في محاولة جدية وجولة حقيقية للبحث عن شريك الحياة، دعنا نشاركك الرحلة لعلنا نضع قدميك على الطريق الصحيح، نمهد لك السبل ونذلل لك المصاعب ونسهل عليك العوائق؛ لتكون رحلة البحث عن شريك حياتك أيسر والوقت الذي ستستغرقه أقل. عسى أن تكون محاولتنا معك سببًا في اهتدائك إلى شريك حياتك، لتبدأ فصول السعادة في عرض مسرحيتها الممتعة المليئة بمفردات الحياة الزوجية من فكاهة وشجن وسعادة ومحن، فكيف تختار شريك الحياة؟
حيرة البحث عن شريك الحياة
إنك في غمرة خوضك في أحلامك وتطلعك للبحث عن شريك الحياة تحدثك نفسك في حيرة وتخبط: أين أجده؟ هل هو قريب أم بعيد؟ في أي طريق سألقاه؟ ما شكله؟ ما سنه؟ ما مظهره؟ هل يسهل الوصول إليه أم ستحول بيننا السدود والحدود والقيود؟ وغيرها من التساؤلات والأنات والتي حتمًا ترد بخاطر كل شخص يجد أن الوقت قد حان للبحث عن حياة مستقرة وهادئة.
أين تجد شريك الحياة؟
إن أول شيء في رحلة البحث أن تحدد لنفسك النطاق الذي ستبحث فيه عن شريك الحياة، هل هو من العائلة أم من الأصدقاء أم من العمل، أم من مواقع الزواج على شبكة الإنترنت، أم من خلال مكاتب الزواج أم من غيرها، فكيف تبدأ البحث؟.
ابدأ بالعائلة
لتكن البداية هي بالبحث عمن يناسبك في أفراد العائلة، وخاصة إذا كنت ممن يتشككون من الغُرباء ولا يثقون إلا فيمن هم من أهليهم وقرابتهم.
ومن مميزات البحث عن الشريك في أفراد العائلة، أنك تعلم بنات عائلتك جيدًا وتعلم تربيتهن وأخلاقهن وتعلم يقينًا أصولهن، بالإضافة إلى تطابق المكانة الاجتماعية التي توفر مناخًا مناسبًا للاستقرار في الحياة الزوجية.
الأصدقاء والمعارف
إذا كانت لك شروط ومواصفات خاصة تعتقد بلزوم توافرها في شريك حياتك فيمكنك أن تخبر عائلتك أو أصدقاءك أو جيرانك أو معارفك بما تتطلبه فيمن ستكون لك زوجة، فقد تتوافر هذه الشروط لدى أخت لهم أو ابنة أو صديقة أو جارة، وتصادف شروطك ومواصفاتك لديها هوى في نفسها فيتم التوافق والقبول.
رفيقات العمل
عادة ما يكون اختيارك لرفيقتك في العمل كزوجة هو اختيار صائب؛ لأنها تكون ناضجة متفهمة لطبيعة عملك، وغالبًا ما يكون بينك وبينها من التقارب في المستوى الفكري والثقافي والاجتماعي والعائد المادي ما يحطم الحواجز بينكما، إلى جانب أنك تراها بشكل يومي وهو ما يسهل عليك الاقتراب منها فتتعرف على خلقها وطباعها عن قرب.
مواقع الزواج على شبكة الإنترنت
بمجرد كتابة كلمة زواج في محرك البحث سوف تتعدد أمامك المواقع المتخصصة في الزواج، والتي تقوم بدور الوسيط بين الطرفين الراغبين في الزواج.
وقد أصبحت هذه المواقع تلعب دورًا لا بأس به في تيسير رحلة البحث عن الشريك، حيث تسمح لراغبي الزواج بتسجيل عضويتهم في هذه المواقع، وتيسر عليهم أمر الحوار والتعارف، واختيار شريك الحياة بالشروط التي يتطلبها كل منهم.
وهذه المواقع وإن كان لها بعض المزايا التي سبق ذكرها فهي لا تخلو من عيوب، وعيوبها تظهر أحيانًا في عدم جدية أي من الطرفين أو عدم صراحته، ومع ذلك فهي عيوب شخصية يسهل اكتشافها والتعامل معها بالبحث والسؤال والالتقاء بالطرف الآخر في حضور العائلة، وبعد اللقاء تحدد الخطوة القادمة إن كانت في اتجاه بناء أسرة أم البحث من جديد.
مكاتب الزواج
انتشرت هذه الأيام العديد من المكاتب التي تخصصت في الزواج وتوفير بيانات عن الجنسين والتوفيق بينهما. وتقدم مكاتب الزواج هذه الخدمة بمقابل مادي بسيط، على أن يقوم الراغب في الزواج بملء بياناته وما يرغب فيه من مواصفات وشروط في شريك حياته، ليقوم المكتب بالبحث عن هذه الشروط وتلك المواصفات من خلال ما يتوافر لديه من معلومات عن الطرف الآخر، لتسهل بعد ذلك طرق الاتصال بينهما واللقاء ثم التعرف. وهذه الطريقة في الزواج إن بدت غريبة بعض الشيء ولم نتعود عليها فلا ينكر أحد أنها أصبحت أمرًا موجودًا وواقعيًا ومنتشرًا ويحظى بالإقبال بين راغبي الزواج من الجنسين.
