بتـــــاريخ : 1/1/2012 1:26:58 PM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1171 0


    الرسالة الأولى إلى بنيتي الغالية

    الناقل : SunSet | العمر :36 | الكاتب الأصلى : د. عبد الرحمن حسان | المصدر : www.lahaonline.com

    كلمات مفتاحية  :
    اسرة امراة الرسالة بنيتي الغالية
     
    الرسالة الأولى إلى بنيتي الغالية
    الرسالة الأولى إلى بنيتي الغالية


    قبل أربعة عشر عاماً حملتك بين يدي لأول مرة، عندما قدمتك الممرضة إليّ في المستشفى، فضممتك إلي صدري بفرح غامر، فأنت نعمة الله وعطيته، وبعد الحمد والثناء على الواهب العطاء، قمت بالتأذين في أذنيك؛ ليكون اسم الله أول ما ينفذ إلى سمعك و قلبك، ثم الدعاء لكِ وقرأت بعض الآيات للرقية،  فلقد تغلغل حبك إلى فؤادي، فسررت غاية السرور بمقدمك وامتلأت فرحاً، فوزعت الهدايا على الممرضات والعاملات بالمستشفي، و آليت على نفسي، أن أحافظ على عطية الله وأن أسعي لتقديم القدوة الحسنة، وأبذل كل ما في وسعى لتربيتك على التربية الإسلامية الصحيحة، وأن أقدم لك النصح والإرشاد، وحاولت قدر جهدي أن أطلع على المعارف التربوية الحديثة وأصولها، ورسمت خططي التربوية، والآن وقد وصلتِ إلى هذه المرحلة العمرية الحرجة، التي تتطلب أسلوباً آخر من أساليب التربية، والتي يخاطب فيها هذا العقل الذي يقود جسداً ستتفجر فيه طاقات هائلة وتحولات شتى، تحتاج إلي عقل رشيد يقودها إلي بر الأمان، أسأل الله العلي القدير أن يحفظك ويحفظ جميع بنات المسلمين، من شر الشيطان وكيده.

    بنيتي العزيزة هذه رسالتي الأولي التي أخطها لك، وأنت تتخطين مرحلة الطفولة التي كنت أنا وأمك الغالية نعاملك فيها معاملة الأطفال، والآن نشعر نحوك بمشاعر الفرح، وأنت تتفتحين كوردة الصباح طرية ندية تحتاج ليد حنونة تأخذ بيدك إلي بر الأمان، ومجتمع المرحلة الوسطى يا بنيتي يختلف عن المرحلة الابتدائية، فقريناتك يأتين بمفاهيم شتى من بيئات مختلفة، وهن في مرحلة تكوين خطرة مع روح وثابة تتوق للانعتاق من مراقبة الأهل والمدرسة، فقط لتأكيد الذات، ولكن تطيش منهن بعض التصرفات، وقد تكون غريبة في نظرك وتتساءلين: لم كل هذه التصرفات الفالتة؟!  فاعلمي أن كل ذلك مرده لعدم مراقبة الذات، وبعدها عن الفطرة السليمة ومراقبة الله في كل التصرفات.

    إن الرفقة واختيار الصالحات يا بنيتي هي طوق النجاة في مثل هذه البيئات، كما أن جماعة المصلى رفقة مأمونة تجمعك بالبنات الصالحات.
    وقد تتعرضين للغمز واللمز من الطالبات، خاصة من رفيقات السوء، فالرد الجميل يلجم تلك الأفواه، ووردتنا الجميلة لابد أن يفوح عطرها رغم كل الظروف والأحوال، ويبقي عطرها في يد كل من امتد إليها، فمعاملة الناس بالخلق الحسن تجبر الآخرين لاحترامك وتقديرك، عكس الأخرى سيئة الخلق التي قد تخافين منها، ولكن احتقارها كامن في النفس، وهذه الفطرة السليمة التي تعاف كل خلق قبيح.
    إنني عندما أنزلك أمام المدرسة كل صباح، أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه، وأدعو لك بالتوفيق والسداد والحفظ، ويغمرني الفرح عندما تطلين من باب المدرسة في نهاية اليوم الدراسي، وأحمد الله على نعمائه وجزيل عطائه أن ردك إلي سالمة.


    كلمات مفتاحية  :
    اسرة امراة الرسالة بنيتي الغالية

    تعليقات الزوار ()