بتـــــاريخ : 12/2/2011 10:21:16 AM
الفــــــــئة
  • الأخبـــــــــــار
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1004 0


    في الجولة الاولي هزيمة الليبراليين بالضربة القاضية

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : عبدالرءوف خليفة | المصدر : www.ahram.org.eg

    كلمات مفتاحية  :

    كشف سباق المرحلة الاولي من انتخابات مجلس الشعب قوة بنيان الاحزاب والتيارات السياسية ووضع كل منها في حجمه الطبيعي وأثبت بما لايدع مجالا للشك أيهم الأقدر علي الانخراط في العمل السياسي والتفاعل بين الناس ومواكبة مجريات الاحداث.

     

    الدكتور محمد مرسى و الدكتور محمد ابو الغار
    الدكتور محمد مرسى و الدكتور محمد ابو الغار

    وقف كثير من الاحزاب الليبرالية القديمة والحديثة علي جسر واه.. انهار بها في عمق المعركة الانتخابية وخرجت خالية الوفاض في أهم واخطر مرحلة انتخابية دون ان تحصد مقاعد تصورت أنها ستفوز بها انطلاقا من قاعدة شعبية جارفة
    ولم يكن يتوقع احد ان الاحزاب والقوي السياسية الليبرالية ستخرج بالضربة القاضية من حلبة المنافسة أمام التيارات الاسلامية علي هذا النحو الذي أذهل كثيرين في مفاجأة مدوية
    ارتكنت الاحزاب الليبرالية لظواهر تصورت أنها المسئولة عن قيادة الاسلاميين الي حصد نصيب الأسد من مقاعد البرلمان في المرحلة الأولي وساد لدي الدكتور محمد أبو الغار رئيس حزب المصري الديمقراطي الاجتماعي.. عضو الكتلة المصرية يقين بأن التيار الاسلامي قاد معركة حفلت بخروقات صارخة للقانون. بينما في اتجاه آخر ذهب الدكتور محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسين للاخوان المسلمين وعضو التحالف الديمقراطي واعتبر ما يتم ترويجه من قبيل طمس الحقائق وتزييف الواقع في هذه المواجهة قياسا لادوات المعركة.
     

    د. محمد أبو الغار رئيس حزب المصري الديمقراطي الإجتماعي
    التيار الإسلامي يدير مخططا لاغتصاب البرلمان والحكومة


    >> الأخطاء التي ارتكبتها الأحزاب الليبرالية في الجولة الأولي للانتخابات البرلمانية وقفت حائلا دون منافسة حقيقية مع التيارات الإسلامية؟
    نحن نعتمد علي مظاهر حضارية في التعامل مع الدعاية الانتخابية ولا نلجأ الي طرق ملتوية وغير مشروعة.. انطلاقا من الإيمان بوطنية الناخب وقدرته علي إقامة حوار جاد لبناء المجتمع.. الوعي لدي الناس بلا شك المقياس الحقيقي للانتخاب وبدون وعي لن يكون هناك انتخابات حقيقية وتلك القضية الأساسية في الحصول علي أصوات الناخبين والتعامل علي أرضية تلك القضية يشهد اختلافا بين الأحزاب بعضها بعضا وفق توجهات وأفكار مسبقة.
    الأحزاب الليبرالية لديها معتقدات وقيم ومباديء تعمل من أجلها داخل اطار يصعب تجاوزه, وهذا ما شهدته المرحلة الأولي لانتخابات مجلس الشعب ولم تسجل مشاهد خارقة للقانون كتلك التي ارتكبتها الأحزاب والتيارات الإسلامية التي عزفت علي أوتار اجتماعية بحتة خاطبت عبرها الناس في مناطق محددة ووجدت صدي وبرغم كون ذلك مخالفا للقانون ويضع مرتكبيه تحت طائلة القانون.. فإنه يعد أمرا مقبولا علي أرض الواقع.
