زرع الرئتين

الناقل : فراولة الزملكاوية | الكاتب الأصلى : مـ الروح ـلاك | المصدر : forum.te3p.com

تشكيل فريق مصري بقصر العيني لزرع الرئة

أكد الدكتور أشرف حاتم أستاذ أمراض الصدر بطب القاهرة ومدير عام مستشفيات جامعة القاهرة أنه تم تشكيل فريق مصري متكامل من أطباء قصر العيني لإجراء عمليات زرع الرئة‏.


خاصة بعدما تمت الموافقة النهائية علي قانون زرع الأعضاء في مصر‏,‏ مما يعني المساهمة في حل مشكلة مالا يقل عن‏20‏ ألف مريض مصري بحاجة إلي زرع الرئة والذين يمثلون نسبة‏10%‏ من مرضي السدة الرئوية المزمنة و‏10%‏ من مرضي تليف الرئة‏.‏









وسيتولي الفريق المصري وضع القواعد اللازمة وتقييم المرضي الذين سيوضعون علي قوائم الانتظار مع الاشتراك في وضع الضوابط التي تمنع الاتجار والأساليب غير المشروعة والشفافية والمساويء في إجراء تلك العمليات بالمستشفيات بخاصة المراكز الكبري التي تتوافر فيها الإمكانيات اللازمة لعمل تلك العمليات والعناية بالمرضي بعد إجرائها‏.‏


يذكر أنه تمت حالتان فقط لزرع الرئة في مصر ولكن بشكل جزئي لكنهما فشلتا‏.

واليوم في ظل القانون الجديد والفريق الذي يضم أطباء الباطنة والجراحة ومعامل الأنسجة والطب الطبيعي ـ من زرع رئة كاملة من حديثي الوفاة مما يرفع نسب نجاح هذه الجراحات‏,‏ وبالتالي تتاح لهم فرصة العودة لممارسة حياتهم بصورة شبه طبيعية كأعضاء فاعلين في المجتمع‏.‏


وكانت قضية زرع الرئة من أهم مناقشات المؤتمر الـ‏75‏ للجمعية الأمريكية لأطباء الصدر الذي عقد في سان ديجو بكاليفورنيا


لتعيد الحياة إلي الرئة باعتبارها بوابة الحياة‏,‏ وذلك بحضور عدد كبير من الأطباء المصريين‏.

إضافة إلي مناقشة الجديد في علاجات أمراض الربو الشعبي وحساسية الصدر والأنف‏.



حيث دارت المناقشات حول القواعد التي وضعتها استيفني ليفن من مركز زراعة الأعضاء في سان انطونيو لزرع الرئة بجامعة تكساس

وكيفية اختيار المرضي والمتبرعين والأخلاقيات الواجب توافرها لعمل زراعة الرئة أو الرئتين والقلب مع الخطوات اللازم عملها لإنشاء مراكز لزراعة الأعضاء في المستشفيات العامة والجامعية‏.


مشيرة إلي اتباع القواعد الحاكمة لاختيار الشخص المزروع له فص أو رئة أو رئتين أو قلب‏,‏ وأسباب الاختيار وأولويات الزراعة مع ضرورة وجود شبكة قومية تحكم هذه القواعد مع توافر الخبرة للفريق الطبي من جراحين وباطنيين ومعامل وتمريض لعمل العملية ومتابعة المرضي بعد إجرائها‏.‏


وكانت الجمعية الأمريكية قد قامت بحملة ضخمة لمكافحة التبغ بدأت عام ‏1965‏ وأتت ثمارها عام ‏2005‏ بصدور حكم تاريخي علي شركات التبغ بدفع تعويضات للمدخنين أكثر من‏200‏ مليار دولار وخلال هذا المؤتمر احتفلت الجمعية بمرور‏75‏ سنة علي إنشائها‏,‏





واستعرضت خلال جلساتها العلامات الفارقة خلال ال‏75‏ عام الماضية من تحويل تخصص الأمراض الصدرية من تخصص لمكافحة الدرن فقط إلي تخصص لمكافحة جميع أمراض الجهاز التنفسي أثناء النوم‏.

