وهو حالة من الخوف الشديد لدرجة التجمد، من فرط الخوف، مع ظهور أشد علامات الخوف على الشخص وهى اتساع حدقة العين، وكذلك إنسان العين (Dilated Pupil)، وسرعة ضربات القلب وارتباكها، مع سرعة التنفس، ووقوف شعر الجسم، وبرودة الأطراف، وعرق الكفين، واصفرار الوجه، وعدم الاستجابة للمثيرات المحيطة، به مثل أصوات من حوله.
ويختلف الذعر عن الخوف (Fear) في شدّته. فالخوف، أقل شدة من الذعر. ويختلف الاثنان عن القلق (Anxiety)، في أن القلق هو خوف غير محدد (يكتنفه الغموض) (Undefined Fear)، وتوقع حدوث مكروه، وكذلك يختلف الذعر عن الهلع (Panic)، في أن الهلع هو الحالة الحادة والشديدة من القلق. وبذلك يكون كل من الخوف والذعر معروفا السبب ومحدد، بينما الهلع والقلق غير محددين، فيما يتعلق بالسبب وطبيعة الخوف.
والخوف يُعَدّ تفاعلاً طبيعياً للبشر في بعض المواقف، بينما الذعر استجابة موقفية مبالغ فيها لمثيرات مخيفة. أمّا الهلع والقلق، فهي اضطرابات نفسية ناتجة من صراعات داخلية. وقد يحدث الذعر اضطراباً في النوم ويخل به، مثله في ذلك مثل مخلات النوم الأخرى (Parasomnias)، المعروفة، والمصنفة ضمن اضطرابات النوم (Sleep Disorders)، وهي الكوابيس (Nightmares)، والمشي أثناء النوم (Sleep walking).وهذا بعض التفصيل لاضطراب الذعر (الفزع) الذي يخل بالنوم.
اضطراب الذعر (الفزع) أثناء النوم Sleep Terror Disorder
وهو اضطراب تتكرر فيه نوبات من الاستيقاظ المفاجئ من النوم. وعادة، البداية تكون صرخة هلع. تحدث، عادة، في الثلث الأول من النوم، خلال فترة النوم العظمى، وأثناء النوم غير المصحوب بحركة العين السريعة (Non Rapid Eye Movement Sleep)، الذي يكثر فيه نشاط الموجات البطيئة (Delta) في تخطيط الدماغ الكهربائي (Electroencephalogram) (EEG) ، وهي المراحل (3،4) ( اُنظر النوم)، وتظل الحالة من دقيقة إلى عشر دقائق.
ويجلس الشخص، عادة، في فراشه مفزوعاً، وعلامات الخوف بادية عليه، في صورة اتساع فتحة إنسـان العين، وتصبب العـرق الغزيـر، ووقوف الشعر، وسرعة التنفس، وسرعة النبض، ولا يستجيب الشخص لمحاولات التهدئة، حتى يقل الفوران الداخلي (Agitation)، وتغيم الوعي (Confusion of Consciousness)، وقد يذكر الشخص بقايا حلم قبل اليقظة، ونادراً ما يكون الحلم حيّاً وكاملاً، ولكن المعتاد أن ينسى النوبة كاملة في الصباح. وتكثر النوبات إذا كان الشخص مجهداً أو يعاني ضغوطا (Psychological Stresses) حالية.
ولوحظ أن النوبة الشديدة تسبق، ببطء، إيقاع تخطيط الدماغ الكهربائي، في صورة زيادة ارتفاع موجات دلتا أكثر من المعتاد، مع بطء التنفس وإيقاع القلب. ويصاحب بدء النوبة بسرعة إيقاع القلب، وكذلك تخطيط الدماغ الكهربائي بما يشبه حالة اليقظة.
وحدوث هذا الاضطراب في الأطفال لا يصاحبه اضطراب نفسي (Psychopathology) ثابت، ولكن حدوثه للبالغين يصاحب بأعراض أخرى لاضطراب نفسي مثل القلق العام (Generalized Anxiety).
بدء الاضطراب ومساره
يبدأ الاضطراب، عادة، في الطفولة (4 ـ 12 سنة)، ويصيب الكبار، كذلك، في العشرينيات أو الثلاثينيات، ونادراً ما يبدأ بعد سن الأربعين. ويتفاوت المسار كثيراً في تكرار النوبات لدى الأفراد، فقد تحدث النوبة في ليالٍ متتالية، وقد تتكرر على فترات أيام أو أسابيع. وفي حالات الأطفال، قد يختفي الاضطراب، تلقائياً، عند بلوغهم مرحلة المراهقة، أما عندما يبدأ الاضطراب في الراشدين، فإنه يصبح مزمناً، ومن مضاعفاته إمكانية حدوث إصابة أثناء النوبة بسبب الفزع الشديد وتغيم الوعي.
انتشار الذعر (الفزع) أثناء النوم
في البحوث المسحية الانتشارية (Epidemiological Surveys)، تقرر نسبة من 1 إلى 4% أنهم أصيبوا بالاضطراب في وقت ما من حياتهم (Time Life Prevalence)، ولوحظ أن انتشاره أكثر بين الأطفال وخاصة الذكور. وله نمط أسرى (Familial) من الانتشار حيث يزداد بين الأقارب من الدرجة الأولى عنه بين عامة الناس.
ويلزم تمييز اضطراب الذعـر مما يلي:
1. اضطراب الكوابيس الليلية.
2. هلاوس الدخول في النوم (Hypnagogic Hallucinations): تصاحب بقلق، عند بدء النوم، وتتكون من خيالات حية (Vived Images)عند الانتقال من اليقظة إلى النوم.
3. &nbs
p; نوبات الصرع (Epileptic Fits): قد تقع أثناء النوم، مع تغيم وعي بعد النوبات، وقد تمثل شبيهه باضطراب الفزع أثناء النوم، وحيئنذ يلزم التفرقة بوساطة تخطيط الدماغ الكهربائي.
العــلاج
في حالـة وجـود الاضطراب لـدى الأطفال، تهدئ الأم طفلها، من دون خوف أو ارتباك منها، ولا يلزم العلاج إلاّ في حالة وجود اضطراب نفسي آخر. أمّا في البالغين، فيكون العلاج نفسي بفهم ظروف الشخص، النفسية والاجتماعية، ومساعدته على التكيف الداخلي، ونادراً ما يلزم إعطاء عقار مثل الفلورازيبام (Flurazepam) بجرعات قليلة.