    ولكن برغم كل ما علق بالمشهد الانتخابي من تجاوزات صارخة للتيارات الإسلامية التي كانت تعيب علي الحزب الوطني المنحل في استخدامه أدوات تهين العملية الانتخابية إلا أنهم استخدموا أدوات أخري تؤدي في نهاية المطاف إلي نفس النتيجة بالإيحاء الي الناخبين لاختيارهم في وقت ليس بالضرورة ان يكون هؤلاء مؤمنين بأفكارهم.
    تلقي باللوم علي التيارات الإسلامية في استخدامها لأدوات تعينها علي المنافسة في الانتخابات وتتجاهل الوهن الذي أصاب الأحزاب الليبرالية؟
    إذ لم تخضع قواعد العملية الانتخابية لأصول الديمقراطية في كل مراحلها واستخدام أدوات متكافئة تحترم مجريات الانتخابات.. فإنها بالضرورة تنحرف عن مجراها الحقيقي وتؤدي في النهاية إلي اختيارات مشوهة.. النظام السياسي السابق سقط فجأة في وقت قتل فيه كل الأحزاب والتيارات السياسية وجعلها مجرد ديكور يكمل بها المنظر العام للحياة الحزبية ولم يتركها يوما تقوي بنيانها وغسله أدواتها وتتفاعل مع الشارع وتصل الي الناس.. حتي فقدت مصداقيتها.
    ولم أغفل الي جانب ما فعلته التيارات الإسلامية من ممارسات مخالفة للقانون في المرحلة الأولي للانتخابات ضعف الأحزاب الليبرالية والوهن الذي أصابها جراء ممارسات النظام السابق.. مع الأسف الشديد رصيدها في الشارع نفد وتخلي عنها الناس وهذا نتاج طبيعي لمواقفها وخبراتها السابقة في أذهان الناس.
    لم يجد المواطنون غير التيارات الإسلامية التي تتعامل معهم بهدوء وتشاركهم في أمور بسيطة لكنها تترك صدي واسعا في نفوسهم ولم تنتبه الأحزاب الليبرالية الي هذا الرصيد الوافر للتيارات الإسلامية ولم تتعامل من تلك الأرضية ولذلك فإن اللوم يقع علي عاتقها في عدم ايمان المجتمع بأفكارها وتوجهاتها.. الفجوة في تعامل التيارين مع الناس متسعة وكان يتعين تكثيف الجهد وتضافره للقضاء عليها.. لكن قد يكون عامل الوقت وقف حائلا دون ذلك ربما يتم تداركه مستقبلا.
    التيارات الإسلامية مارست الخديعة مع الأحزاب والقوي الليبرالية وضللتها في المعركة الانتخابية؟
    استحواذ الإسلاميين علي نصيب الأسد في الجولة الأولي من انتخابات مجلس الشعب.. كان متوقعا في ظل تنظيم صفوفهم وتوحدهم صوب الهدف الذي يسعون لتحقيقه ولو تمكنت القوي والأحزاب الليبرالية من إعادة ترتيب أوراقهم وتنظيم صفوفهم علي نحو يدفعهم في بؤرة المنافسة.. ماحصدوا تلك المواقع وهنا نقطة الضعف الأساسية.. الأحزاب تناحرت وتشرزمت.. خاصة القديمة منها التي ظنت بطريق الخطأ أن الساحة السياسية مفتوحة أمامها علي الرحب والسعة تتصرف فيها كما يحلو لها.
    الواقع كشف المعتقدات الخاطئة والأحلام الواهية التي آمنت بها الأحزاب السياسية الليبرالية القديمة.. كنت أتوقع أن يكون هناك وجود فاعل لاحزاب مثل الوفد والناصري والتجمع والجبهة الديمقراطية وفلول الحزب الوطني واحزاب أخري كثيرة بزغ نجمها من بين60 حزبا سياسيا علي الساحة..لكن ذلك لم يحدث.. يقيني كان يتجه الي أن الاحزاب الإسلامية تدبر شيئا وتكرس كل جهودها للاحاطة بكل هذه الاحزاب من طريقها, وكان لها ما ارادت واستخدمت في سبيل ذلك كثيرا من الوسائل معظمها غير شرعي ويخالف القانون.
