فى إطار استعداد الإسلاميين التونسيين لانتخابات المجلس الوطنى التأسيسى التونسى هذا الشهر، أشارت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية إلى رسالة رئيس الوزراء التونسى الباجى قايد السبسى مخاطبا الغرب قائلا: "لا تقلقوا، فكل الأحزاب الإسلامية ليست متماثلة، وإسلاميو تونس لن يتراجعوا عن النظام العلمانى".
وقال قايد السبسى فى حوار له أمس: "هناك خط أحمر نتفق عليه جميعا، وهو الحفاظ على تعريف الدستور التونسى لعام 1959 على أن تونس بلد مسلمة وليست جمهورية إسلامية". وكشف استطلاع رأى أن حزب النهضة الإسلامى التونسى يمكن أن يحصل على أغلبية الأصوات فى انتخابات 23 أكتوبر الجارى التى سيتم فيها اختيار جمعية لإعادة كتابة الدستور التونسى. ونقلت الصحيفة عن رئيس حزب النهضة رشيد الغنوشى قوله إن حزبه "لن يتراجع" عن تحديث الاصلاحات التى وضعت مؤخرا بعد استقلال البلاد، مشددا على أن حزبه يحترم الديمقراطية وحقوق المرأة، برغم أن بعض الأحزاب العلمانية يشعرون بالقلق تجاه حزب النهضة. وأعرب السبسى عن آماله فى تلقى مزيد من الدعم من قبل الولايات المتحدة لمساعدة الاقتصاد التونسى المتداعى، مشيرا إلى أن أمريكا دعمت ثورتهم التى أطاحت بالرئيس التونسى السابق زين العابدين بن على فى يناير الماضى. وأضاف السبسى قائلا: "يجب أن تتجح ثورتنا حتى تكون مثالا للآخرين فى المنطقة". ولفتت الصحيفة إلى أن الإدارة الأمريكية كانت قد اقترحت تمويل المشروعات الصغيرة فى مصر وتونس، ولكن لم يصبح واضحا ما إذا كان الكونجرس سوف يوقع على هذا الاقتراح قريبا أم لا. وكانت وكالة المساعدات الأمريكية قد أعلنت الأسبوع الماضى أن تونس ستكون مؤهلة للحصول على إحدى المنح التى تقدمها الوكالة، وعادة ما تكون المنحة بين 10 ملايين و 20 مليون دولار أمريكى، ولم تؤهل تونس إلى منحة الوكالة عالية المستوى التى تبلغ 200 مليون دولار أمريكى أو ما يزيد.