‏وأحدث إنجازاتها ربط أعضائها عن طريق الشبكة العنكوبتية لعمل استشارات مع الأساتذة في مختلف الجامعات العالمية خاصة الحالات النادرة أو التي تحتاج لتدخل غير موجود في الدول النامية مع إمكانية مساعدة المرضي علي الوصول إلي المكان الملائم لعلاج تلك الحالات‏.‏


ومن ضمن‏2000‏ بحث نوقشت في هذا المؤتمر‏,‏ كان لمصر‏20‏ بحثا مختلفا تم تقديمها من الجناح المصري علي مستوي العالم‏.

وتناقش الأبحاث المصرية أمراض الغشاء البللوري

وخاصة الانسكاب البللوري الذي يحدث بسبب الفشل الكبدي والاستسقاء واستخدام الأشعة المقطعية في تحديد حجم الضيق الموجود بالقصبة الهوائية وطرق حديثة وغير مكلفة لعمل غسيل لمرضي الرعاية المركزة‏.‏


كما تم عرض طرق حديثة لفتح ورم القصبة الهوائية غير القابل للاستئصال عن طريق استخدام الأشعة المقطعية في تحديد حجم الضيق الموجود في القصبة الهوائية مثل عمل المنظار الشعبي التداخلي لتحديد الحجم الصحيح للدعامة التي سوف يتم تركيبها لفتح ورم القصبة الهوائية غير القابل للاستئصال‏.‏



المنظار الشعبي

بعد إنعاش خلاياها التالفة بمحلول الأوكسجين
جراحة رائدة في زراعة الرئتين بعد تجديدهما