    التيارات الاسلامية تخطط للانقضاض علي المشهد السياسي خلال الفترة القادمة؟
    كل الشواهد تقضي بذلك, والمتابع للموقف لا يساوره الشك في أن التيارات الاسلامية تملك مخططات لتضع في قبضتها مقاليد الأمور السياسية لتعيد بناء المجتمع والحياة السياسية وفق أفكارها ومعتقداتها.. قراءة المشهد منذ اللحظة الأولي لسقوط النظام.. تدلل علي النوايا الساكنة داخل وجدان التيارات الاسلامية وشوقها المتقد صوب السيطرة علي مقاليد الأمور وقد وضعوا أقدامهم علي أعتاب الطريق.
    الخريطة السياسية, بالفعل تصاغ وفق رؤي مغايرة في ظل تنامي التيار الاسلامي وحصوله علي أغلب مقاعد البرلمان.. نحن أمام واقع جديد وعلينا التعامل معه بقواعده وسياساته والتوقع بأن البرلمان القادم اسلامي والحكومة أيضا.. هناك تيار قوي بدأت رياحه في الهبوب علي الحياة السياسية ولن يستطيع أحد التصدي له في ظل تشرذم الأحزاب والقوي الليبرالية.. التيار الاسلامي يعمل بمنهج مختلف ومنظم, بينما الآخرون تسير خطواتهم علي غير هدي وأتصورها أنها المعضلة الاساسية التي تركت الباب علي مصراعيه أمام التيارات الاسلامية حتي تتصدر المشهد الانتخابي.
    الأحزاب الليبرالية تعلمت الدرس في جولة المعركة الأولي لانتخابات الشعب وتعاود تنظيم صفوفها؟
    واقع الأحزاب الليبرالية مؤلم ولديها مشاكل تنظيمية, والاخطر من كل ذلك مساحة وجودها في الشارع.. تلك المساحة التي تكاد تكون منعدمة, ويصعب في ظلها إعادة ترتيب أوراقها وفق معطيات المرحلة الانتخابية الأولي.. مسألة التنظيم وخلق مساحة وجود لها.. كان يتعين التعامل معها منذ اللحظة الأولي باشكال وصور مختلفة وهذا لم يحدث لاسباب كثيرة.
    كم كنت اتمني تلاحم الاحزاب الليبرالية مع بعضها البعض والتصدي لممارسات التيار الاسلامي وخروقه للقانون.. لكن كل منها ذهب في طريق وتصور ان الواقع يعين له قيادة زمام الامور حتي استيقظوا علي واقع مؤلم وعرفوا جميعا حجم الاخطاء التي ارتكبوها اثر سياسات قاصرة لم تقرأ الواقع بكل ما فيه من تفاصيل غاية في الأهمية.
    لن يختلف وضع التيار الاسلامي في المرحلتين القادمتين, وسيحظي بعدد وافر من المقاعد.. لأن هدفه محدد ومعروف وتسير خطواته علي طريق ثابت ويقيني ان الدوائر التي لم يحدث فيها انتخاب للتيار الاسلامي فيها وجود فاعل ومؤثر, ولن تستطيع الاحزاب الليبرالية التوغل فيها بصورة تغير من وضعهم أو مساحة وجودهم.
    يقينك يستقر علي استمرار التيارات الاسلامية في خروقاتهم للقانون في المرحلتين المتبقيتين للانتخابات؟
    التيارات الاسلامية تعتنق سياسية محددة أتصور أنها تسير علي دربها طوال المراحل الانتخابية الثلاث, ولن تحيد عنها تحت اي ظرف من الظروف, وما كانت تمارسه في المرحلة الاولي ستقوم به في المرحلتين القادمتين وقد تتجاوزه طمعا في تحقيق المزيد من المقاعد.. نحن امام معضلة اساسية تتعلق بتحايل التيارات الإسلامية علي القانون الذي ينظم العملية الانتخابية.
    في وقت لم يجدوا فيه من يتصدي لهم... لقد تقدمنا ببلاغات للنيابة العامة نثبت وندين فيها ممارسات يصعب قبولها علي أرض الواقع كونها تهدر فرض مرشحي التيارات السياسية المختلفة وتدفع بالتجربة الديمقراطية نحو منعطف خطير كان يمارسه النظام السابق.
