بتـــــاريخ : 11/10/2011 8:33:50 AM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1154 0


    الشباب وطموحاته المستقبلية ... بكل صراحة !!

    الناقل : SunSet | العمر :36 | الكاتب الأصلى : » مِـﺴُﻠﻢ الَٲڼـڝآڕيـﮯ • | المصدر : forum.al-wlid.com

    كلمات مفتاحية  :

     

     

    !!


    لو أنك سألت شاباً من أبناء هذا الزمان عن طموحه في الحياة فسيقول لك على الفور إنه يتمنى أن يكون لاعباً لكرة القدم أو مطرباً ، وهى إجابة لم تخطر على بال جيل أبائنا الذي تعلم أن الجامعة رمز له هيبته ، وأن هناك شيئاً اسمه كليات القمة ، وكان الأهل يتمنون لأبنائهم وبناتهم أن يكون الواحد والواحدة طبيباً أو مهندساً أو ضابطاً أو قاضياً ، لكن الدنيا تغيرت بحيث لم يعد شيء في ذلك كله يثير حماس الأجيال الجديدة أو يداعب خيالاتها .


    قرأت قبل أيام حواراً مع شاب سعودي من المتقدمين لمسابقة " ستار أكاديمي " للغناء اسمه " عبد الله الدوسرى " قال فيه إن أكثر شيء يندم عليه أنه تخصص في مجال الكمبيوتر ، ووقعت على رسالة منشورة فى بريد الأهرام ، روى فيما صاحبها قصة لقاء تم بينه وبين جار قديم له فى أحد نوادى الإسكندرية :

    وفى اللقاء تبادلا السؤال عن أحوال الأولاد والبنات ، قال صاحب الرسالة إنه سأل جاره القديم عن ابنته التى عرفها صبية صغيرة ،فرد الجار قائلا إنها لم تكمل تعليمها بعد الثانوية العامة ، والتحقت بأحد محلات تصفيف الشعر (كوافير) ، وبمضى الوقت أجادت المهنة ، وفتح الله عليها فاستقلت واستأجرت محلاً خاصاً بها، وزاد الإقبال عليها فاشترت محلاً آخر، الأمر الذى حقق لها دخلاً وفيراً مكنها من شراء شقة وسيارة ، وتفكر الآن فى أن تتوسع أكثر فى مشروعها ، سأله صاحب الرسالة عن شقيقها الذى كان أصغر منما ، فعلم من الجار أنه التحق بأحد النوادى الرياضية فى القاهرة ، وبدوره فتح الله عليه فتم ضمه الى فريق النادى، وأصبح يتقاضى راتباً معقولاً مكنه من أن يشترى شقة فى العاصمة ، يقوم بتأثيثها الآن .





    كان الطبيعى أن يرد الجار السؤال ، فيستفسر بدوره عن ابنة صاحب الرسالة وابنه ، وحسب كلامه فإنه استشعرحرجاً وقال بصوت خفيض ان الابنة تخرجت فى كلية الطب ، بعد دراسة استمرت فيما سبع سنوات ، وتعمل الآن طبيبة بإحدى الوحدات الصحية ، أما شقيقها فقد درس فى كلية التجارة قسم اللغة الإنجليزية ، وبعد تخرجه وجد عملاً بصعوبة بالغة ، وأن الاثنين يعيشان مستورين مع الأب والأم فى بيت الأسرة القديم .... ما لم يقله صاحب الرسالة لجاره أن الاثنين يتقاضيان راتبأ شهريأ قدره 600جنيه ( أكثر بقليل من مائة دولار ) .


    وهو يبدى هذه الملاحظة ذكر أن جاره سعيد الحظ أصر على أن يدعوه هو وزوجته لتناول المرطبات والسندوتشات والحلوى ، وأن قيمة فاتورة هذه الدعوة كانت فى حدود 300 جنيه ، وهو مبلغ يعادل نصف ما يتقاضاه الطبيبة والابن المحاسب فى شهركامل .

    لك أن تتصور شعور الأب والأم بالانكسار والهزيمة أثناء عودتهما صامتين إلى البيت ، الذى ما إن دخلاه حتى انفجرت الأم نادبة بختها المائل ، الذى جعلها هى وزوجها يتعبان على تربية البنت لكى تصبح طبيبة وعلى الولد ليكون محاسباً ، فى حين أن الذى أفلح حقاً هو من صارت ابنته مصففة شعر وصار ابنه لاعباً لكرة القدم .




    من بين ما تلقيت من رسائل فى أعقاب المهرجان الكبير الذى أقيم فى مصر بسبب فوز فريقها بكأس أفريقيا الذى أدى إلى إغراقهم بالمكافآت المالية التى أسالت لعاب الكثيرين ، واحدة بعث بها باحث مصرى اسمه " محمود لطفى السيد " ، وصف فيها ما لقيه من ظلم وإهانة لأن لديه أفكاراً ومشروعات تهم مستقبل التنمية فى مصر وبعد أن يئس من أن يفعل شيئا مفيداً للبلد ، فإنه طلب منى أن أتوسط له لكى يضمه الكابتن حسن شحاتة مدرب الفريق إلى طاقم مساعديه ، ويبدى استعداده لأن يعمل أى شىء يكلف به ، من نفخ كرة القدم الى تلميع أحذية اللاعبين .




    إن انقلاباً حدث فى منظومة القيم السائدة ، فلم تعد قيمة الإنسان تقاس بمقدار نفعه وابداعه ، وإنما بمقدار فهلوته ونجوميته وحضوره فى وسائل الإعلام وعلى شاشة التليفزيون ، وإذا كان ذلك يبهر الجمهور ، فإنه لا ينبغى أن تفقد مؤسسات الدولة وجهات القرار توازنها . ولو أن مؤسسات الدولة إعتنت وقدرت النافعين والمنتجين بمثل عنايتها وتقديرها للنجوم لاعتدل الميزان ، لأن الدول تنمو وتكبر بعقول أبنائها وليس ببراعة أرجلهم ... إننى لست ضد الحفاوة بالنجوم ، ولكننى ضد الإزدراء بالنافعين والمنتجين .

    الكاتب والمفكر الكبير : فهمى هويدى



    منقول

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()