بدأت الحكاية مع حاجة وكالة الفضاء الأمريكية ناسا لبناء منشأة لتجربة محركات الصواريخ الخاصة بها للتأكد من سلامتها وقوة الدفع الخاصة بها قبل أن تقوم بتركيبها على الصواريخ المحملة بالعتاد والبشر في مهمات حقيقية لسبر الفضاء. لتحقيق هذه المهمة الصعبة وهي تجربة الصواريخ قامت ناسا ببناء (مركز ستينيس للفضاء \ Stennis Space Center) الواقع في منطقة غير مأهولة نهائيا على ضفاف نهر المسيسيبي وإختيار ناسا لهذا المكان المعزول كان سببه الصوت الذي لا يحتمل والذي تصدره هذه المحركات عند تشغيلها.
نشرت ناسا في مدونتها عن طريقة عمل هذا المحرك أنه في كل ثانية يمزج محرك (J-2X) مئات الكيلوجرامات من الهيدروجين والأوكسجين في حجرة صغيرة لا يزيد حجمها عن علبة معكرونة كبيرة فتحترق هذه السوائل مكونة بخارا وبعض الرواسب من غاز الهيدروجين كل هذا في درجات حرارة عالية جدا تتجاوز عدة آلاف درجة مئوية. فيندفع الكم الهائل من الطاقة من الحجرة والذي يتم توجيهه إلى النهاية السفلى من المحرك من ما يسبب تسارع شديد كاسر لحاجز سرعة الصوت للمركبة لتتحول كل الطاقة الحرارية الهائلة إلى طاقة حركية تحرك المركبة. كمية البخار الهائلة الذي ينتجها هذا المحرك إذا تجمعت في مكان واحد مع عدم حركة هذا المحرك كما هو الحال مع ظروف هذه التجربة فإنها تنتج كمية كافية لتكوين سحب قادرة على الإمطار. فيديو آخر يوضح جوانب أوضح من تجربة أخرى للمحرك (J-2X).
خير ختام لموضوعنا اليوم قوله عز وجل : {عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 5]