الجريدة – قالت صحيفة “الشرق” السعودية أن اتفاقا تم بين إسرائيل وجنوب السودان على تنسيق الجهود بينهما لتقليص خطر سيطرة التيارات الإسلامية على شمال القارة الإفريقية بعد الثورات العربية، بما في ذلك استخدام سلاح المياه ضد مصر حال سيطرة الإسلاميين عليها عبر زيادة تحكم جنوب السودان بالمياه المتدفقة إلى السودان ومصر.
وكشفت مصادر إعلامية قريبة من المباحثات التي أجراها سلفا كير رئيس دولة جنوب السودان، وكبار القادة الإسرائيليين خلال الزيارة الخاطفة التي قام بها لإسرائيل واستمرت لمدة يوم واحد، أن الجانبين يشعرون بالقلق العميق من صعود التيار الإسلامي في مصر، لما يمكن أن يقدمه من دعم للحركات الإسلامية في قطاع غزة، ولنظام البشير في السودان، وهو ما سيترجم إلى خطة عمل لا تعطي الفرصة لتحول هذا الدعم إلى خطر يهدد إسرائيل ودولة جنوب السودان، بما في ذلك إعطاء المزيد من الحرية للمخابرات الإسرائيلية للعمل في جنوب السودان لدعم حركات التمرد في السودان، ومراقبة تهريب الأسلحة للحركات الفلسطينية عبره.
من جهة أخرى قال المحلل والكاتب السياسي نظير المجلي لـ”الشرق” أن إسرائيل ستطلب من الدولة الجديدة أن تسدد دين دعم الحركة الشعبية على مدار السنوات الماضية، مشيرا إلى قبول جنوب السودان استقبال آلاف اللاجئين الإفريقيين الذين تسللوا إلى إسرائيل عبر الحدود المصرية والذين وصل عددهم إلى 53 ألف لاجئ غالبيتهم من السودان وإريتريا، مقابل الحصول على مبلغ مالي مقابل كل لاجئ لم يكشف عنه.
ولفت مجلي الانتباه إلى وجود مصالح اقتصادية كبيرة تربط بين الجانبين، في مقدمتها استخدام إسرائيل جنوب السودان كقاعدة لتوسيع صادرتها إلى بقية الدول الأفريقية، وبخاصة صادرتها من الأسلحة حيث تعتبر إسرائيل المصدر الأول للأسلحة إلى أغلب الدول الأفريقية، إلى جانب استثمار الشركات الإسرائيلية في التنقيب عن النفط.
ورأى الدكتور إبراهيم حبيب المختص في الأمن القومي العربي في تصريحات لـ”الشرق” أن التعاون الاستخباري هو أخطر ما يواجه الدول العربية من العلاقة المتنامية بين إسرائيل وجنوب السودان، مؤكدا أن موقع الأخيرة الاستراتيجي له أهمية كبيرة لإسرائيل التي ترغب في السيطرة على دول القرن الإفريقي، ودول منابع النيل، ولن تتواني في سبيل ذلك من استخدام كل الوسائل بما في ذلك من دعم وتدريب حركات التمرد في هذه الدول، وتزويدها بالسلاح عبر جنوب السودان.
♥·٠•● Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ اضف تعليق Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ ●•♥·٠