تحميل مقدمة : الحمد لله رب العالمبن، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن سار على دربه إلى يوم الدين، آمين، وبعد: فليس من نافلة الجهد إفراد مصطلحات الحج وألفاظه بتأليف مستقل؛ لما لذلك من أهمية في بيان أعمال الحج، وما يتعلق به من مناسك، إذ لا يليق بالمسلم الجهل بها على كل حال، بَلْهَ
[1] إذا هو أنشأ الحج أو قصد إليه ! ونظراً لما للمصطلحات من أهمية في معرفة حقائق العلوم على اختلافها - إذ هي مفاتيح أبوابها، وأعلام دروبها - فقد عزمت - والعون من الله المجيد - جمعَ المصطلحات المتعلقة بفريضة الحج؛ ما وسعني الجمع؛ وأفردتها في هذه الرسالة؛ تقريبًا لقصيِّها، وتسهيلاً لعصيِّها ! وقد كان منهجي في ذلك يقوم بادي الرأي على بيان المادة المرادة، من حيث معناها في أصل الوضع اللغوي، ثم دلالتها في عرف الشرع، أو الاصطلاح الفقهي؛ لما بين المعنيين - اللغوي والشرعي - من ترابط. وربما أتبعتها - أي المادة - بحكم فقهي، إذا اقتضى المقام ذلك، غير أني أفعل ذلك بقدر ! وقد عمدت - تيسيرًا للمادة عند الطلب - إلى تقسيم هذا المعجم إلى ثلاثة أقسام رئيسة؛ جعلت القسم الأول منها تحت عنوان: " مصطلحات زمانية " عرضت فيه لأهم المصطلحات المتعلقة بالحج. وأعني بـ " المصطلحات الزمانية " كونها مرتبطة بالزمان، وهو الوقت، والعصر. أي: تناوب الفصول، واختلاف الليل والنهار. فتكون بذلك دائرة بدوران الفَلَك ! أما القسم الثاني فجاء تحت عنوان: " مصطلحات مكانية " وقد تناولت فيه جملة من المصطلحات المكانية المتعلقة بالحج أيضًا. وأعني بـ " المصطلحات المكانية " كونها مرتبطة بالمكان، أي: الموضع. على ذلك، فالأصل فيها الثبات وعدم التغير، عكس المصطلحات الزمانية، إلا أن يعرض عارض يدعو لتغييرها، دون مجافاة لمعنى ما جُعلت له. وذلك كتغير بعض المواقيت المكانية نتيجة تغير التُّخوم، وسُبل السفر، وصعوبة الإلمام - تبعاً لذلك - بالمكان تحديدًا . وجاء القسم الثالث مخصصًا للحديث عن تلك " المصطلحات الخاصة بأعمال الحج " والتي لا تندرج في أيٍّ من جانبي الزمان أو المكان . وقد راعيت في تناولي لمضامين هذا المعجم - كل قسم على حدة - ترتيبها على وَفْق حروف المعجم، دون اعتبار لـ " ال " التعريف . هذا، ولا مندوحة - هنا - من الإشارة إلى أمرين اثنين: أولهما: أني قد توسعت - شيئًا ما - في إيراد كل ماله صلة بالحج، زمانًا ومكانًا ونُسكًا، حتى وإن كانت تلك الصلة غير ذات أثر مباشر في أعمال الحج؛ كذكري للأماكن التي تقع ضمن خارطة الحج، أو قريبًا منها، خصوصًا تلك التي مر بها النبي r، أو استراح فيها حينما كان يؤم البيت - بعد هجرته - فاتحًا، أو حاجًا، أو معتمرًا، وكذا إذا قَفَل في ركبه الشريف.. ومثل ذلك ما يرتبط بتاريخ البيت العتيق، والحج إليه، كالذي كانت تفعله قريش قيامًا بحق البيت، وحق الحاج؛ من سدانة، وسقاية، ورِفادة...