|
لتعليم الازواج ثقافة الاعتذار
الناقل :
SunSet
| العمر :37
| الكاتب الأصلى :
haila
| المصدر :
konyonsa.com
انتشرت برامج لجلسات خاصة يعقدها بعض الإخصائيين النفسيين للمقبلين علي الزواج أو الإنجاب لمساعدتهم في التعامل مع المشكلات التي تنشأ في الشهور الأولي للزواج ومن أهم المشكلات التي تهدد الحياة الزوجية
رفض الزوجين الاعتذار عند الخطأ اعتقادا بأن هذا قد يهدر كرامة من يقدم علي الاعتذار لذلك نحن نتبني في نصف الدنيا ضرورة عقد جلسات خاصة لتعليم الأزواج ثقافة الاعتذار التي يمكن أن الاعتذار بين الزوجين..شيء ينكره الرجال لاعتقادهم بأنه يتعارض مع رجولتهم وتتجاهله النساء لأنهن يرينه يتعارض مع الحفاظ علي كرامتهن (أنا آسفة يا حبيبي) كلمة بسيطة لا تستغرق أي جهد.. وهي الحل السحري لإصلاح الكثير من المشكلات.. فالاعتذار وسيلة المجتمع عامة لإصلاح الأمور ووسيلة الزوجين خاصة فهو لا يسمح لفتح أية مساحة للخلاف بين الزوجين..
من المؤكد أن أية علاقة بين شخصين من المفترض أن تكون بها أخطاء أو هفوات غضب خصوصا بين الزوجين. ولأن العلاقة بين الزوجين من أسمي وأقوي العلاقات البشرية, ولأن المودة من أهم الأسس لذلك الرابط المقدس, فلا فارق فيمن يبدأ الاعتذار, طالما أن هناك محبة ورغبة في استقرار الحياة الزوجية. ورغم أن كثيرا من الرجال الشرقيين يعتبرون الاعتذار تقليلا من الكرامة والقدر أمام الزوجة.
وهذا خطأ إلا أن أوجه وأشكال الاعتذار المختلفة كفيلة بتوفير صفاء بين الزوجين وتراض من دون أن يشعر أحد الطرفين بأنه أقدم علي ما ينتقص من شأنه وقدره أو بانتصار الطرف الآخر, فالعناد والكبرياء من أهم أسباب دمار وخراب البيوت الزوجية التي تقوم علي المحبة والتفاهم المشترك. فهناك أنواع كثيرة من الاعتذار مثل الاعتذار المباشر يعني لو حصلت مشكلة بين الزوجين فعلي المذنب أن يقدم الاعتذار للآخر (آسف.. سامحيني) فهي كلمة ليست صعبة ولا مستحيلة, وهناك الاعتذار غير المباشر.. وهو له صور متعددة مثل (إذا ما وجدت زوجك يحدثك عن برنامج معين أو يعلق علي ما تشاهدين أو يتحدث عن أمور متعلقة بعمله أو بالأبناء ومشكلات المنزل, فهذه بداية لما بعد الخصام, أجيبي عليه وكأن شيئا لم يكن, وقد تكون بديلا عن الاعتذار المباشر فالرجل قد يفاجئ زوجته بهدية أو زهرة تقول أحبك وتعبر عن اعترافه بخطئه بشكل غير مباشر, وقد يسعي لتدخل الأطفال. نظرا لكون الأم ضعيفة أمام أبنائها فيدفعهم بتصرف ما أو فعل ما ليكونوا حلقة الوصل في تصفية الأمور, وغيرها من الطرق العديدة...
وتميل المرأة إلي الطرف غير المباشر في الاعتذار.. ممكن الرجل يرجع إلي البيت زعلان ومش فرحان يعني راح الشغل الصبح وهما الاثنين علي خلاف.. فلما يرجع من الشغل تحاول الزوجة الاعتذار بطريقة غير مباشرة يعني أن تلبس له لبسا هو يحبه وأن تحضر له طبقا من الأكل يفضله وتعلم المرأة أنها تمتلك أسلحة طبيعية تؤثر بها علي الرجل مثل الدلال فتستخدم هذا السلاح أحيانا فنجده سرعان ما يصفو لها ويغفر هفوتها إذا ما تدللت له بنظراتها أو كلماتها أو حتي بحديثها وفي النهاية هناك أشياء بين الزوجين خاصة جدا يجب عليهما الحفاظ عليها.
ـ لا تعرف العناد ولا الإصرار علي الرأي في الحياة الزوجية وأن تقدم بعض التنازلات للطرف الآخر
ـ طرد فكرة أن الاعتذار هو إهدار للكرامة فلا كرامة بين الزوجين
ـ استرجاع الذكريات الجميلة بينهما مثل أيام الخطبة
ـ تفهم كل من الطرفين لغضب الآخر حتي لا تتفاقم الأمور وتكبر المشكلة فعندما يشد أحدهما علي الآخر أن يرخي لتهدأ الأمور
ـ العتاب بينهما فالعتاب دليل المحبة كما أن تراكم المضايقات والمواقف من دون حسمها سيجعل الأمور تسوء لأبسط الأسباب مفجرة للموقف
ـ الحياة الزوجية مؤسسة مشتركة وغالبا ما تكون باختيارهما وعلي الزوجين فعل المستحيل لنجاح تلك الشراكة.