نجح فريق من الاطباء في القيام بجراحة رائدة من خلال زراعة رئتين بعد تجديدهما، وأخضعوا المريض خلال الجراحة لعملية زرع رئة تنطوي على رئتين تالفتين تم التبرع بهما، قبل أن يتم إنعاشهما في المختبر لجعلهما صالحتين للاستخدام، ووصف العلماء هذه العملية بالخطوة التي سيكون من شأنها أن تتعامل مع مشكلة النقص الحاد في الجهات المانحة أو المتبرعة التي تعاني منها بريطانيا. إنجاز جراحي جديد من نوعه، نجح على أثره فريق من الأطباء الإنكليز في معالجة أحد المرضى المصابين بمرض التليف الكيسي بمراحله المتقدمة، بوساطة تقنية جراحية رائدة، أخضعوه خلالها لعملية زرع رئة تنطوي على رئتين تالفتين تم التبرع بهما، قبل أن يتم إنعاشهما في المختبر لجعلهما صالحتين للاستخدام. وفي هذا السياق، تلقي صحيفة "التايمز" اللندنية الضوء على ذلك التدخل الجراحي المثير، وتقول إن ذلك المريض، ويدعى جيمس فينلايسون، هو أول بريطاني يخضع لتلك العملية، التي وصفها العلماء بالخطوة التي سيكون من شأنها أن تتعامل مع مشكلة النقص الحاد في الجهات المانحة أو "المتبرعة" التي تعاني منها بريطانيا. بعدها، تشير الصحيفة إلى أن فينلايسون، 24 عامًا، خرج من المستشفى نهاية الشهر الماضي بعد أن خضع للعملية على يد طاقم طبي في نيوكاسل. وأوضحت أن الرئتان لم تكونا صالحتين للاستعمال وقت التبرع بهما، لكن تم إصلاحهما بتقنية تُعرف بتقنية الرذاذ، تم خلالها ضخ محلول الأوكسجين عليهما. كما تكشف عن وجود ما يقرب من عشرة آلاف شخص ينتظرون الخضوع لعمليات جراحية مماثلة، تعينهم على إنقاذ حياتهم، لافتة في الوقت نفسه إلى تزايد ذلك الرقم بنسبة تقدر بحوالي 8 % كل عام. وتشير الصحيفة أيضًا إلى أن ما يقرب من ألف مريض من هؤلاء، إما أن يلقون حتفهم أثناء الانتظار، أو أن حالتهم المرضية تزداد سوءًا للدرجة التي لا تقوى فيها أجسامهم على الخضوع للعملية. وقد تبين – بحسب الصحيفة – أن نسبة تقدر بحوالي 80 % من الرئات التي يتم التبرع بها ترفض عمليات الزرع بسبب الالتهاب والتلف الذي يصيب العضو بعد وفاة الدماغ وكذلك مضاعفات العناية المركزة. من جهتهم، يقول العلماء إن البحث، الذي أجراه طاقم طبي في إدارة مستشفيات ﻤﺩﻴﻨﺔ ﻨﻴﻭﻜﺎﺴل ﺃﺒﻭﻥ ﺘﺎﻴﻥ وجامعة نيوكاسل، لم يقدم فقط فرصة إنقاذ حياة المرضى الذين يعانون من أمراض الرئة، بل قد يتم استخدامه أيضًا للمساعدة في عمليات زرع القلب. وفي هذا السياق، يقول أندرو فيشر، الباحث الرئيسي بالدراسة ويعمل في معهد الطب الخلوي في نيوكاسل، إن نجاح تقنية الرذاذ الجديدة أظهر القدرات الاستثنائية التي تقدمها. وتابع بقوله :" من بين جميع أعضاء الجسم القابلة للزراعة ويتم الحصول عليها من جهات مانحة، تعتبر الرئتان هي الأكثر عرضة للتلف. وهو ما يجعلها غير صالحة للزراعة في غالبية الحالات. نحن سعداء بأننا تمكنا من إجراء عملية زرع رئة ثنائية باستخدام رئتين تم التبرع بهما بعد تحويلهما لأعضاء صالحة للاستعمال". أما بول كوريس، المدير الأكاديمي لمعهد عمليات زرع الأعضاء في نيوكاسل، فيقول :" يمثل هذا الإجراء الجراحي الجديد فرصة حقيقية لعدد الأعضاء التي يمكننا أن نقدمها بصورة آمنة لعدد أكبر من المرضى، والحقيقة التي يمكننا التأكيد عليها هو أن عمليات زرع الأعضاء هذه يمكنها أن تغير حياة الأشخاص وتعمل على تبديلها رأسًا على عقب. وبالنسبة للرئتين اللتين قمنا باستخدامهما، فقد كانا سيدفنان أو سيحرقان مع جثة صاحبهما ( أو المتبرع )، لكن وبدلا ً من ذلك، تم إخراجهما، وإنعاشهما، ومن ثم استخدامهما لدى أحد الأفراد الذي كان يوشك على الموت". وتشير الصحيفة من جانبها إلى أن تلك التقنية، التي لم تستخدم سوى حفنة قليلة من المرات، معظمها في كندا، تتضمن على إزالة الأعضاء المتبرع بها وحفظها عند درجة حرارة الجسم العادية. وبعدها، يتم ضخ محلول من الأوكسجين والبروتينات والمركبات الغذائية على الأنسجة التالفة، ما يتيح للخلايا فرصة البدء في إصلاح أنفسها. ويضيف د. كوريس بقوله إن التعاون مع باقي المراكز المتخصصة في عمليات زراعة الأعضاء، والذي سيبدأ في العام الجديد، سوف يضمن وصول تلك الجراحة إلى المرضى بأسرع صورة ممكنة. فيما يقوم الطاقم البحثي في جامعة نيوكاسل باستكشاف سبل استخدام العلاج الجيني لمكافحة التهاب الرئتين من الجهات المانحة. وفي النهاية، يختم جون دارك، أستاذ جراحة القلب في جامعة نيوكاسل الذي أجرى تقنية الرذاذ والعملية الجراحية لفينلايسون، بإشارته إلى أن تلك الحالة أثارت احتمالية مضاعفة عدد عمليات زرع الرئة. وأضاف :" كما نتوقع أن تُقدِّم الرئات التي تعالج بهذا النحو أداء ً أفضل من كثير من الرئات التي يتم قبولها بالفعل. فمثل هذه الخطوة التحسينية لن تترجم فقط إلى زيادة عدد عمليات زرع الأعضاء، وإنما أيضًا إلى الاستشفاء بصورة أسرع، والبقاء لفترة أقصر في وحدة العناية المركزة، ومن ثم مغادرة المستشفى باكرًا".

الخلايا الجذعية.. بديلا عن زرع الرئتين





واشنطن ـ قال علماء بلجيكيون استخدموا خلايا جذعية جينية لتوليد أنسجة رئوية إن هذه الطريقة قد تشكل بديلاً عن عمليات زرع الرئتين بالنسبة للمرضى المصابين بمرض الرئة الانسدادي المزمن "المزمن والتليف الكيسي" والذي يحول دون تدفق الهواء من الرئتين.

وبحسب موقع "هلث داي نيوز"، فإن هذه تعدّ المرة الأولى التي تتأكد فيها إمكانية تحويل الخلايا الجذعية الجينية إلى مجاري هواء تشبه الخلايا والتوصل إلى صنع جهاز يحاكي القصبة الهوائية للبالغين.