إلخ. وأحسبُني غيرَ مسرف في ذلك، وعلى الله قصد السبيل ! وثاني الأمرين: أني قد اعتمدت في جمع مادة هذا المعجم أهم المصادر التراثية؛ كـ " لسان العرب " و " معجم البلدان " وبعض المراجع الفقهية في الباب، كما أني اعتمدت بعض المعلومات الواردة على الشبكة العالمية ( الإنترنت ) وخاصة المتعلقة بتقدير المسافات المكانية، وَفْقَ المقاييس المعتمدة في عصرنا . وما من ريب، أن جهدي في هذا كله هو جُهد مقلٍّ، وجهد غير ذي عصمة عن الخطأ، بَيْدَ أنه قابل لكل تسديد وتصويب. أسأل الله أن يتقبل مني عملي، وينفع به، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . عمر الزبداني الدوحة في 1425 هـ المـوافق لـ 2004 م ``` الفصل الأول: المصطلحات الزمانية : * أشهر الحج: هي الثلاثة الأشهر
[1]
إذا هو أنشأ الحج أو قصد إليه ! ونظراً لما للمصطلحات من أهمية في معرفة حقائق العلوم على اختلافها - إذ هي مفاتيح أبوابها، وأعلام دروبها - فقد عزمت - والعون من الله المجيد - جمعَ المصطلحات المتعلقة بفريضة الحج؛ ما وسعني الجمع؛ وأفردتها في هذه الرسالة؛ تقريبًا لقصيِّها، وتسهيلاً لعصيِّها ! وقد كان منهجي في ذلك يقوم بادي الرأي على بيان المادة المرادة، من حيث معناها في أصل الوضع اللغوي، ثم دلالتها في عرف الشرع، أو الاصطلاح الفقهي؛ لما بين المعنيين - اللغوي والشرعي - من ترابط. وربما أتبعتها - أي المادة - بحكم فقهي، إذا اقتضى المقام ذلك، غير أني أفعل ذلك بقدر ! وقد عمدت - تيسيرًا للمادة عند الطلب - إلى تقسيم هذا المعجم إلى ثلاثة أقسام رئيسة؛ جعلت القسم الأول منها تحت عنوان: " مصطلحات زمانية " عرضت فيه لأهم المصطلحات المتعلقة بالحج. وأعني بـ " المصطلحات الزمانية " كونها مرتبطة بالزمان، وهو الوقت، والعصر. أي: تناوب الفصول، واختلاف الليل والنهار. فتكون بذلك دائرة بدوران الفَلَك ! أما القسم الثاني فجاء تحت عنوان: " مصطلحات مكانية " وقد تناولت فيه جملة من المصطلحات المكانية المتعلقة بالحج أيضًا. وأعني بـ " المصطلحات المكانية " كونها مرتبطة بالمكان، أي: الموضع. على ذلك، فالأصل فيها الثبات وعدم التغير، عكس المصطلحات الزمانية، إلا أن يعرض عارض يدعو لتغييرها، دون مجافاة لمعنى ما جُعلت له. وذلك كتغير بعض المواقيت المكانية نتيجة تغير التُّخوم، وسُبل السفر، وصعوبة الإلمام - تبعاً لذلك - بالمكان تحديدًا . وجاء القسم الثالث مخصصًا للحديث عن تلك " المصطلحات الخاصة بأعمال الحج " والتي لا تندرج في أيٍّ من جانبي الزمان أو المكان .
