          وحذر الإسلام من عصيان الزوج وإغضابه . فعن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله   قال: "أُريت النار فإذا أكثر أهلها النساء؛ يكفرن"، قيل: أيكفرن بالله؟ قال: ((يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئًا، قالت: ما رأيت منك خيرًا قط"رواه البخاري.
    ومن الجدير التنبيه بخطورة ممانعة الزوج ومعاندته فكثير من حالات الطلاق تقع بسبب تعنت الزوجة وعنادها  ورغبته في أن تكون كلمتها هي العليا ، وظنا منها أن في الطاعة مذلة وامتهانا لها لجهلها بحكمة الشرع فيها.
    هل طاعة الزوجة لزوجها فيها خضوع ومذله؟
    يخطئ من يظن أن المرأة إذا أطاعت زوجها نقصت قيمتها وأهدرت كرامتها ،بل على العكس فالمرأة عندما تسلم  نفسها لزوجها , وتعلن عن صنوف  الطاعة تتنازل تنازل المحب لمن أحب , وهو إذعان لمن تثق به فتمنحه نفسها , وفي المقابل يقع حمل وعبء على كاهل الزوج ومسؤوليته عظيمه عليه أن يحسن تدبيرها وهو اختبار ومقياس لرجولته قال صلى الله عليه وسلم : " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي " أخرجه الترمذي .
    هل طاعة الزوج مطلقه؟
    لم تجعل الشريعة الإسلامية طاعة الزوجة لزوجها مطلقة كما هو الحال في بعض الشرائع الأخرى التي جعلت المرأة أشبه بالجارية في بيت زوجها  ومن ذلك ما نصت عليه  المادة 414 من  الأحكام العبرية على انه متى خرجت الزوجة من بيت أهلها ودخلت بيت زوجها وجب عليها طاعته والامتثال لأوامره مهما كانت شأنها شأن الجارية لسيدها ، وكان الرومان يعتبرون المرأة مملوكة لأبيها ولزوجها ثم لبيتها ويعتبرونها شيطاناً نجساً .
    إن الشريعة الإسلامية جعلت لطاعة الزوج حدود وأطر عامة ومنها  أن تكون الطاعة فيما لا معصية فيه ولا طاعة في ترك واجب ؛إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق عز وجل، و قال صلى الله عليه وسلم: لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةٍ، إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ. متفق عليه.
    أما القيد الثاني للطاعة فهو أن يكون الأمر في مقدور واستطاعة الزوجة ،وأن لا يجر إليها ضرر ، لقول الله تعالى}: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا{البقرة:286 وقوله صلى الله عليه وسلم: "لا ضرر ولا ضرار". رواه مالك وأحمد. فلو أمرها بقطع مفازة موحشة أو عبور ماء خطر أو تحمل عمل شاق أو ما شابه ذلك فلا تلزمها الطاعة .
    كما أن الطاعة تكون في حدود أمور النكاح و الأسرة , وعليه فلا يلزمها الطاعة فيما يتعلق في التصرف في مالها الخاص ،أو في خدمة غيره ، فلو أمرها بأن تمنحه كل مالها أو أن تكتب عقارها باسمه أو أن تشتري له سيارة فهي غير ملزمة بذلك.
    إلا أنه ينبغي التنبيه على الزوج أن يعين زوجته على صلة رحمها وان لا يمنعها من زيارات ذويها لما في القطيعة من ذنب عظيم.
    أثر طاعة المرأة لزوجها على الزوجين والأسرة .
    إن أمر الإسلام للمرأة بطاعة زوجها ليس أمرا تعسفي , بل هو أمر قائم على المصالح العامة والخاصة ،إن طاعة الزوجة لزوجها ناشئ عن تقسيم المهام والواجبات والحقوق بين الزوجة وزوجها وهم قطبي الأسرة , فإذا تكاملا وتعاونا نشأ عن هذا استقرار الأسرة وصلاحها لإنتاج أفراد مجتمع سويين .
