قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "لو كان الفقر رجلا لقتلته". وقد مزقت الحروب والمعارك المتواصلة نسيج الشعب الصومالي, و امتدت هذه المعارك و الحروب لمدة تقارب العشرين عاما ونيف، ولم تتوقف حتى الآن, فمنذ عهد الثورة علي الديكتاتور سياد بري ومرورا بالحرب التي سميت بحرب الجنرالات، ومن ثم الحرب التي سميت بحرب زعماء القبائل وأخيرا الحرب الحالية.
وطوال هذه الفترة والشعب الصومالي صامد يكافح في سبيل نيل لقمة العيش رغما عن المعاناة والبطالة المريرة, وتفاقمت المشكلة كثيرا حينما شمل أرض الصومال جفاف شامل؛ مما أفقدها الزرع والضرع, نفقت الآلاف من الأبقار، وتشققت الأرض الزراعية جفافا وانعدمت مياه الشرب بالنسبة للسكان.
ونظرا لعدم وجود الغذاء الكافي؛ عاني معظم الأطفال الصوماليين وخاصة الذين لم تتعد أعمارهم سن الخامسة, من عدم توفر الغذاء اللازم لتأمين صحتهم مما عرض الكثير للضعف الشديد وهزال أجسادهم، وتوفي الكثير منهم لعدم مقدرتهم علي تحمل أجسادهم لتلك المعاناة.
وفي إحصائية حديثة أجرتها منظمة الأمم المتحدة الخاصة بتغذية الطفولة، وجدت أن قرابة 11% من أطفال الصومال الذين لم تتعد أعمارهم 5 سنوات قد توفوا, بالتالي يحتاج أطفال الصومال لمعونة عاجلة من أهلهم العرب المسلمين في شتي بقاع العالم.
و على الرغم من هذه المجاعة وهذا الجفاف الذي ضرب أرض الصومال وأهلها، مازالت الجماعات المتحاربة تصر علي الحرب, ومازالت مقديشو تعاني من الاقتتال الضاري بين تلك الجماعتين.
لجأ معظم أهالي المناطق الريفية النائية للعاصمة مقديشو طلبا للمياه و الغذاء؛ لأن معظم هيئات الإغاثة تقبع في العاصمة مقديشو, بينما هرب الكثير من أهالي الحدود المتاخمة للصومال لتلك البلدان، ومن أهمها: كينيا وأثيوبيا.
تقدمت بعض الدول العربية والإسلامية لتمد يد العون لإخوانهم في الصومال، وقد كانت بادرة حسنة من تلك الدول في مقدمتها دول مجلس التعاون الخليجي، وأحضرت مواد غذائية ساعدت الكثير من أهل الصومال علي الصمود في وجه المجاعة.
ونظرا لأن الصومال تعتبر أرضا مسلمة، وأهلها مسلمون فيجب علي كل مسلم الوقوف بجانب أهله ومد يد العون بحسب طاقته, وأطفال الصومال هم أطفالنا, ورؤية طفل صومالي أصابته المجاعة وعظامه تكاد تطفر عن جسده الهزيل, ينفطر لها قلب كل المسلمين، بل وغير المسلمين.
إخواني وأخواتي آبائي وأمهاتي نرجو منكم الوقوف صفا واحدا لمد يد العون لهذا الشعب الذي ابتلاه الله, نساعدهم بكل ما نملك، ونطلب من الله أن يخفف عنهم محنتهم، وإنا لله وإنا إليه راجعون.