كتب: عماد فواز
كان حبيب العادلي وزير داخلية مبارك قد شارك رئيس الوزراء أحمد نظيف قلقه من الثورة، وتجاوب معه، وحدد له خلال اجتماع جميع بينهم يوم 25 ديسمبر 2010، موطن الثورة ومهدها، وهى شبكة الإنترنت، لكنه دعاه لعدم القلق، ووعده بالتصدي للثورة في مهدها، فتوجه إلى مبنى وزارة الداخلية بلاظوغلي، وطلب مساعده لجهاز مباحث أمن الدولة اللواء حسن عبد الرحمن، وطلب منه إعداد خطة محكمة وسريعة للتصدي لدعوات الثورة يوم عيد الشرطة الموافق 25 يناير 2011.
وفي يوم 27 ديسمبر 2010 – قبل الثورة بـ29 يوم- رد اللواء حسن عبد الرحمن رئيس جهاز مباحث أمن الدولة على الوزير بخطته في خطاب قال فيه نصا (إيماء للتكليف الإداري رقم 2489 بتاريخ 26/12/2010 بخصوص تطوير إدارة المراقبة الإليكترونية، نفيد سيادتكم بأنه قد تم الأتي:-
أولا:- تم دعم الإدارة بعدد 450 فرد موزعين على النوبتجيات الثلاثة على مدار اليوم، بواقع 150 فرد في النبوتجية، وتزويدهم بالأجهزة والمعدات الفنية المطلوبة، وتوجيههم بالرد على دعوات المتظاهرين والمحرضين الإثاريين للتظاهر والثورة على النظام والحكومة بمواد إيجابية تهدئ من دعواتهم وتدعو لنفور المواطنين من هؤلاء الإثاريين ودعوة المواطنين لنبذ هذه الدعوات المحرضة.
ثانيا:- تم توجيه أفراد وحدة الدعم الفني بتعطيل الفيديوهات والمواد المصورة المحرضة على شبكة الإنترنت، وإعداد بيان حصر بها).
وبعد أن قرأ اللواء حبيب العادلي خطة مساعده رئيس جهاز مباحث أمن الدولة وجهه بالموافقة على الخطة، وانطلقت وحدة المراقبة الإليكترونية بكامل قوتها للتشكيك في الثورة وفي موجات غضب المواطنين، والرد على أنصار المعارضة ومهاجمتهم من خلال التعليق على الموضوعات التي يقومون بنشرها على جميع المواقع الإليكترونية سواء كانت مواقع الصحف الإليكترونية أو مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر والفيس بوك، وتعطيل فيديوهات تعذيب المواطنين على يد ضباط وأفراد الشرطة التي انتشرت على الفيس بوك، والمواد المصورة التي تسخر من مبارك ورموز نظامه، وكذلك التصدي للمواقع والصفحات المحرضة على شبكة الإنترنت وغلقها أو قرصنتها، وعمل حصر دقيق بالقائمين عليها من المحترفين واعتقالهم.
وقتها طلب رئيس الوزراء أحمد نظيف من حبيب العادلي وحسن عبد الرحمن رئيس جهاز مباحث أمن الدولة إعداد تقرير مراقبة لشبكة الإنترنت كل أسبوع، وبالفعل قدم حبيب العادلي أول تقاريره الأسبوعية إلى نظيف أول يناير 2011، عن الأسبوع الأخير من ديسمبر 2010، ولكنه دافع من خلال تقاريره عن منصبة فضلل مبارك ورجالة.