بتـــــاريخ : 1/1/2012 1:37:16 PM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1502 0


    لا تفسدي لحظاتك الحلوة!

    الناقل : SunSet | العمر :36 | الكاتب الأصلى : د. عبد العزيز بن عبد الله بن صالح المقبل | المصدر : www.lahaonline.com

    كلمات مفتاحية  :
    اسرة تفسدي لحظات الحلوة
     
    لا تفسدي لحظاتك الحلوة!
    لا تفسدي لحظاتك الحلوة!


    في مثل هذه الأيام تثور الكثير من السحب الترابية، وحين يقدر لنا أن نكون في العراء، حيث لا بيوت تقينا الغبار، ولا جدران تصدّ عنا ذراته، نشعر بضيق شديد، فالغبار ينفذ إلى مناسم جلودنا، فضلاً أن يصيب عيوننا. وفي ظل ذلك الضيق والقلق، الذي لا يخفف منه سوى اختفائنا داخل سيارتنا، مع انشغالنا بفرك عيوننا، لإخراج ما نفذ لها من ذرات التراب. نفاجأ بسقوط المطر، الذي يقيّد أرجل العاصفة، فلا يبقى منها سوى صوتها، ولكنه يصبح مضمخاً برائحة المطر الجميلة. فبدلاً مما كنا قبل لحظات، منطوين على أنفسنا، نحاول التلفف بثيابنا، وسدّ كل منافذنا، نجد أنفسنا نحاول أن نسحب أكبر قدر من نسمات الهواء إلى داخل أجوافنا، وكأننا نتأمل منها أن تغسل ما دخل قبل قليل من تراب العاصفة.!
    هذه هي أحداث الزمان تتعاقب، بين حدث يسوؤنا، وآخر يسرنا، فما يتركه السيئ من ندوب في نفوسنا، يمرّ عليه الجميل من الأحداث فيأسوه ويصلحه.
    وصحيح أن قسوة الأحداث قد تحفر أخاديد في النفس، وتترك بصمات في القلب، لكن الإنسان له دور كبير، في تعميقها، أو محاولة تناسيها.
    إن كثرة استذكار الأحداث المأسوية واستحضارها؛ يفسد علينا التلذذ باللحظات الحلوة الجميلة. إن ألمها الحسي قد زال، ولم نعد نحس به، وقد نكون، عكس ذلك تماماً، ننعم براحة كبيرة. فهل من العقل أن نفسد على أنفسنا ذلك كله، ونحيط أنفسنا بـ(ألم) قد زال ومضى؟!

    لابد أن يتعمق لدى الزوجة التي تعرضت في حياتها الزوجية لأحداث مؤلمة شعور بانفصال حياتها السابقة عن حياتها الحاضرة، وشعور أن صورة زوجها، التي لم تكن ترضى عنها، قد زالت، ولم يعد لها وجود، وهي تعيش مع صورة أخرى له، مليئة بالدفْ والحب والراحة.  ولتتخيل نفسها تفتش كتاباً مصوراً، وفجأة ظهرت لها صورة موحشة مخيفة، استفزتها لدرجة لم تستطع معها فتح الصفحة الثانية إلا بصعوبة، لكنها قلبتها. وجلست تفكر بعض الوقت. ثم راحت تقلب صفحات الكتاب، حيث رأت صوراً جد رائعة. أليس من المفترض أن ما يتكرر على عينيها من صور جميلة، ينسيها الصور المخيفة، إلا إذا كانت نفسها مغناطيساً يجذب الصور الكئيبة، أو كانت هوايتها اصطياد أسماك الحزن!
    تعرض عليّ بعض الزوجات مشكلاتهن مع أزواجهن، وقد يكون ضمن صفات الزوج السلبية، العصبية، وحين تهب رياحها عليه يصبح رجلاً سيئاً، لا يملك نفسه، فيرمي بالكلمات العنيفة والحادة.. ولكنه، في المقابل، رجل كريم، محب لزوجته وأولاده، يحرص على توفير كل ما يريحهم، إن بعضاً من تلك الزوجات، وهي تعرض مشكلتها تلك، تحمد الله على هذا الزوج، فصفاته السلبية محدودة، وتندفن في صفاته الإيجابية، وهي تسأل فقط عن أفضل الطرق، في التعامل معه، لتتقلص مساحة العصبية لديه. ونلاحظ أنها (تكيّفت) مع المشكلة، رغم سوئها، وغمرتها بالحسنات، وراحت تركز نظرها على حسنات الزوج، لتقل وطأة الصفة السلبية عندها، وهو ما حدث ويحدث.
    وكل زوجة تكدرت في الماضي حياتها الزوجية؛ الآن أصبحت الصفات السلبية، لدى زوجها تاريخاً (ماضياً). بل كان بيتاً (خرباً). هدم وبُني عليه بيت (جديد) رائع. فهل نظل نضيق، لأن بيتنا (كان) سيئاً، لنضيع استمتاعنا بالبيت (الجديد) ؟!
    ولعلي أوصي ببعض الكتب المفيدة في هذا الجانب مثل كتاب: "أراك على القمة" لزيج زيجلار .
    وكتاب: "أنت لا تفهمني" لديبورا تانين .


    كلمات مفتاحية  :
    اسرة تفسدي لحظات الحلوة

    تعليقات الزوار ()