    أخطر ماقام التيار الاسلامي باستخدامه في المرحلة الأولي ووظفه علي نحو سيئ اطلاقه شائعات الفتنة الطائفية والقوائم التي قيل عنها إنها خرجت من الكنيسة وقد احدثت تلك الشائعة أزمة في توجه افكار الناخبين وحظيت فيها احزاب الكتلة بأضرار بالغة حيث تحولت اتجاهات كثير من الناخبين بعيدا عنها.
    ولعلي لا أذيع سرا عندما أقول ان الممارسات التي تنتهجها التيارات الاسلامية تهدد التجربة الديمقراطية وتعيدنا الي عصر النظام السابق في تضليل الناخبين ولن نلتزم الصمت عليها ويتعين علي الجهات المعنية بضبط العملية الانتخابية اتخاذ اجراءات رادعة صوبها حتي نمنع تكرارها.
    لن تلتقي التيارات الليبرالية والاسلامية في دائرة واحد لمواصلة العمل السياسي اذا اقتضت الضرورة ذلك؟
    تملك الاحزاب اللبيرالية أفكاررحبة ومدارك واسعة تستطيع عبرها التعامل مع متخلف التيارات السياسية وتسعي الي نقاط اتفاق ورؤي مشتركة كونها تؤمن بضروره تحقيق المصلحة الوطنية في تلك المرحلة الصعبة التي تتطلب تضافر الجهود بين القوي السياسية المختلفة ولايمانها الشديد بأنه يصعب علي تيار سياسي التفكير بمفرده لمستقبل وطن يعاد بناؤه من جديد واتصور أنه اذا لم يكن هناك مشاركة بين التيارات السياسية المختلفة والتلاقي فيما بينها علي تحقيق المصلحة الوطنية.. فلن يتغير شيء في بنيان المجتمع.. فقط ذهبت قوي سياسية وجاءت قوي أخري تحتكر العمل السياسي لنفسها.
    لا أجد مايلوح في الافق بقدرة التيارات الاسلامية علي التفاعل والتعامل مع التيارات الأخري في المجتمع خاصة الاحزاب الليبراليه... الاسلاميون لديهم اتجاهات وافكار مسبقة كونوها في مراحل عمريه مبكره ويصعب عليهم التخلي عنها ولذلك لن يروا غير افكارهم ولن ينفتحوا علي آخرين.
    الاحزاب الليبرالية لن تنعزل عن الواقع اذا ما فرض الاسلاميون انفسهم علي الحياه السيآسية وحصلوا علي زمام الأمور في الانتخابات البرلمانية وأنما سيواصلون العمل السياسي ولن يترددوا لحظة واحدة في المشاركة اذا سمحت قواعد اللعبة السياسية بذلك وتفهمت التيارات الاسلاميه حقيقه الدور الذي يمكن القيام به.
    نتصور ان انغلاق قيادات التيارات الاسلامية علي ذاتها يقود الحياة السياسية صوب الخطر؟
    لايمكن لاي مجتمع من المجتمعات احداث التقدم والرقي اذا انغلق وانطوي علي ذاته الانفتاح قاعدة أساسية لبناء حضارات الشعوب والحضارة لاتبني إلا بقيادات واعية وفاهمة ومدركة للمتغيرات المجتمعية وهذا النمط من القيادات لا أجدة في التيار الاسلامي باستثناء خيرت الشاطر الذي أتصور أنه يملك وحده القدره علي استيعاب مايدور حوله والتفاعل بذات الروح والبصير فتاريخه في النضال الوطني يشهد علي ان التيارات الاسلامية في حاجة شديده الي نوعيه فكره وصفاء بصيرته.
