يؤكد خبراء التقنيات أن الحروف الثلاثة (ج ن س) هي الأكثر بحثاً في (جوجل)! وهذا البحث يتعلق بالدول العربية بمن فيها الخليجية ومنها السعودية.
وكنت أعتقد أن هذا العطش، عفواً (اللهث) وراء الجنس خاص ببني يعرب، لكنني وجدت أنه كذلك في أكثر البلاد تفتحاً، عفواً (تفسخاً) بموجب القانون على أرض الواقع في شوارع باريس، فضلاً عما تطوله العين، ولا تطوله اليد!
وهذا السعار المجنون للبحث عن الجنس ومرادفاتها في (جوجل) وغيره من وسائل البحث، نتيجة طبيعية من رفاق الشيطان، المتدربون في دوراته عبر الأقمار الصناعية، التي تنقل الصوت والصورة والمشاعر في لحظة واحدة!
(بني يعرب) تسمع أغانيهم التي تولول صباح مساء، فإذا هي البحث عن الحب والهيام وراء الجدران، وعلى شواطئ البحار، وفي غرف النوم!
(بني يعرب) تقرأ رواياتهم فإذا هي محشوة بضمة وقبلة وغياب في صحراء الشميسي!
(بني يعرب) ترى أفلامهم التي يربط بينها النساء المغنَّجات، واللقطات المشهِّيات، و(الإفِّيهات)!
(بني يعرب) الذين يضربون زوجاتهم، ويسافرون للخارج للمسفار، ليتركوا فراغاً عائلياً هائلاً، أو قنابل موقوتة!
(بني يعرب) الذين يضخون الأموال في جيش جرار من الدعايات الجذابة، وبالأشكال الزاهية، بين يدي الجمهور المستهلك!
(بني يعرب) الذين يدربون البنات على الرقص الغربي، وبالنمط الكلاسيكي، مع الحصول على شهادات خبرة!
(بني يعرب) الذين منهم شلل (الليبرالية) و(العلمانية) و(اليسارية)، الذين يقولون: متى يسمح للمرأة أن...، ومتى يسمح للمطاعم أن...، ومتى يسمح للأسواق أن...، ومتى يسمح للجامعات أن...، ومتى يسمح فقط لكل شيء لا يقال له غير مسموح!
ومن هذا الحال يتراكم السؤال، ويضغط النداء: أين الجنس؟ أين مواقع الجنس؟ أين نوادي الجنس؟
وفي اللحظة التي تمر عليهم العقوبات الربانية، والأمراض المستعصية، ربما يفكرون أنهم كانوا يبحثون عن سراب، حتى إذا جاءه أحدهم لم يجده شيئاً!!