    فطاعة الزوجة لزوجها تضمن إيجاد استقرار وهدوء عند الزوج, والذي يقع على عاتقه مهام قيادة الأسرة , كما لا نغفل عن الضغوط والواجبات التي تقع على كاهل الزوج من تحمل مسؤوليات الأسرة والنفقة والرعاية للأسرة إضافة إلى مسؤولياته الاجتماعية الأخرى , ومن هنا يكون بحاجة إلى نوع من الدعم النفسي وهنا يكون دور الزوجة , فطاعتها لزوجها  له تخفف عليه بعض الضغوط وتوفر له جو هادئ وهذا مما يعينه على القيام بمسؤولياته وواجباته على نحو أكمل.
    ويبقى أن نقول أن طاعة الزوجة لزوجها من أبجديات السعادة الزوجية وكلما  أخلصت الزوجة في طاعة زوجها أزداد الحب والهناء وانعكس هذا على الأبناء فعمت السعادة أرجاء الأسرة.
    إلا انه تجدر الإشارة إلى أن طاعة الزوجة لزوجها لا يعني طمس شخصيتها ولا يغيب دورها في الأسرة فهي المرتكز الأساس في تربية الأبناء،لا سيما المرأة النجيبة الفطنة و الصواب أن يتشارك الزوجان في الأفكار والتخطيط لبناء الأسرة فمهما بلغ الرجل من علم وشرف لن يعلوا على سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، وقد استشار عليه الصلاة والسلام زوجته أم سلمة في غزوة الحديبية وأخذ برأيها وفي مسألة تخص الأًمة .
    وصية أمامة بنت الحارث لابنتها:
       لقد أوصت أمامة بنت الحارث التغلبية أبنتها وهي تزفها إلى زوجها الحارث بن عمرو ملك كنده فقالت ( أي بنية لو استغنت امرأة عن زوج بفضل مال أبيها لكنت أغنى الناس عن ذلك ولكن للرجال خلقنا كما خلقوا لنا. بنيه إنك قد فارقت الحمى الذي منه خرجت والعش الذي فيه درجت إلى وكر لم تعرفيه وقرين لم تألفيه. أصبح بملكه لك مليكاً فكوني له أمه يكن لك عبداً وشيكاً. واحفظي عني خلالاً عشره يكن ذكراً وذخراً . أما الأولى والثانية فالصحبة بالقناعة والمعاشرة بحسن السمع والطاعة ، فإن في القناعة راحة القلب وفي حسن المعاشرة مرضاة الرب وأما الثالثة والرابعة فالمعاهدة لموضع عينه والتفقد لموضع أنفه فلا تقع عيناه منك على قبيح ولا يشم أنفه منك إلاّ طيب ريح واعلمي يا بنيه أن الكحل أحسن الحسن الموجود والماء أطيب المفقود والخامسة والسادسة التعاهد لوقت طعامه والتفقد لحين منامه فإن حرارة الجوع ملهبه وتنغيص حاله مكر به وأما السابعة والثامنة فالاحتفاظ ببيته وماله والرعاية للحشم والعيال من حسن التدبير ، وأما التاسعة والعاشرة فلا تفشين له سراً ولا تعصين له أمراً فإنك إن أفشيت سره لم تأمني غدره وإن عصيت أمره أوغرت صدره واتقي مع ذلك قلة الفرح إذا كان ترحاً والاكتئاب إذا كان فرحاً فإن الأول من التقصير والثانية من التكدير وأشد ما تكونين له إعظاماً أشد ما يكون لك إكراماً وأشد ما تكونين له موافقة أطول ما يكون لك موافقة ، واعلمي يا بنيه أنك لا تقدرين على ذلك حتى تؤثري رضاه على رضاك وتقدمي هواه على هواك فيما أحببت أو كرهت .
       أي بنيه لا تغفلي عن نظافة بدنك فإن نظافته تضيء وجهك وتحبب فيك زوجك وتبعد عنك الأمراض والعلل وتقوي جسمك على العمل ، فالمرأة التفله تمجها الطباع وتنبو عنها العيوب والسماع . وإذا قابلت زوجك فقابليه فرحه مستبشرة فإن المودة جسم روحه بشاشة الوجه .

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()