فيما وصف بأنه شرارة الموجة الثالثة للثورة، انفجر بركان الغضب مجددا فى ميدان التحرير أمس، وهاجمت الشرطة العسكرية المتظاهرين فى شارع قصر العينى، وأجبرتهم على التراجع إلى ميدان التحرير، ثم إلى ميدان طلعت حرب، وبعدها أجهزت تشكيلات من الشرطة العسكرية على الميدان وأحرقت خيام المعتصمين، وأغلقت كوبرى قصر النيل، فيما اشتعل حريق بمبنى المجمع العلمى المصرى المجاور لمجلس الشورى وانهارت أجزاء منه.
واقتحم عشرات البلطجية المدعومين من أفراد الشرطة العسكرية مقرات القنوات الفضائية المتواجدة بالعقارات الكائنة بميدان التحرير، خلال تصويرها للأحداث، وحطموا الكاميرات، واعتدوا بالضرب المبرح على العاملين بها مستخدمين العصا الحديدية، كما أوقفوا مصورة جريدة التحرير، وصادروا كاميرتها الخاصة.
وطاردت الشرطة العسكرية العشرات من الناشطين بعد أن حاولوا تجميع صفوفهم فى ميدان طلعت حرب،وأغلقت محال وسط البلد أبوابها، وقام بعض أصحاب المحلات بالتعدى اللفظى والبدنى على الناشطين، وتدخل عدد أخر لوقف الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الجيش التى طاردتهم حتى مقر حزب الغد.
واشتعلت الشرارة الأولى لأحداث أمس مع فجر السبت أمس، حينما خرجت تشكيلات من الشرطة العسكرية من داخل مجلسى الشعب و الشورى، وهاجموا المتظاهرين فى شارع القصر العينى واشتبكوا معهم بالحجارة، وأطلقوا عليهم الرصاص ،مما أسفر عن إصابة العشرات من المتظاهرين.
وبعد أن وضعت قوات الشرطة العسكرية أسلاك شائكة فى شارع القصر العينى وأغلقته تماما، قامت بمطاردة المتظاهرين داخل ميدان التحرير، واعتقلت العشرات منهم واعتدت عليهم بالضرب المبرح، بعدها تصاعدت أعمدة الدخان فى قلب الميدان نتيجة قيام الشرطة العسكرية بحرق خيام المعتصمين، وانفجرت أسطوانات الغاز المتواجدة بالخيام مما أدى إلى سماع دوى انفجارات متتالية أحدثت دوى هائلا، بينما قام العشرات من المتسولين و البلطجية بسرقة محتويات الخيام فى حماية قوات الجيش.
وهاجمت قوات الجيش القنوات الفضائية المتواجدة فى العقارات الكائنة فى ميدان التحرير منها قناة سى بى سى والجزيرة مباشر مصر،بعد أن لاحظ قوات الشرطة العسكرية القنوات التى تصورهم، وقاموا بتكسير الأبواب الحديدية بالمبانى التى تقع فيها هذه القنوات و صعدوا الأدوار العليا، وقاموا بتدمير الكاميرات، وإلقائها من الأدوار العليا، واعتدوا بالضرب على العاملين بهذه القنوات، ومن يقابلونهم فى طريقهم إلى هذه القنوات بحجة انتمائهم لحركة 6 أبريل ويسحلونه ضربا، وأعتدوا على أحدى الساكنات، وألقوها على الأرض .
واندلعت الاشتباكات مرة أخرى من جهة المتحف المصرى إلا أن المتظاهرين حاولوا تجميع أنفسهم كلما نجح الجيش فى فضهم، كما تبادل المتظاهرين والجيش إلقاء الحجارة.
وهتف المتظاهرون «يسقط يسقط حكم العسكر»، و«الشعب يريد محاكمة المشير».