[5]. والمُهَلُّ، بضم الميم: موضع الإهلال، وهو الميقات الذي يُحرمون منه، وفي التنـزيل، قوله تعالى: ] يَسْأَلونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ [ (البقرة:189) وفي حديث عمر t، أَن ناسًا قالوا له: إِنَّا بين الجِبال، لا نُهِلُّ هِلالاً، إِذا أَهَلَّه الناس، أَي: لا نُبْصِره إِذا أَبصره الناس؛ لأَجل الجبال. * أيام التشريق: الأصل اللغوي للتشريق مادة "شرق" تقول: شَرَقت الشمس تشرق شروقًا وشرقًا، طلعت. والتشريق يطلق على عدة معانٍ منها
[8] . وتسمى أيام التشريق: الأيام المعدودات، قال تعـالى: ]وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَات [ (البقرة:203) وتسمى أيضًا: أيام منى، لأن الحاجَّ يكون موجودًا فيها تلك الأيام
[15] . * ليلة الحصبة: ( الحَصْبة ) بفتح الحاء، وإسكان الصاد: المراد بها الليلة التي يتقدمها يوم النفر من منى، فهي التي تلي أيام منى، وهي ليلة أربعة عشر من ذي الحجة؛ والمراد بها ليلة المبيت بالمُحَصَّب. وهي شبيهة بليلة عرفة، من جهة أن يومها يسبقها، بخلاف باقي الأيام، فالليالي سابقة لها. وسميت بذلك؛ لأن الحجيج نفروا من منى، فنـزلوا في المحصب، وباتوا به
[20]، وميقات الحج شرعًا: وقت الإحرام به، وموضعه . * يوم التروية: هو يوم الثامن من ذي الحجة؛ سُمي بذلك لأن الناس كانوا يرتوون فيه من الماء تزودًا للخروج لمنًى وعرفة
[28] . * يوم عرفة: هو يوم التاسع من ذي الحجة، سُمي بذلك لأن الوقوف بعرفة يكون فيه
[33]. ويقال لليوم الذي يلي يوم القر ( يوم الحادي عشر من ذي الحجة ): يوم النفْر - بالسكون - ويوم النفَر - بالفتح - وهو اليوم الذي ينفر الناس فيه من منًى، ويُسمى يوم النفر الأول؛ وفي حديث جابر t عند النسائي، عندما بعث رسول الله r أبا بكر t إلى الحج، وفيه: ( فلما كان يوم النفر الأول )
[35]. والبطحاء: المكان الذي بين مكة ومنى، سمي بذلك لانبطاح الوادي فيه واتساعه، ويقال له: المحصَّب، والمعرَّس
[42] . * أخشبان: الأخشبان: تثنية الأخشب؛ والأخشب كل جبل خشن غليظ الحجارة؛ والأخشبان جبلان يضافان تارة إلى مكة، وتارة إلى منًى، وهما واحد؛ أحدهما: أبو قبيس، والآخر: قُعَيقعَان، وقيل الأحمر، ويسميان الجَبْجَبَيْن؛ والأول كان يُسمى في الجاهلية: الأمين، لأن الركن كان مستودعًا فيه عام الطوفان؛ والآخر كان يسمى في الجاهلية: الأعرف، وهو الجبل المشرف وجهه على قُعَيقعَان
[46]. * البيت العتيق: قد يكون ( العتيق ) بمعنى القديم، وقد يكون بمعنى الكريم؛ إذ كل شيء كَرُم وحسُن قيل له: عتيق
[51]، وهو يبعد عن الحرم ( 7 ) سبعة كيلو مترات تقريبًا. * ثنية كداء: الثَّنِيّة في الجبل: كالعقبة فيه، وقيل: هي الطريق العالي فيه، وقيل: أَعلى المَسِيل فـي رأْسه، وفي خطبة الحجَّاج: أَنا ابنُ جَلا وطَلاَّع الثَّنايا