    في تقديري ان الواقع سوف يشهد صداما فكريا وسياسيا اذا ما سارت القيادات الاسلامية علي طريق مغلق منعزل عن الواقع بكل ماموج فيه من متغيرات ولن تستطيع إدارة حوار بناء مع القوي السيآسية كافة. قيادات التيارات الاسلامية تحتاج بشدة الي مراجعات فكرية لمنهج العمل السياسي.>>
     
    د. محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة:
    لم نسع للقفز علي السلطة ونعمل فقط من أجل بناء التجربة الديمقراطية

     
    >> المخالفات التي ارتكبتها التيارات الاسلامية خلال أحداث المعركة الانتخابية مهدت لكم الطريق للفوز بنصيب الأسد في الجولة الأولي ؟.
    أود تأكيدحقيقة مفادها أن حزب الحرية والعدالة يعمل وفق منهج علمي واقعي ويحدث ويطور من افكاره في ضوء ما تقتضيه الظروف الراهنة وهذا ما دفعه صوب تصدر المشهد الانتخابي.. لأننا اعتدنا علي العمل وسط الناس ننزل اليهم ونتفاعل مع مشاكلهم ونضع لها الحلول قدر المستطاع.. حتي شيدنا جسرا صلبا من المصداقية وهذا رسخ أقدامنا علي طريق المعركة الانتخابية وجعلنا نخوضها عن يقين بأن جهودنا التي بذلناها لن تذهب سدي. حزب الحرية والعدالة لا ينظر خلفه وانما دائما بصره متجا إلي عمق المستقبل نقرأ جيدا التفاصيل التي يحتويها.. عملنا بين الناس لم يكن وليد اللحظة ولكنه تحقق عبر سنوات من العمل المنظم والصادق والمخلص من أجل بناء وطن متكامل العناصر وراسخ البنيان.. كنا نؤمن بأن هناك يوما سوف يأتي وتعاد الأمور لنصابها الحقيقي ويعيش المجتمع تجربة ديمقراطية حقيقية.. تلك التجربة بدأ يتجسد واقعها في الانتخابات البرلمانية التي انطلقت في مشهد مهيب. هذه هي الصورة الحقيقية لتيار اخلص في العمل وظل قويا صلبا لم يكسره النظام السابق رغم محاولاته المتكررة.. تيار علي هذا النحو الذي بدا فيه متلاحما مع الناس في كل مكان يعايش واقعه.. ليس في حاجة لان يلجأ لأدوات تخالف القانون.. من حقنا العمل علي الوصول للناس بأي طريقة مادمنا لم نخالف القانون أو نتجاوزه.
    التيارات الليبرالية اعتبرت الأدوات التي تم الاعتماد عليها مخالفة للقانون؟
    حق يراد به باطل.. من حق كل حزب ان يدافع عن وجهة نظره وأفكاره ومعتقداته والمنهج الذي يسير علي دربه ولا نلوم أحدا علي ذلك.. فالمجتمع الآن أصبح مفتوحا أمام الجميع للحديث دون قيد أو شرط.. لكن ليس بالضرورة كل ما يقال يصيب كبد الحقيقة, فالقول أبعد ما يكون عن ذلك.. فمنذ بدء انطلاق الخطوة الأولي للمعركة الانتخابية هناك التزام كامل بكل القواعد المقررة والقوانين المنظمة ودعني أعود لشعار الاخوان المسلمين الإسلام هو الحل ورغم تمسك الجماعة به كعنوان شامل لمنهج متكامل للاصلاح والتنمية والنهضة.. فإننا عندما وجدنا ان البعض يحاول استغلاله علي نحو سييء ويصورنا أمام الرأي العام علي أننا نخالف القانون عمدا رغم ان ذلك ليس فيه أدني مخالفة.. تحاورنا مع التحالف الديمقراطي وكان شعارنا نحمل الخير لمصر. حزب الحرية والعدالة يؤمن بأن العمل السياسي قوامه المعايشة والتفاعل مع الناس وليس شيئا آخر.. من حقنا تطوير وسائلنا في الوصول إلي الناس واذا كان الآخرون لديهم القدرة علي العمل بوسائل وأساليب أفضل فلماذا لا يلجأون إليها.. نحن لم نقف ضد اي من التيارات السياسية.. حتي نحول دون وصولهم للناس اعتقد ان الطريق مفتوح للجميع دون قيد أو شرط وليس من حق أحد استخدام آلات الميديا لتشويه جهودنا في التعامل مع المعركة الانتخابية ومحاولة اقناع الناس بأن ذلك مخالف للقانون.. نحن لايمكن أن نشارك في أي عمل مخالفا لارادة الناخبين.