كما يؤكد الدكتور سعيد عبد الحليم أستاذ في كلية الطب واستشاري في العلاقات الزوجية أن الرجل الشرقي في الزواج يحاول أن يستشعر رجولته وهذا شيء مطلوب والرجولة تعني أحيانا لدي بعض الرجال أن يكون قويا أمام المرأة فلا تشعر أنه قد يضعف أمامها لذلك فقد يحاول أن يستقوي علي المرأة ولا يعتذر لها في المشكلات التي تحدث بينهما ولكن هناك بعض الرجال لديهم القدرة علي ذلك فالرجل الحكيم والقادر علي الإنفاق علي بيته ويقوم بمسئولياته تجاه أسرته عليه الاعتذار لأن الاعتذار قوة وليس ضعفا, فالوزير يعتذر والقائد والرئيس وعدم الاعتذار مع القدرة عليه يولد عدم ثقة بالنفس. فالاعتذار إمكانات مادية فالرجل الناجح في حياته يعتذر ولا يسبب له الاعتذار من عدمه أية مشكلة في الحياة عكس الرجل الفاشل يكون الاعتذار شيئا كبيرا علي نفسه وهناك فوائد للاعتذار حيث توفر المودة والرحمة بين الزوجين ويجبر الذي أمامك علي احترامك إذا كان حسن الطبع (إذا أنت أكرمت الكريم ملكته) كما أن الاعتذار يدل علي حسن الخلق وحسن المعاملة. كما أن الأديان لها موقف من الاعتذار. فقد حثت كل الأديان السماوية علي الاعتذار فعدم الاعتذار يولد الكبر وللكبر تأثير سلبي علي العلاقة الزوجية بين أي زوجين. فالكبر يدمر العلاقة تماما والامتناع عن الاعتراف بالخطأ يفقد الشخص الآخر القدرة علي إكمال الحياة معه وهو أيضا يشعر بذلك وهذا قد يؤدي إلي إما طلاق شرعي علي يد مأذون وإما طلاق غير معلن أي أن يكون الزوجان في بيت واحد بدون مودة ولا رحمة.
فتفقد تلك العلاقة السبب الرئيسي الذي شرعه الله من أجلها وهي السكن والرحمة. كما يفقد الأطفال الثقة في الطرف الذي يمتنع عن الاعتذار وهو مخطئ وغالبا ما يكون الزوج. وكثير من الأحيان يشعر الزوج بغلطته ولكنه يرفض الاعتراف بها. وللزوجة دور كبير في مثل هذا الأمر حيث تستطيع أن تشجع زوجها علي أخذ مثل هذه الخطوة وهي خطوة الاعتذار منها بالقبول دون تفكير. بالنسبة لثقافة الاعتذار هل هي ثقافة أجنبية فقط؟ في عدة دول هناك أطفال يتلقون أوامر مثل يجب أن تنسي كلمة SORRY لأن كرامتك لا تسمح لك بأن تخطئ من البداية وبالنسبة لثقافة الاعتذار في مصر فهي غير موجودة ولا نهتم أن تنشأ الأجيال عليها مع أن الثقافة الإسلامية حثت علي الاعتراف بالخطأ والاعتذار لا ينم عن ضعفك بل كرم شخصيتك والاعتذار يذيب القلب بين الحبيبين فالحب مشاعر جميلة والزواج ألفة وتناغم وكل علاقة يحدث فيها ما يعكر صفوها. فيحمل كل طرف الموضوع علي كرامته رافضا فكرة الاعتذار اعترافا منه بقوة شخصيته.
إن الاعتذار من أصعب المواقف التي يمكن أن يتعرض لها الزوجة أو الزوج عند حدوث أي خلاف عائلي فعندما يقول شخص لآخر (أنا آسف) فهذا ليس معناه فقط الاعتراف بالخطأ أو الرغبة في العدول عنه وإنما هو موقف ينم عن شخصية كريمة واثقة من نفسها وشجاعة إلا أن هذه الكلمة تظل الأصعب علي لسان المرأة والرجل. إن المرأة تخشي أن تعتذر لزوجها أو للرجل الذي تحبه خوفا من أن يدفعه هذا إلي التقليل من شأنها أو فقدان الثقة بها خصوصا أن صورة المرأة مازالت في حاجة إلي تصحيح في أذهان الرجال الذين توارثوا مفاهيم خاطئة حول عدم قدرتها علي حسن التصرف أو تحمل المسئولية كما أنها تعلم جيدا أن الرجل غالبا ما يحاول تحميلها أسباب فشل العلاقة بينهما, والاعتذار قد يكون حجة له ليلقي علي عاتقها أسباب هذا الفشل, أما الرجل فإنه من الصعب عليه في كثير من الأحيان الاعتراف بالخطأ فهو دائما يفكر أنه يعرف أكثر ويتصرف بحكمة أكبر وهو يشعر أن صورته ستهتز بالاعتراف بالخطأ عندما يقول (أنا آسف) لأن هذا يعني أنه لم يكن قادرا علي التصرف كما هو متوقع منه.
ـ إن الرجل بطبيعته يفضل أن تتحمل المرأة أسباب فشل العلاقة بينهما لأنها في نظره أكثر قربا من الوقوع في الخطأ.
فيا عزيزي الزوج تذكر أنك باعتذارك لزوجتك تعيد الحياة إلي مجاريها وتجدد الشعور بالرومانسية بينك وبين زوجتك وإن كنت تعتقد أن رجولتك لا تسمح بذلك اعتذر منها بطريقة غير مباشرة.
|