وقالت الباحث ليندسي فان هوت من قسم علم الأجنة والوراثة في جامعة بروكسل الحرة "سوف تبذل جهود أخرى لزيادة عدد الخلايا ذات الطبيعة المختلفة من خلال إضافة بعض عوامل النمو لهذا النظام".

وأضافت ليندسي في الدراسة التي نشرتها مجلة "أبحاث أمراض التنفس" إنها ورفاقها سوف يجرون دراسات من أجل معرفة دور لخلايا الليفية في تطور الرئتين.

د. الضلعان مؤكداً الحاجة إلى الإعلام لإبراز منجزاتنا الوطنية في مجال الطب «2/2»

لن تختفي أمراض الرئتين مادام هنالك مدخنون!!


د. عبدالله الضلعان
حوار - عبدالله الطلحة
يوم امس الخميس تطرقنا في لقائنا مع د. عبدالله بن محسن الضلعان استشاري الامراض الصدرية والعناية المركزة وزراعة الرئتين في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث تطرقنا الى موضوع زراعة الرئتين وكيف ان البرنامج الطموح الذي انشئ لهذا الغرض قد حقق انجازات هائلة كان ثمارها نجاح تسع عمليات في هذا المجال في هذا العدد نستكمل لقاءنا مع الدكتور الضلعان:

مقارنة بغيرها
٭ ما مدى نجاح زراعة الرئتين مقارنة بزراعة الأعضاء الأخرى؟
- عملية زراعة الرئتين تختلف عن عمليات زراعة الأعضاء الأخرى كالكبد أو القلب أو الكلى. وكما نعلم فإن الكلى أنجح عمليات زراعة الأعضاء مقارنة بعمليات زراعة الأعضاء الأخرى وحياة المرضى بعد هذه العمليات قد تمتد إلى سنوات. إنما في زراعة الرئتين فإن الوضع يختلف لأن الرئتين هما على اتصال مباشر بالجو الخارجي بمعنى أن الهواء الذي نتنفسه يدخل إلى الرئتين، وبالتالي تعتبر الرئتان على اتصال مباشر بالهواء الخارجي بما يحمله هذا الهواء من ميكروبات أو ملوثات أخرى. وهذا سبب رئيسي لأن تكون عمليات زراعة الرئتين أقل نجاحاً من الأعضاء الأخرى نتيجة بعض الالتهابات والإصابات الجرثومية والمضاعفات الناتجة عن تعرض الرئتين للهواء الخارجي مباشرة. أيضاً هي من آخر الأعضاء التي فكر الأطباء في زراعتها ولكنها ليست جديدة جداً، إنما مقارنة بالأعضاء الأخرى أقل عدداً في الزراعة. أصبحت نسب النجاح في زراعة الرئتين أكبر بكثير من السابق نظراً للخبرة التي تراكمت وتوافرت مع الوقت وتطور أنواع العلاج بالذات مثبطات المناعة والتطور في المضادات الحيوية وأنواعها والتطور في الطرق التشخيصية.
والزراعة بالمفهوم العام هي أن تأتي بعضو جديد وهو الرئة في هذه الحالة (أو الرئتين) من شخص آخر متوفى دماغياً لتضعها في صدر إنسان آخر حي لديه فشل في الجهاز التنفسي نتيجة لمرض ما. ومن ناحية تقنية هي ليست معقَّدة إلى حد ما، فهي عبارة عن توصيل بعض القصبات الهوائية وتوصيل الأوعية الدموية، هذا باختصار وتبسيط. لكن المهم في عملية زراعة الرئتين ليس العملية في حد ذاتها (بالرغم من أهمية العملية طبعاً وأهمية أن يقوم بها جراح ماهر)، إنما الأهم هو ما قبل وبعد الزراعة، وهذا هو المهم جداً في عملية زراعة أي عضو كما أنه هو الذي يحدد نسَبْ نجاح عمليات الزراعة. فالنجاح الرئيسي هو نتاج التحضير الجيد قبل العملية ثم الرعاية الطبية الجيدة بعدها.

