الدوار Vertigo دكتورة سعاد يحي المستكاوي استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة كتوراة جراحة الأذن والأنف والحنجرة أستاذ مساعد بكلية الطب - جامعة الأزهر الدوار هو حالة يشعر فيها المريض بأنه يدور أو أن المكان يدور به أو بمعنى آخر شعور المريض بعدم الاتزان سواء بإحساسه أن جسمه يتحرك أو الأشياء المحيطة به تتحرك وقد يصاحب الحالة غثيان أو قيء أوطنين بالأذن أو ضعف سمع أو تعرق بارد وشحوب في الوجه وقد يضطر المريض إلى الجلوس لتخفيف حدة الدوار وقد يفقد الوعي في أحيانا نادرة.
ويجب أن نعرف أن وضع الجسم يحدد بمعلومات تصل إلى المخ عن طريق العينين و مراكز الاتزان بالأذن الداخلية التي تحدد اتجاهات حركة الرأس ومراكز حس الاستقبال العميق (في أطراف الجلد والمفاصل والعضلات) التي تحدد وضع الجسم.
العين ترى ما يجري حولها وتنقل الصورة التي تراها إلى المخ. المستقبلات الحسية في الجلد والمفاصل والعضلات تعطي فكرة للمخ عن وضع الجسم. الأذن الداخلية وهي مسئولة عن السمع (عن طريق القوقعة والعصب السمعي) والاتزان وهذا مسئولة عنه ثلاثة قنوات هلالية تحتوي على سائل لزج تسبح به حبيبات صغيرة وأهداب ترسل إشارات دائمة عن وضع الرأس والجسم على شكل نبضات كهربائية تصل إلى عصب الاتزان. يحدث الدوار نتيجة اختلال التوافق بين عضو الاتزان بالأذن الداخلية و جهاز البصر و الجهاز الحسي الطرفي عند التأثير بمؤثر خارجي. أنواع الدوار
أسباب الدوار الدوار الفسيولوجي الذي يحدث بدون سبب مرضي ومن أمثلته:
أو الالتهاب الفيروسي لقوقعة الأذن ومضاعفات التهاب الأذن الوسطى أو غير مصحوب بضعف سمع مثل الدوار الوضعي الحميد والالتهاب الفيروسي لعصب الاتزان.
دوار الوضع الانتيابي الحميد: وهو اضطراب شائع عند متوسطي العمر والمسنين ومسئول عن الدوار بنسبة 25% من الحالات ويأتي على شكل نوبات يشعر المريض خلالها بالدوار الشديد عند حركة الرأس في أي اتجاه وعادة ما يستمر لدقيقة أو أكثر فقط حتى لو استمر المريض على الوضع نفسه المسبب للدوار. هذا النوع من الدوار غير مصحوب بضعف سمع ولكن يصاحبه ما يسمى بالرأرأة وهي حركة العين من جهة إلى أخرى دون سيطرة المريض عليها وتحدث نتيجة خلل في توازن شبكة عصبية تشمل البصر وتأثيرات الحس بالرقبة والمخيخ.
وتلف الأذن المصاحب للشيخوخة أو مرض التصلب المتعدد.
الالتهاب الفيروسي لعصب الاتزان: ويشكو المريض من حدوت دوار حاد وشديد بحيث لا يستطيع الوقوف أو الجلوس ويستمر لمدة 24 ساعة أو أكثر ثم يبدأ في التحسن التدريجي خلال 48 ساعة إلى 72 ساعة ولا يصاحبه طنين أو ضعف بالسمع.
التهاب أنسجة الأذن الداخلية (القوقعة والقنوات الهلالية): وتنتج عادة من الإصابة المباشرة ويشكو المريض من الأعراض الأساسية للمرض ثم يشكو من نوبات دوار وطنين أو ضعف سمع وتزول الأعراض بعلاج المرض المسبب لها وعلاج التهاب الأذن الوسطى سواء بالأدوية أو بإجراء جراحة .
داء مينيير وهو مرض يصيب الأذن الداخلية ويؤدي إلى نوبات تظهر فجأة نتيجة خلل في القوقعة والدهليز من دوار شديد من طنين الأذن المصابة مع ضعف السمع وتستمر النوبة من ثوان معدودة إلى ساعات ولا تزيد عن يوم وغالبا ما تستمر ساعتين يعود بعدها المريض إلى الحالة الطبيعية وقد يصحبها غثيان وقيء وشحوب بالوجه وتعرق وتحدث الأعراض على فترات متقاربة أو متباعدة وبعد كل مرة يزداد ضعف السمع وقد تصاب الأذن الأخرى لدى 10% إلى 50% من المرضى ولا تختفي النوبات إلا مع زوال السمع تماما.
العلاج أثناء النوبة يكون بالراحة التامة وعلاج السبب وتناول الكورتيزون تحت إشراف الطبيب وتناول مدرات البول أحيانا واستعمال مهدئات لجهاز التوازن وموسعات الشرايين والابتعاد عن الأملاح في الطعام.
تيبس عظمة الركاب هذا المرض يصيب السيدات بين 20 إلى 30 عاما ويصيب الأذن الأخرى لدى 75% منهم والحمل يزيد من مضاعفاته كما أنه يصيب عائلات وتتمثل الأعراض بضعف في السمع يزداد مع الوقت ويصحبه طنين وأحيانا دوار أثناء الحالة أو بعد الجراحة. والعلاج إما بالجراحة لاستئصال أو تبديل عظمة الركاب أو ارتداء سماعة.
ورم عصب الاتزان ويشكو المريض من طنين بأذن واحدة ثم يشعر بضعف سمع مع دوار خفيف وقد يتطور إلى ألم في نصف الوجه مع ضعف الرؤية وشلل عصب الوجه وقيء وصداع شديد وأحيانا فقدان الوعي.
للدوار المرضي أسباب كثيرة منها:
الدوار المركزي بسبب مرضي يؤدى إلى اضطراب نظام التوازن داخل المخ أو جزع المخ أو المخيخ ومن أمثلته نزيف داخل المخ، التصلب العصبي المتعدد، أورام المخ. أمراض التلف والتآكل الوراثية في أغلفة الأعصاب، التهابات ميكروبية مع تجمع صديدي في أقسام التوازن المركزي بالمخ.
ويكون العلاج بالتشخيص السليم ثم عمل جلسات لإجراء تمارين محددة للرأس والرقبة لإعادة تهيئة وضع السائل والحبيبات داخل القنوات الهلالية للأذن الداخلية وبذلك يمكن إنهاء نوبة الدوار.