إرشادات هامة قبل القيام برحلة الاستكشاف
قبل القيام برحلة البحث والاستكشاف عن الشريك يجب أن تلتفت إلى بعض الأمور، من أهمها:
فكثير ممن يتقدم للفتيات يؤخر قدمًا ويقدم أخرى يريد ولا يريد، وقد يكون في قرارة نفسه لا ينوي زواجًا في هذا التوقيت ويأخذ الأمور على أنها تجربة، ناسيًا أنه لا يقبل أن يتعرض محارمه لمثل هذا الهزل. فكن جادًا وإلا فتوقف عن عبث الصغار.
وأنت في رحلة بحثك عن الشريك لكي تصل بأمان وسلامة، يجب أن يتوازن عندك جناحا العقل والقلب، ولإحداث هذا التوازن يجب ألا يطغى أحدهما على الآخر.
هذا ما يعرفه كل صاحب عقل، فالإغراق في الخيال وطلب المستحيل لن يزيدك إلا ابتعادًا عن هدفك الأساسي وهو الاستقرار. والاستقرار يتطلب إعمال العقل الذي يسمح بدخول الممكن والمتوقع تحقيقه، فابحث في حدود إمكانياتك وظروفك الاجتماعية، ولا تبتعد بخيالك فتطلب أجمل وأرق النساء وأعذبهن، وكأنك تنتظر فانوسًا سحريًا يأتى لك بجوليت الجميلة لتنادي بكل الحب: "أين أنت ياروميو"، فإنه يصعب عليك أن تجد في شريك حياتك من تجتمع له كل الأوصاف المثالية التي تتطلبها. وإذا كنت تنتظر شريكًا بمواصفات مثالية فأنت مخطئ فنحن بشر ولا يوجد من بيننا شخص كامل المواصفات، وأنت نفسك ينقصك الكثير، وإن انتظرت شريكًا خاليًا من العيوب فسوف تنتظر كثيرًا. ويكفيك توافر حد معين من هذه الصفات، يكمل بعضها بعضًا.
أحيانًا كثيرة يكون الفشل في عثورك على شريك الحياة هو النتيجة الحتمية لترددك أثناء رحلة بحثك، وقد تقابل الشريك المناسب ولكن خوفك أو قلقك من ارتياد المجهول يجعلك حائرًا مترددًا لا تقوى على اتخاذ القرار، وقد تُضّيِع بيدك فرصتك التي قد تكون هي فرصة حقيقية للسعادة.
إياك والغرور فهو يبعدك مسافات ليست بقصيرة عن كل ما تحلم به بل ويُعَّسر عليك الوصول إليه ويجعله مستحيلاً، فأكثر صفة تُنَّفر الناس من حولك هي أن تحدثهم وكأنك من طبقة أخرى غير طبقتهم، فيحدث النفور وتضيع رحلة بحثك عن السعادة.
عادةً لا ترى عيوننا من هم بجوارنا ونظل نبحث في الاتجاه الخاطئ، فقد يكون شريك حياتك في الغرفة المجاورة وينتظر منك إشارة البدء، فقد تكون صديقة لأختك أو قريبة لجارتك أو أختًا لزوجة أخيك...الخ، فتلّفت حولك فقد تسمع صدى صوتها يتردد في أرجاء نفسك: أنا هنا.
أحيانًا قد يكون الصديق حجر عثرة أمام تقدمك في رحلة البحث فتجده يفرض عليك تصوره هو في شريكة حياته، فمعاييره في الاختيار والبحث قد تختلف عما تراه مناسبًا لك فيحبطك ويقطع عليك طريق الوصول. وليس معنى ذلك أن تتشكك في نيات الأصدقاء، بل نلفت نظرك إلى أن شخصيتك ومبادئك تختلف عن شخصية ومبادئ صاحبك، وكلٌ يبني حياته تبعًا لتصوره وتربيته وكثير من الفوارق الأخرى.
عليك أن تعلم جيدًا أن الصفات الطيبة التي تتطلبها في شريك حياتك ليست أمرًا منعدمًا، فمازالت هناك عائلات محترمة تربي بناتها على الدين والأخلاق والكفاح وتحَّمُل المسؤولية ومحبة الزوج وتقديس الحياة الزوجية، فابحث عن هذه العائلات وتحرر من مرض الشك، ولا يحبطنك ما ترى من سوء خلق البعض وسوء تصرفاتهم، فلا زال في الناس الخير.
لا تغرق في البحث عن الصورة المثالية الغارقة في الرومانسية، فقد تكون أنت نفسك من تقف في طريق تدفق مشاعرك التي هي إحساس تراكمي ينمو بمرور الوقت، فأنت لا تحتاج إلى معجزة ولكن تحتاج إلى مقابلة الشريك مرة واثنين وربما أكثر ليفعل القلب فعلته ويكون القرار بعدها للعقل.
في النهاية، اجتهد في البحث بأيسر الطرق ودون إغراق في طلب المواصفات المثالية في شريك الحياة، وسوف تصل إلى مبتغاك ويتحقق مناك.