شح التبرع
٭ ما العقبات التي تواجهكم سواء بالنسبة للمريض المستقبل للعضو أو الشخص المتبرع أو من ناحية الإمكانات المادية وغيرها؟
- أهم العقبات التي تواجهنا هنا في المملكة العربية السعودية هي شح التبرع بالأعضاء، وهذا ناتج عن أمور قد تكون دينية أو ثقافية. ودينياً كانت هناك فُتيا من هيئة كبار العلماء أنه يجوز التبرع بالأعضاء، إنما كان هناك بعض المشايخ يرون غير ذلك، وبالتالي أصبح الناس مترددين، وأغلب الحالات (وقد تكون كل الأعضاء) التي زرعناها هي من المتوفين دماغياً غير السعوديين، إنما هم يقيمون في المملكة العربية السعودية. وهذه العقبة (شُحّ الأعضاء) موجودة في جميع أنحاء العالم فنحن حينما كنا في الولايات المتحدة الأمريكية كان معدل وقت الانتظار للحصول على الرئتين من 18 إلى 24 شهراً أي من سنة ونصف السنة إلى السنتين، وهذا يعتبر وقتاً طويلاً إلى حد ما لأنه كما ذكرت في بداية الحديث أن التبرع بالرئتين وعملية زراعة الرئة هي أقل من غيرها مقارنة بالأعضاء الأخرى. والنقطة الأخرى من العقبات التي تواجه عمليات زراعة الرئتين هي نقص التدريب في غرف العناية المركزة في الأماكن الأخرى بمعنى أن أطباء العناية المركزة في مستشفيات متفرقة من المملكة ينقصهم التدريب للمحافظة على العضو في الإنسان المتوفى. فعندما تحدث حالة وفاة في مستشفى ما أو في عناية مركزة ما، هناك أشياء معينة يقوم بها طبيب العناية المركزة في ذلك المستشفى أو في تلك العناية المركزة وهي المحافظة على جسم الإنسان الميت، وبالتالي المحافظة على أعضائه إلى أن يتم استئصالها وأخذها إلى الإنسان الذي سيستفيد منها. إن نقص التدريب في هذا الجانب يجعلنا نخسر كثيراً من الأعضاء فحتى لو أخبرونا بأن هناك متبرعاً وذهبنا لإخراج العضو نجده تالفاً، وهذه من النقاط المهمة جداً وإن شاء الله في المستقبل يتم تدريب الكثير من أطباء العناية المركزة في هذا الجانب. أحياناً تكون هناك قلة التواصل بين مراكز زراعة الأعضاء وبين مستشفيات المملكة الأخرىِ. وأغلب التواصل الآن هو بيننا وبين مستشفيات الرياض وهناك تعاون بيننا وبين مستشفيات الكويت وقطر، لكن التواصل ليس شائعاً، وبالتالي قد يفوتنا متبرعون كثر في أماكن أخرى في المملكة بمدنها المختلفة، بالنسبة للعقبات الأخرى وهي الدعم المادي والدعم اللوجستي والمواصلات فقبل فترة كان عندنا متبرع بعضو والمستفيد من العضو موجود في الطائف وكان لا بد من نقل المستفيد من العضو بأسرع وقت ممكن إلى الرياض حتى يتم التحضير للعملية فواجهنا مشكلة الحصول على مقعد في الخطوط السعودية لإحضار المريض في الوقت المناسب، فلو كان هناك تنسيق أفضل بحيث يذهب الإخلاء الطبي ويأتي بالمريض المستفيد من العضو، لأن ليس كل المرضى من الرياض فهناك مرضى في نجران ومن الطائف وجازان ومن كل مكان في المملكة، وبالتالي يُؤتى بهذا الشخص في الوقت المناسب ليتم التحضير للعملية أو يتم التنسيق مع الخطوط السعودية بحيث أن هؤلاء المرضى يكون معهم بطاقات معينة أو أوراق أو تقارير حتى انه حينما يذهب مباشرة إلى الخطوط السعودية يستطيع الحصول على مقعد ويأتي إلى الرياض فوراً. هذه أغلب العقبات تقريباً.






في حالة جيدة
٭ كيف يتم اختيار الرئة المُتبرَّع بها؟
- يتم قبول الرئة المُتبرَّع بها إذا كانت في حالة جيدة ومطابقة للمعايير الطبية المطلوبة لقبول هذا العضو للزراعة على سبيل المثال لا الحصر أن لا يكون هناك آثار لالتهاب أو إصابة أو سوائل في الأشعة السينية. أن يكون الأكسجين عند مستوى أو أكثر من 300 ملم زئبق، وأن لا يكون هناك افرازات مخاطية كثيفة وأن يخلو المتبرع من الأمراض الفيروسية المعديَّة، وغيرها. وفوق ذلك كله أن تكون فصيلة الدم مطابقة لفصيلة دم المستفيد.

