قال باحثون بريطانيون إنهم اكتشفوا أن العقل البشري يستخلص أغلب المعلومات من المشاعر المرتسمة على وجوه الآخرين في خلال 200 ملّي ثانية، أي خُمس الثانية، وهي فترة تكفيه لتقرير الحالة العاطفية لهم! وأظهرت نتائج البحث الذي أجراه البروفسور فيليبس سكاينز، مدير مركز التصوير العصبي للإدراك في قسم علم النفس بجامعة غلاسكو في اسكتلندا، أن العقل البشري يبدأ في التدقيق أولا في العينين، ثم ينتقل إلى النظر في الوجه عموما للتعرف على ملامحه، ثم يدقق مرة أخرى بشكل قوي في بعض الملامح المحددة مثل توسع حدقة العينين عند الشعور بالخوف، أو انفراج الشفتين عند الابتسام. وقال البروفسور سكاينز في رسالة وصلت إلى "الشرق الأوسط" بالبريد الإلكتروني، إن "تعابير الوجه، وتفسير هذه التعابير، هما جزآن أساسيان للتواصل بين الناس. وتشير نتائج دراستنا إلى الكيفية التي يقوم بها العقل بتفسير تعابير الوجه، لكي يتوصل إلى إصدار أحكام اجتماعية حيوية". وأضاف أن "النتائج تظهر أن قدرات الإنسان على التعبير بملامح وجهه قد تطورت مع تطور قدرات الدماغ لديه لتفسير هذه التعابير"! وتظهر على وجه الإنسان ستة تعابير أساسية: السعادة، الخوف، الدهشة، الاشمئزاز، الغضب، الحزن. وتتصف كل من هذه المشاعر بخصائص متفردة يمكن للعقل التمييز بينها بسهولة. وفي الدراسة التي نشرت في الإصدار الإلكتروني لمجلة "بي ال او اس وان" (مكتبات العلوم العمومية واحد)، عرض الباحثون على المتطوعين المشاركين صورا لتعابير عشرة من الوجوه، خمسة من الذكور وخمسة من الإناث، في حين رصدت نظم التصوير نشاطَ مختلفِ مناطق الدماغ لديهم، وظهر أنه خلال فترة زمنية لا تزيد عن 140 إلى 200 ملّي ثانية من بدء عرض الصور، بدأ كل من جانبي الدماغ الأيسر والأيمن، وبشكل مستقل، في العمل لمعالجة المعلومات بالتدقيق أولا في العينين ثم إلى كل ملامح الوجه، ثم نحو تلك الملامح المرتبطة بالمشاعر الأساسية. وفي الختام توصل العقل إلى استخلاص المعلومات الكافية لتحديد مشاعر الشخص الآخر من خلال تعابير وجهه.