بتـــــاريخ : 2/6/2012 10:49:14 AM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 2235 0


    لماذا أصبحت المرأة تخجل من وظيفة " ربة بيت " ؟ !

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : علي محمود | المصدر : www.wafa.com.sa

    كلمات مفتاحية  :

    إصرار المرأة على العمل ليس دائما  لأسباب اقتصادية، أو يعود إلى رغبتها في أداء دور في المجتمع كما يقال، وإنما في أحيان كثيرة قد يعود الإصرار على الخروج إلى العمل ، لأن هناك  سيدات تخجل الواحدة منهن حين تسأل عن وظيفتها أن تقول إنها ربة منزل...
           إصرار المرأة على العمل ليس دائما  لأسباب اقتصادية، أو يعود إلى رغبتها في أداء دور في المجتمع كما يقال، وإنما في أحيان كثيرة قد يعود الإصرار على الخروج إلى العمل ، لأن هناك  سيدات تخجل الواحدة منهن حين تسأل عن وظيفتها أن تقول إنها ربة منزل، بينما هناك  طبيبات ومهندسات ومعلمات إلى آخر قائمة المهن التي تخرج لها المرأة من بيتها .. 
          والسؤال: أليست رعاية الزوج والأولاد وتنشئتهم تنشئة سوية هو الواجب الأساسي للمرأة ؟  وأليس هذا الواجب المقدس هو أيضا مهنة محترمة لا تقل – بل تزيد – في أهميتها عن أية مهنة أخرى من تلك التي تعمل بها السيدات العاملات ؟ ثم أيهما مقدم في نظر الشريعة الإسلامية على الآخر ، عمل المرأة خارج بيتها حتى وإن كان ضروريا ووفق الضوابط ، أم أداء دورها العظيم والمقدس داخل بيتها ؟ ...
           يقول أستاذ الاجتماع الدكتور حسام المهدي: قديما وقبل خروج المرأة للعمل بالمهن المختلفة لم يكن ثمة مشكلة في وظيفة " ربة منزل "، فأكثر من تسعين بالمائة من الزوجات والسيدات في البلاد العربية كن ربات وكان التنافس وقتها بين المعارف من السيدات في نجاح الواحدة منهن في أداء هذه الوظيفة التي كانت مصدر فخر وسعادة لها، وكان تفوق الأولاد في الدراسة وتقدم الزوج في مهنته وإسعادهما – الزوج والاولاد – هو هدف الأم والزوجة الأول والأخير ، لكن المشكلة الآن أنه مع خروج المرأة للعمل بعد حصولها على شهادة دراسية أصبحت وظيفة " ربة منزل " مرادف لغوي  لكلمة " عاطلة عن العمل "، وأحيانا لا تعني هذه الوظيفة ألا أن المرأة لا تفعل شيئا في حياتها إلا أعمال تنظيف المنزل وغسيل الملابس وإعداد الطعام، أي ببساطة تساوت هذه المهنة  وتلك المهمة العظيمة مع عمل الخادمات، وهو خطأ فاحش يتقاسم المجتمع المسئولية عنه مع المرأة ، فالمجتمع لم يعد يتعامل مع ربات البيوت بالتكريم والاحترام الواجب لهن، باعتبار أنهن مسئولات عن تقديم رجال صالحين للمجتمع من خلال رعايتها لأبنائها كأم ، وإن أي نجاح وتقدم يحققه الزوج والأولاد فإن الفضل الأساسي فيه يعود إلى تلك السيدة العظيمة التي وفرت الأسباب وهيأت الأجواء للجميع ليحققوا النجاح والتقدم ، وأنه لولا قيامها بمسئولياتها وكونها "ربة منزل " عظيمة، لربما أصبح أبناؤها عبئًا على مجتمعهم، ولربما انفرط عقد الأسرة وتفككت ، ولا يخفى على أحد ما يتبع ذلك من نتائج سلبية ليس على الأسرة فقط وإنما على المجتمع ككل.
     مسئولة عن رعيتها
            وعن دور المرأة ومسئوليتها عن بيتها في نظر الشريعة الإسلامية، تقول أستاذة الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية للبنات بجامعة الأزهر، الدكتورة ماجدة هزاع: "إن رعاية المرأة لزوجها وأولادها ليس عملا هامشيا تؤديه المرأة في وقت فراغها، بل هو عملها الأساسي وواجبها الأول في الحياة، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول  في الحديث الشريف  " .. والمرأة  راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها". فوظيفة "ربة منزل" وصف تكريم وتعظيم، فـ"رب الشيء" هو مالكه والمتصرف في شئونه، يقول عبدالمطلب جد الرسول الكريم لإبرهة لما استولى على إبله في عام الفيل: "أنا رب الإبل (أي صاحبها ومالكها) وللبيت رب سيمنعه ويحميه"، وتسمى المرأة "ربة منزل" لأنها راعية البيت ومسئولة عنه وعن رعيتها الذين يعيشون فيه بما فيهم الزوج، وبالتالي فهي مهنة تشرف المرأة بأدائها حتى وإن كانت حاصلة على أعلى المؤهلات العلمية، فالمسئولية الأولى للمرأة هي رعاية زوجها وأولادها ، وتأثم المرأة بتقصيرها في أداء واجب الرعاية الذي أمرها به رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف.
    الأولوية للبيت 