    تعتقد ان الأحزاب الليبرالية تسعي جاهدة لتشويه صورة التيارات الاسلامية أمام الرأي العام؟
    قراءة المشهد الانتخابي في الجولة الأولي علي النحو الذي بدا عليه يدفعني إلي يقين بأن هناك حالة تربص بحزب الحرية والعدالة وإلا فليأت صاحب رأي ليقول لي ما التفسير المؤكد لحالة الهجوم التي جاءت ضاربة ومزيفة للواقع الذي نعمل فيه واختلقت روايات لا سند لها من الصحة وقد حاول بعض رجال الأعمال وفلول الحزب الوطني وبعض التيارات السياسية الأخري التي تملك المال وآلات. الميديا شن حملة اعلامية منظمة لتشويه صورة التيارات الاسلامية علي نحو يدعو للخجل.. لكن الناس لم يعد ينطلي عليهم تزييف الحقائق, وبات لديهم الوعي الذي تستطيعون من خلاله الحكم علي الأشياء ووضعها في نصابها الحقيقي.
    هناك بعض التيارات السياسية التي تحاول تجنيد كل قوتها للتقليل من شعبية حزب الحرية والعدالة الذي انشأه الاخوان المسلمون لكل المصريين طوال الفترة الماضية مستغلة في ذلك مواقف الحزب الوطنية صوب التعامل مع الأحداث التي يمر بها المجتمع وزايدت علي وطنيتنا.. ربما تبلغ الهدف والمقصد, ولكن ايماننا يزداد قوة وصلابة ولم تنكسر ارادتنا علي صخرة ذلك الهجوم.. مضت الخطوات أكثر قوة.. كنت أتمني أن تنتهج تلك الأحزاب والتيارات منهجا مختلفا تصل به إلي الناس بعيدا عن إحاكة المؤامرات والاقدام علي تشويه صورة حزب الحرية والعدالة وتحاول جاهدة الوصول إلي الناس والتخلص من ماضيها الذي يعكس ايقاعا تشابه مع إيقاع النظام السابق, وتبني كيانها وتستمد قوتها من الشارع السياسي وتعمل علي إعادة صياغة أفكارها وأهدافها التي لم تعد تلبي طموحات المرحلة الراهنة.
    يسكن البعض يقين بأن التيارات الاسلامية تتوق للقفز علي مقاليد الحياة السياسية؟
    نعود ونجدد ما قلناه مرارا وتكرارا بأن الحرية والعدالة يعمل في الحياة السياسية ليقدم نموذجا يحتذي به في العمل الحزبي المنظم والقدرة علي التواصل مع الناس والتعايش مع مشكلاتهم والصدق في التعامل مع القضايا.. نعمل من أجل تحقيق ذلك علي أرض الواقع دون أدني طموح سياسي نحاول عبره السيطرة علي مقاليد الأمور السياسية.. كما يردد البعض ويعمل علي الترويج له.. هذه بلدنا التي نعمل من أجلها مخلصين لها. التيارات السياسية التي تروج لدي الرأي العام إلي ذلك وتحاول تصوير سياسات الحزب والاخوان المسلمين علي أنها سياسات كارثية تدفع المجتمع نحو الخطر, لديهم مآرب اثر ما يروجون له ولو كانت تلك التيارات تستطيع العمل وتنظيم صفوفها علي نحو جاد ما لجأت إلي تلك الدعاية الرخيصة لتزيف بها طيب الغاية وحسن المقصد.