[58]. *جبل أحد: هو على بعد ( 4 ) أربعة كيلو مترات شمال المدينة، وطوله من الشرق إلى الغرب ( 6 ) ستة كيلو مترات، وارتفاعه (1200) مائتان وألف متر؛ وقد كانت به غزوة أحد في السنة الثالثة للهجرة، وفيه حديث أنس t عن النبي r: ( هذا جبل يحبنا ونحبه )
[64]، لكن لما خربت وصارت مكانًا غير مناسب للحجاج، جعل الناس بدلاً عنها "رابغًا " ومنه يُحرم قاصدوا البيت الحرام حاليًا، وهو أقرب إلى مكة بقليل، ويبعد عن مكة ( 183) ثلاثة وثمانين ومئة كيلومتر . * جِِعرانة: الجِعْرَانة - بكسر الجيم، وسكون العين، وفتح الراء المخففة، وتشديدها صحيح-
[71]. * حديبية: الحديبية: بضم الحاء، وفتح الدال، وياء ساكنة، وباء موحدة مكسورة، وياء اختلفوا فيها؛ فمنهم من شددها، ومنهم من خففها؛ وروي عن الشافعي أنه قال: الصواب التشديد، وأخطأ من نص على تخفيفها؛ وقيل كلٌّ صواب، أهل المدينة يثقلونها، وأهل العراق يخففونها؛ وهي قرية قريبة من مكة، سميت ببئر فيها، بينها وبين مكة خمسون كيلو مترًا تقريبًا، وبعضها في الحل، وبعضها في الحرم. بايع النبي r فيها أصحابه بيعة الرضوان، عند الشجرة، وصالح المشركين صلح الحديبية، ومنها اعتمر أول عمراته؛ عمرة الحديبية؛ وقد صُدَّ عن البيت
[74]. * حرم المدينة المنورة: هو ما بين جبليها طولاً، وما بين لابتيها
[80] . * ذات عرق: عِرْق - بكسر العين وسكون الراء - كلِّ شيء: أصله، والجمع أعراق وعروق؛ وعروق كل شيء: أطناب تشعَّب منه، واحدها عِرْق. والعروق: عروق الشجر، الواحد عِرْق؛ وأَعْرَق الشجر وعرَّق وتعرَّق: امتدت عروقه في الأرض.. والعِرْق: الأرض المِلح التي لا تنبت. وقال أبو حنيفة: العِرْق سَبَخَةٌ تنبت الشجر
[87]. * رابغ: الرَّبْغ: التراب المدقَّق كالرفغ، والأربغ: الكثير من كل شيء، والإرباغ: إرسال الإبل على الماء ترده أي وقت شاءت؛ وربغ القوم في النعيم، إذا أقاموا فيه؛ وعيش رابغ رافغ، أي ناعم؛ والرابغ: الذي يقيم على أمر ممكن له
[91] . * زمزم: زمَّ الشيءَ يَزُمُّه زَمّاً فانْزَمَّ: شده، والزِّمامُ: ما زُمَّ به، والجمع: أَزِمَّةٌ؛ والزِّمامُ: الحبل الذي يجعل في البُرَةِ والخشبة؛ وزِمام النعل: ما يشد به الشِّسْع، تقول: زَمَمْتُ النعـل، وزَمَمْتُ البعير: خَطَمته؛ والزّمْزَمَةُ: صوت خفي لا يكاد يُفهم؛ وماء زَمْزَمٌ وزُمازِمٌ: كثير . وزمزم: هي البئرُ المعْرُوفةُ بمكة؛ قيل: سُمِّيت بها لِكَثْرة مائها، يقال: ماءٌ زُمازم وزَمَزمٌ، وقيل: هو اسم عَلَمٍ لها؛ وهي: زَمْزَمُ وزَمَّمُ وزُمَزِمٌ
[96] فالمراد بها في الحديث بيوت مكة، وأنها لا تؤجَّر، فإن احتاج إليها صاحبها سكنها، وإن لم يحتج تركها لمن يسكنها . * شاذروان: الشاذروان: بفتح الذال وسكون الراء، وهو الذي تُرك من عرض الأساس خارجًا، وهو ظاهر من جوانب البيت، لكن لا يظهر عند الحجر الأسود، ويرتفع عن الأرض قدر ثلثي ذراع؛ ويسمى تأزيرًا، لأنه كالإزار للبيت؛ واختلف هل هو من البيت، أم جُعل عمادًا له