ويؤكد خبير الصحة النفسية في منظمة الصحة العالمية خوسيه بيرتولوتي أن ظاهرة الانتحار أصبحت تمثل مشكلة كبيرة للصحة العامة وأنها تكلف عالمياً 5.1 في المئة من النفقات التي تصرف على الأمراض.
وتؤكد منظمة الصحة أن عدد حالات الانتحار في العالم ارتفعت منذ عام 1955 بمقدار 60 في المئة، وأن هذا الأسلوب في مغادرة الحياة يعتبر الثالث الأكثر استخداماً من قبل الناس الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 44 عاماً. ويحذر الخبراء أيضاً من أن عدد محاولات الانتحار تفوق العدد المسجل للوفيات من جراء ذلك بعشرين مرة. ما يعني أن عدد محاولات الانتحار تتم سنوياً من قبل 20 مليون شخص.
ويلجأ الناس للانتحار في معظم الأحيان بسبب مشاكل شخصية وعائلية وبسبب فقدانهم أشخاصاً مقربين منهم أو بسبب فقدانهم لأعمالهم أو بسبب قضايا لها علاقة بالشرف، كما تؤثر على قرارات الناس بالانتحار عوامل أخرى مثل المناخ السائد في دولهم والأوضاع السياسية أو المعتقدات الدينية. وتشير معطيات المنظمة إلى أن أكثر الناس ميلاً للانتحار هم سكان الدول المتقدمة ولا سيما الوسطين الأوروبي والآسيوي، فيما تتراجع حالات الانتحار في أميركا اللاتينية.
ويبدو أن أكثر الناس انتحاراً يوجدون في دول البلطيق حيث تم تسجيل 40 حالة انتحار لكل 100 ألف نسمة، أما أكثر الشعوب انتحاراً فهم سكان ليتوانيا حيث انتحر في عام 2002 مثلاً نحو 8 أشخاص من أصل كل 100 ألف نسمة.
وينتحر الرجال أكثر من النساء وفق منظمة الصحة العالمية باستثناء الوضع في الصين حيث تنتحر النساء أكثر من الرجال، وتعتبر تشيكيا وفق مكتب الإحصاء التشيكي من الدول التي تسجل فيها حالات الانتحار بشكل أعلى من المعدل الوسطي، أما في أوروبا فإن الوضع الأفضل في هذا المجال قائم في اليونان وأسبانيا وايطاليا.
|