            وإذا تعارض عمل المرأة خارج بيتها مع رعايتها لأسرتها، فإن الأولوية تكون لرعاية البيت كما يؤكد وكيل وزارة الاوقاف المصرية لشئون الدعوة الدكتور سالم عبد الجليل، الذي يقول: مع كامل احترامنا لحق المرأة في العمل  فيما يناسبها من أعمال ، إلا أن رعاية الزوج والأولاد وكونها " ربة بيت " هو الواجب الأول والمقدس والأساسي للمرأة ، فإذا كانت المرأة عاملة وفق الضوابط الشرعية للعمل، وحدث تعارض بين عملها ورعاية زوجها وأولادها ، فإن الأولوية قطعا تكون للزوج والأولاد ، أي لأداء وظيفتها الأساسية والمحترمة  كربة بيت، فلا قيمة لأي نجاح أو ترقيات في العمل إذا فشلت المرأة في دورها الأساسي كزوجة وأم.
    الحقوق مقابل الواجبات
             وإذا كان واجبا على الزوجة أن تجعل بيتها وزوجها وأولادها في مقدمة الاهتمامات، وأن تكون في الأساس والأصل ربة بيت ناجحة قبل أدائها لأي عمل آخر ، فإن لها حقا على الزوج وعلى المجتمع، فمن حقها على الزوج أن يعينها على أداء واجبها كربة بيت، وألا ينتقص من قيمتها وكرامتها، ولنا في أمهات المؤمنين والسلف الصالح الأسوة الحسنة ، فقد كانت المرأة لا تبيت إلا وقد أدت واجبها كربة بيت على أكمل وجه، ويتأكدن من رضا أزواجهن عنهن، فرضا الزوج من رضا الرب، وفي المقابل كان الأزواج يرحمون ضعف النساء ويقبلون أعذارهن ، ويدركون ما يتحملن من أعباء ، بل ويشاركونهن في أداء الواجبات المنزلية، فلم يكن الواحد منهن كما يحدث في أيامنا يلقي بتبعة الأعباء الأسرية كاملة على الزوجة، متعللا بأنها ربة البيت حتى تحولت هذه الوظيفة ذات القيمة والكرامة الى عبء وعقوبة تنفر منها الزوجات وتفر منها الأمهات.
             كما أن المجتمع شريك في نفور المرأة من هذه الوظيفة المقدسة، لأنه أصبح يتعامل مع  "ربة البيت" على أنها مجرد عالة على زوجها أو أنها طاقة معطلة، وكأن رعاية الزوج والعناية بالأولاد، وتقويم سلوكهم، والسهر على تنشئتهم النشأة الصالحة التي ترضي الله وتفيد المجتمع ليست مهنة غاية في القيمة والخطورة أيضا، فيتجاهل دور الأم، بينما في المقابل يتحدث عن المرأة العاملة باحترام وتقدير ، حتى وإن كان بيتها مهملا وسلوك أبنائها  معوجا، وعلاقتها بزوجها على شفى الانهيار، بل إن المجتمع أصبح يتعامل مع المرأة العاملة باحترام حتى وإن كان عملها لا يضيف الى المجتمع شيئا ، بل هو في حقيقة الأمر بطالة مقنعة.
    الحكم الشرعي
             وحول الحكم الشرعي لعمل المرأة وأيهما يقدم في حالة التعارض، العمل خارج المنزل أم عملها كربة بيت، يقول رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور يوسف القرضاوي :
    إن عمل المرأة الأول والأعظم الذي لا ينازعها فيه منازع، ولا ينافسها فيه منافس، هو تربية الأجيال، الذي هيأها الله له بدنيا، ونفسيا، ويجب ألا يشغلها عن هذه الرسالة الجليلة شاغل مادي أو أدبي مهما كان ؛ فإن أحدًا لا يستطيع أن يقوم مقام المرأة في هذا العمل الكبير، الذي عليه يتوقف مستقبل الأمة، وبه تتكون أعظم ثرواتها، وهي الثروة البشرية.
    ورحم الله شاعر النيل حافظ إبراهيم حين قال:
    الأم مدرسـة إذا أعددتها  ***  أعددت شـعبًا طيب الأعراق.
           ومثل ذلك عملها في رعاية بيتها؛ وإسعاد زوجها، وتكوين أسرة سعيدة، قائمة على السكون والمودة والرحمة، وقد ورد في الأثر: إن حُسن تبعل المرأة لزوجها يعد جهادًا في سبيل الله.
           وهذا لا يعني أن عمل المرأة خارج بيتها محرم شرعًا فليس لأحد أن يحرم بغير نص شرعي صحيح الثبوت، صريح الدلالة، والأصل في الأشياء والتصرفات العادية الإباحة كما هو معلوم. 
            وعلى هذا الأساس نقول: إن عمل المرأة في ذاته جائز، وقد يكون مطلوبًا طلب استحباب، أو طلب وجوب، إذا احتاجت إليه: كأن تكون أرملة أو مطلقة ولا مورد لها ولا عائل، وهي قادرة على نوع من الكسب يكفيها ذل السؤال أو المنة.
             وقد تكون الأسرة هي التي تحتاج إلى عملها كأن تعاون زوجها، أو تربي أولادها أو أخوتها الصغار، أو تساعد أباها في شيخوخته، كما في قصة ابنتي الشيخ الكبير التي ذكرها القرآن الكريم في سورة القصص وكانتا تقومان على غنم أبيهما: قالتا لا نَسْقِي حتى يُصْدِرَ الرِّعَاء وأبونا شيخ كبير(القصص: 23).
             وكما ورد أن أسماء بنت أبي بكر ذات النطاقين كانت تساعد زوجها الزبير بن العوام في سياسة فرسه، ودق النوى لناضحه، حتى إنها لتحمله على رأسها من حائط له أي بستان على مسافة من المدينة.
     
