بتـــــاريخ : 12/15/2011 6:38:29 AM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 844 0


    العطار والعقد‎

    الناقل : فراولة الزملكاوية | العمر :37 | الكاتب الأصلى : همس المشاعر 1412 | المصدر : forum.te3p.com

    كلمات مفتاحية  :
    قصة العطار والعقد‎
    اسعد الله اوقاتكم بكل خير العطار والعقد‎

    قدم رجل إلى بغداد في طريقه إلى الحج . وكان معه عقد يساوي ألف دينار .

    فاجتهد في بيعه فلم يجد له مشتريا . فجاء إلى
    عطار موصوف بالخير ، فأودعه إياه .
    ثم حج وعاد ، وأتاه بهدية . فقال له العطار :
    من أنت ؟ وما هذا ؟
    فقال : أنا صاحب العقد الذي أودعتك .
    فما كلّمهُ حتى رفسه العطار رفسة رماه عن دكانه .
    وقال :أتدعي علي مثل هذه الدعوى !
    فاجتمع الناس وقالوا للحاج :
    ويلك ! هذا رجل خير . ما وجدت من تدعي عليه
    إلا هذا ؟!
    فتحير الرجل ، وتردد إليه ، فما زاده إلا شتما وضربا .
    فقيل للحاج :
    لو ذهبت إلى عضد الدولة ( عضد الدولة : سلطان بويهي ضم العراق وفارس في دولة موحدة انحلت بعد وفاته بسبب الخلاف بين أبنائه سنة 983 م ) ، فله في هذه الأشياء فراسة .
    فكتب الحاج قصته ، ورفعها إلى عضد الدولة . فصاح به فجاء . فسأله عن حاله ، فأخبره بالقصة . فقال عضد الدولة :
    اذهب إلى العطار بكرة ، واقعد على الدكة أمام دكانه . فإن منعك فاقعد على دكة تقابله من الصبح إلى المغرب ، ولا تكلمه . وافعل هكذا ثلاثة أيام ، فإني أمر عليك في اليوم الرابع ، وأقف ، وأسلم عليك ، فلا تقم لي ، ولا تزدني على رد السلام وجواب ما أسألك عنه .
    فجاء الحاج إلى دكان العطار ليجلس فمنعه ، فجلس بمقابلته ثلاثة أيام . فلما كان في اليوم الرابع ، اجتاز عضد الدولة في موكبه العظيم . فلما رأى عضد الدولة الحاج وقف ، وقال :
    سلام عليكم !
    فقال الحاج دون أن يتحرك :
    وعليكم السلام .
    قال عضد الدولة :
    يا أخي ، تقْدُم إلى بغداد ، فلا تأتي إلينا ، ولا
    تعرض حوائجك علينا ؟!
    قال الحاج :
    كما اتَّفَق !
    هكذا كان
    ولم يشبعه الكلام ( لم يشبعه الكلام : لم يطل الكلام معه ) وعضد الدولة يسأله ويهتم ، وقد وقف ووقف العسكر كله والعطار قد أغمي عليه من الخوف . فلما انصرف الموكب التفت العطار إلى الحاج فقال :
    ويحك ! متى أودعتني هذا العقد ؟
    وفي أي شيء كان ملفوفا ؟
    فذكرني لعلي أذكره !
    فقال : مِن صفته كذا وكذا .
    فقام العطار وفتش ، ثم نقض جرة عنده فوقع العقد . فقال :قد كنت نسيت . ولو لم تذكرني في الحال ما ذكرت !العطار والعقد‎


    كلمات مفتاحية  :
    قصة العطار والعقد‎

    تعليقات الزوار ()