الأنواع
٭ ما أنواع عملية زراعة الرئتين؟
- (1) زراعة رائدة واحدة.
(2) زراعة رئتين.
(3) زراعة رئتين وقلب.
الذي يحدد حاجة المريض لرئة أو رئتين أو رئتين وقلب، هو نوع المرض الرئوي، وحالة القلب كذلك. فمثلاً يمكن زرع رئة واحدة لمرضى الانتفاخ الرئوي (Emplysewa) والتليف الرئوي (Lung Fibrosts)، ولكن لا يمكن زراعة رئة واحدة لمريض يعاني من مرض التوسع في الشعب الهوائية المزمن (Bronchiactasiz)، لأن الرئة المريضة سوف تتسبب بالتهابات الرئة المزروعة نتيجة وجود كميات كبيرة من الافرازات المليئة بالميكروبات في الحويصلات المتكدسة في هذه الرئة.
كما أن هناك حالات مثل مرض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي الذي تسبب في فشل متأخر لعضلة القلب اليمنى ففي هذه الحالة ربما يحتاج المريض لزراعة رئتين وقلب، وهكذا.

الرعاية اللاحقة
٭ ماذا بعد عملية الزراعة؟
- يمكث المريض تحت عناية طبية فائقة بعد العملية مباشرة في غرفة العناية المركزة. ويُعطى في هذه المرحلة جرعات عالية من أدوية مثبطات المناعة لمنع رفض العضو. كما يُعطى مضادات حيوية للوقاية من الالتهابات الجرثومية مع بعض الأدوية المساعدة الأخرى.
تختلف المدة التي يمضيها المريض في العناية المركزة من مريض لآخر حسب سير الأمور الطبية. وتكون هذه المدة ما بين 3 - 7 أيام في أحسن الأحوال يتم بعدها نقل المريض إلى الجناح الطبي العادي ليكمل برنامج العلاج الطبي والتأهيلي.
تتم متابعة المريض بعد الخروج من المستشفى عن قرب بحيث يُراجع المريض عيادة طبية بعد أسبوعين، ثم ستة أسابيع ثم كل ثلاثة أشهر لمدة عام أو عامين ثم كل ستة أشهر بعد ذلك بحيث يُعمل في كل زيارة عدد من الفحوصات المخبرية والإشعاعية وكذلك وظائف الرئة. وربما يتم أيضاً إجراء منظار للرئة وأخذ عينات حسب تقييم الطبيب لحالة الرئة والحالة العامة للمريض.

المضاعفات
٭ لا بد أن يكون هناك مضاعفات للعملية فما هي المضاعفات المحتملة بعد العملية؟
- أبرز المضاعفات:
(1) الالتهابات الجرثومية:
وخصوصاً البكتيرية، وهذه الالتهابات أكثر ما تكون عندما يكون المريض في العناية المركزة مباشرة بعد عملية الزراعة بسبب إعطاء المريض جرعات عالية من مثبطات المناعة. وغالباً ما يكون من السهل علاج هذه الالتهابات إلا في بعض الأحوال التي تكون فيها هذه الجراثيم من الأنواع النادرة أو الفطرية الصعب علاجها.
وتستمر إمكانية حصول هذه الالتهابات فيما بعد نظراً لتثبيط المناعة ولكن بشكل أقل منها على سبيل المثال السُّل (الدرن) الرئوي، وبعض أنواع الفطريات.
(2) الرفض الحاد:
ويحصل عند بعض المرضى بين الحين والآخر. وتقل إمكانية حدوثه مع تقدم الفترة ما بعد العملية وعادة ما يتم علاجه بشكل فعَّال في أغلب الأحوال. المهم هو أن يتم تشخيص الرفض في الوقت المناسب. وعلاج الرفض الحاد مهم لأن تكراره أيضاً سبب في حصول الرفض المزمن.
(3) الرفض المزمن: يحدث هذا بعد عدة سنوات (سنتان فما فوق) عند ما يقارب من 50٪ من المرضى. ويتم علاجه بإعطاء جرعات أكثر ونوعيات أخرى من أدوية مثبطات المناعة. ويمكن التعايش معه لسنوات طويلة.
وهذا الرفض الذي يأتي على شكل التهابات في الشعيرات الهوائية الصغيرة، هو السبب الرئيسي للفشل الرئوي مع تقدم الزمن بعد الزراعة.
(4) هناك بعض المضاعفات الأخرى الناتجة عن الأعراض الجانبية للأدوية، مثل ارتفاع ضغط الدم، والسكري وأحياناً تدهور في وظائف الكلى وغيرها من بعض المضاعفات التي لا يتسع المجال لذكرها.