              وقد يكون المجتمع نفسه في حاجة إلى عمل المرأة كما في تطبيب النساء وتمريضهن، وتعليم البنات، ونحو ذلك من كل ما يختص بالمرأة.. فالأولى أن تتعامل المرأة مع امرأة مثلها، لا مع رجل.
             وقبول الرجل في بعض الأحوال يكون مـن بـاب الضرورة التي ينبغي أن تقدر بقدرها، ولا تصبح قاعدة ثابتة.
    وإذا أجزنا عمل المرأة، فالواجب أن يكون مقيدًا بعدة شروط:
    1- أن يكون العمل في ذاته مشروعًا، بمعنى ألا يكون عملها حرامًا في نفسه أو مفضيًا إلى ارتكاب حرام، كالتي تعمل خادمة لرجل عزب، أو سكرتيرة خاصة لمدير تقتضي وظيفتها أن يخلو بها وتخلو به، أو راقصة تثير الشهوات والغرائز الدنيا، أو عاملة في " بار " تقدم الخمر التي لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ساقيها وحاملها وبائعها، أو مضيفة في طائرة يوجب عليها عملها تقديم المسكرات، والسفر البعيد بغير محـرم، بما يلزمه من المبيت وحدها في بلاد الغربة، أو غير ذلك من الأعمال التي حرمها الإسلام على النساء خاصة أو على الرجال والنساء جميعا.
    2ـ أن تلتزم أدب المرأة المسـلمة إذا خرجت من بيتها في الزي والمشـي والكـلام والحركة: وقل للمؤمنات يَغْـضُضْنَ من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها (النور: 31). ولا يـضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن(النور: 31). فلا تخـضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مـرض وقلن قولاً معروفًا. (الأحزاب :32).
    3ـ ألا يكون عملها على حساب واجبات أخرى لا يجوز لها إهمالها، كواجبها نحو زوجها وأولادها وهو واجبها الأول وعملها الأساسي.

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()