    ليس لدينا ما نواريه عن الناس.. فنحن نعمل من أجلهم ونحصد ما نزرعه بينهم ولو أخلصت الأحزاب والتيارات الأخري النيات لكان لها مساحة وجود بين الناس.. نحن لسنا مسئولين عن فشل الآخرين ولن نكون الشماعة التي يعلق عليها البعض فشلهم وقصر بصيرتهم.. لايجوز أن يرتكن البعض ويفسروا عملنا الدءوب بين الناس علي أنه رغبة وطموح في السيطرة علي مقاليد الحياة السياسية.. فهذا ليس الغاية أو المقصد.. مع اعلان النتائج في المرحلة الأولي يظهر واضحا أن البرلمان القادم سيكون برلمانا متوازيا يعبر عن كافة ألوان الطيف السياسي ونحن نتحالف مع عشرة احزاب وهذا التخالف هو الوعاء الوحيد لنا في الانتخابات
    تخشي التيارات الاسلامية إعادة تنظيم الأحزاب الليبرالية صفوفها في المرحلتين المقبلتين من الانتخابات؟
    الساحة مفتوحة أمام الجميع لينالوا فيها ما يحلو لهم, وقد تعودنا عدم التدخل في شئون الآخرين وأسلوب عملهم مادام يحظي بالمشروعية.. نحن نعمل ونريد للآخرين العمل, ولن نقف في وجه أحد ونتصدي له باستخدام أساليب دعائية مضللة كما كان يفعل النظام السابق مع جماعة الاخوان المسلمين وغيرها وتصويرهم علي أنهم كارثة تجثم علي أنفاس المجتمع. لن ننزعج إذا ما أقدمت الأحزاب الليبرالية علي تنظيم أنفسها فيما تبقي من المعركة الانتخابية.. فهذا شأن خاص بهم ولا يحق لنا التدخل فيه تحت أي مسمي, فأهلا بكل تيار سياسي لديه القدرة علي المنافسة والعمل بين الناس.. فالساحة السياسية في ذلك التوقيت تحتاج إلي تيارات كثيرة قوية وفاعلة ومؤثرة.. فبناء الدولة الوطنية الديمقراطية الدستورية الحديثة لن يتحقق إلافي ضوء تعدد التيارات والاتجاهات.. المجتمع لن يعود إلي الوراء ويتاح لتيار سياسي منفرد السيطرة علي مقاليد الأمور.. هذا تصور قاصر لن يقبله الواقع والمجتمع...
    أتصور أن الأمور تسير في مجراها الحقيقي وعلي الاحزاب السياسية جميعا إعادة ترتيب أوراقها وفق المعطيات الراهنة وكم كنت أود أن تدخل كل الأطياف السياسية في تحالفات كنسيج واحد.. لكن مازالت لدينا معضلة أساسية في قراءة الواقع السياسي الجديد الذي طرأ علي المجتمع ولم تتمكن بعض من التيارات قراءته جيدا والاطلاع علي ما يحتويه من تفاصيل ولو تمكنوا لاختصرت الحركة السياسية والحزبية رحلة طويلة للوصول الي مرحلة النضج وتجاوزنا كل الخلافات والصراعات الواقعة جراء منافسة قوية علي حصد مقاعد البرلمان. إن هناك من يريد العمل وفق رؤيته الخاصة ولهم ما أرادوا.
    تزداد مخاوف التيارات الليبرالية جراء استمرار الاسلاميين في ممارسة مخالفة القانون فيما تبعه في المعركة الانتخابية؟
    نضع قواعد صارمة للتعامل مع معطيات العملية الانتخابية وتسير في ركابها.. تلك القواعد لاتحتوي علي ما يخالف القانون او ينتهك سيادته.. نحن نقدم نموذجا للناس والأحزاب.. لايوجد فيه ما يسيء الي التجربة الديمقراطية.. البعض نسير خطواتهم بصورة عشوائية وتأتي النتائج غير مرضية لطموحاتهم ويصبون جام غضبهم صوب تيار منظم عقد العزم منذ القدم علي ألا يتخلي عن منهجه ومصداقيته.
    لدينا جهات تحقيق منوط بها اداء تلك المهمة ومن يملك دليلا علي تجاوز قد وقع من الحرية والعدالة فعليه أن يضعه في حوزة تلك الجهات لتحقق فيه.. لانريد كلاما مرسلا لا يقر واقعا وانما يهدف الي تشويه مساحة وجودنا في الشارع السياسي وهذا مبدأ مرفوض ولن نقف صوبه مكتوفي الأيدي.. فنحن لم نخالف القانون في المرحلة الأولي من الانتخابات حتي نخالفة فيما تبقي منها.. لا أملك تصورا محددا استطاع هؤلاء أن يبنوا عليه مخالفتنا للقانون.
