السؤال أنا من فلسطين وسأذهب للعمرة بعد أيام ـ بإذن الله ـ والدي لا يصلي هداه الله، ووالدتي تصلي وتصوم النوافل فهل لي بعمل عمرة عن كل من والدي؟ وهل لي بعمل أكثر من عمرة عن نفسي؟ الأمر الآخر أنني أشعر بقسوة في قلبي فعيني لم تبك من خشية الله وأخشى أن لا أستفيد من هذه العمرة في زيادة إيماني، فكيف السبيل لإصلاح نفسي؟. الفتوى الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعـد: فأما اعتمارك عن نفسك أكثر من مرة فجائز لا حرج فيه، فتخرج بعد أداء عمرتك إلى الحل ثم تحرم وتأتي بالعمرة الثانية إن شئت، وانظر الفتوى رقم: 112419. وأما والداك: فإن كانا معضوبين عاجزين عن الاعتمار بنفسيهما، أو كان أحدهما معضوبا جاز لك أن تعتمر عنه بشرط أن يأذن لك في ذلك، وراجع الفتوى رقم: 140457. وأما من ليس بمعضوب ففي جواز الاعتمار عنه وهبة الثواب له خلاف، ولعل الأحوط ترك ذلك، وراجع الفتوى رقم: 127127. وأما ما تشكوه من قسوة قلبك فلعل العمرة تكون سببا في تليينه وترقيقه ـ بإذن الله ـ فإن لتلك البقاع الفاضلة من المزية والأثر العظيم في إصلاح القلب ما لا يخفى، واجتهد في الدعاء بأن يصلح الله قلبك واجتهد في حفظ وقتك في تلك البقاع الشريفة، واحرص على بذل الوسع في العبادات المختلفة، فإن ذلك من أعظم أسباب صلاح القلب ـ بإذن الله. والله أعلم.