    الشعب بات وعيا ولم يعد ينطلي عليه زيف الشعارات والوعود الكاذبة فقد سئم تلك الأوضاع ولن يعود للوراء حتي يقبل بها.. ليس مقبولا القيام بمحاولات تهدف الي تشويه حقيقة تواجدنا بين الناس والوصول اليهم في كل مكان علي أنه نوع من التضليل والتأثير فيهم.. ليس هناك وقت نضيعه في أقاويل واستغلال شائعات لشق وحدة الصف وخلخلة بنيان المجتمع تحت مسميات زائفة فنحن نحرص علي مصلحة المجتمع وتماسكه.
    الأحزاب الاسلامية تسير علي نهج مختلف يدفعها نحو عدم الانخراط مع التيارات الليبرالية في عمل سياسي وفق ما تتطلبه المرحلة الراهنة؟
    اطلقنا الدعوة منذ اللحظة الأولي مطالبين كل القوي والأحزاب للالتفاف حول الوطن صفا واحدا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا وفتحنا الأفق الرحبة دون قيد او شرط لنعبر عن مكون الرغبة بأن المرحلة الراهنة تتطلب وحدة الصف وتجاوز كل العقبات واختلافات الرؤي وهناك من استجاب واختلف من اختلف وكل له اسبابه التي بني عليها موقفه ولا نلوم أحدا وهذا ما أدي الي تلك الصورة التي نراها الآن في المشهد الانتخابي.
    لو لم يكن حزب الحرية والعدالة مؤمنا بضرورة التحالفات السياسية والانتخابية ما كان دعا اليها وما كتب الاستمرار فيها مع عشرة احزاب تخوض المعركة الانتخابية تحت مسمي واحد وغاية واحدة.. لدينا ايمان بأن بناء هذا المجتمع وترسيخ الديمقراطية فيه لن يتحقق إلا بتلاقي الرؤي والأهداف ولو كانت التيارات التي انسلخت منه تؤمن بأهميته في هذا التوقيت الفاصل ما أقدمت علي ذلك ولتجاوزت نقاط الخلاف التي دفعتهم للخروج.. لايكمن أن نعمل بمعزل عن كل القوي والتيارات السياسية.. فهؤلاء جزء اصيل من نسيج المجتمع ولايحق لأحد استبعادهم من المعادلة السياسية.. فبناء المجتمع لن يكتب له الإكتمال.. إلا بتلاقي الجميع تحت مظلة المصلحة الوطنية.
    لكن تري التيارات الليبرالية أن كوادر الأحزاب الاسلامية غير منفتحة علي الحياة السياسية وستقف حائلا دون نضج الديمقراطية.. مما يعرض المجتمع للخطر؟
    نحن بذلك نتحدث عن مخاوف تساور البعض وليس واقعا أثبت صدق ما يروج له هؤلاء.. ليس منطقيا قياس الوضع علي نحو يقنعه البعض.. حزب الحرية والعدالة لن ينفصل عن الواقع السياسي بكل ما فيه من تفاصيل ولكنه سيتعامل معه وفق المنطق الذي يقبله الناس.. ونحن نقوم علي خدمتهم هذا كلام يعد مصادرة ومحاولة لقطع الطريق للمشاركة الجادة وبناء مصر الجديدة والجميع يعلم أن الحرية والعدالة لديها من الكوارد والمتخصصين مايعينه علي إداء الرسالة مع باقي الأحزاب.. فقط البعض يحاول التشكيك ليحقق أهدافه ويبث الفرقة بين الناس ويزرع مخاوف لا وجود لها.. المرحلة تتطلب العمل الجاد والاخلاص للمجتمع ووحدة الصف وتلاقي الأفكار ليتنا نعمل جميعا علي ذلك.>>


    ♥·٠•● Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ اضف تعليق Ƹ̵̡Ӝ̵̨̄Ʒ ●•♥·٠

     

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()