تحسن التقنية
٭ ما معدلات البقاء بعد إجراء عملية الزراعة؟
- نحمد الله تعالى أنه بتحسن التقنية الجراحية، والتطور في مجال الأدوية المثبطة للمناعة والتقدم في إنتاج مضادات حيوية جديدة وكذلك التطور في تقنية التشخيص كل هذا رفع من معدلات البقاء بعد الزراعة.
معدلات البقاء تختلف من مركز طبي لآخر، ولكن تتراوح ما بين 50 - 60٪ بعد خمس سنوات من الزراعة في أغلب الأحوال. ولكن لا بد من ذكر أن هناك حالات عدة يستمر فيها عمل العضو الجديد لأكثر من عشر سنوات.

مقارنة بغيرها
٭ ما مدى نجاح زراعة الرئتين مقارنة بزراعة الأعضاء الأخرى؟
- عملية زراعة الرئتين تختلف عن عمليات زراعة الأعضاء الأخرى كالكبد أو القلب أو الكلى. وكما نعلم فإن الكلى أنجح عمليات زراعة الأعضاء مقارنة بعمليات زراعة الأعضاء الأخرى وحياة المرضى بعد هذه العمليات قد تمتد إلى سنوات. إنما في زراعة الرئتين فإن الوضع يختلف لأن الرئتين هما على اتصال مباشر بالجو الخارجي بمعنى أن الهواء الذي نتنفسه يدخل إلى الرئتين، وبالتالي تعتبر الرئتان على اتصال مباشر بالهواء الخارجي بما يحمله هذا الهواء من ميكروبات أو ملوثات أخرى. وهذا سبب رئيسي لأن تكون عمليات زراعة الرئتين أقل نجاحاً من الأعضاء الأخرى نتيجة بعض الالتهابات والإصابات الجرثومية والمضاعفات الناتجة عن تعرض الرئتين للهواء الخارجي مباشرة. أيضاً هي من آخر الأعضاء التي فكر الأطباء في زراعتها ولكنها ليست جديدة جداً، إنما مقارنة بالأعضاء الأخرى أقل عدداً في الزراعة. أصبحت نسب النجاح في زراعة الرئتين أكبر بكثير من السابق نظراً للخبرة التي تراكمت وتوافرت مع الوقت وتطور أنواع العلاج بالذات مثبطات المناعة والتطور في المضادات الحيوية وأنواعها والتطور في الطرق التشخيصية.
والزراعة بالمفهوم العام هي أن تأتي بعضو جديد وهو الرئة في هذه الحالة (أو الرئتين) من شخص آخر متوفى دماغياً لتضعها في صدر إنسان آخر حي لديه فشل في الجهاز التنفسي نتيجة لمرض ما. ومن ناحية تقنية هي ليست معقَّدة إلى حد ما، فهي عبارة عن توصيل بعض القصبات الهوائية وتوصيل الأوعية الدموية، هذا باختصار وتبسيط. لكن المهم في عملية زراعة الرئتين ليس العملية في حد ذاتها (بالرغم من أهمية العملية طبعاً وأهمية أن يقوم بها جراح ماهر)، إنما الأهم هو ما قبل وبعد الزراعة، وهذا هو المهم جداً في عملية زراعة أي عضو كما أنه هو الذي يحدد نسَبْ نجاح عمليات الزراعة. فالنجاح الرئيسي هو نتاج التحضير الجيد قبل العملية ثم الرعاية الطبية الجيدة بعدها.

شح التبرع
٭ ما العقبات التي تواجهكم سواء بالنسبة للمريض المستقبل للعضو أو الشخص المتبرع أو من ناحية الإمكانات المادية وغيرها؟
- أهم العقبات التي تواجهنا هنا في المملكة العربية السعودية هي شح التبرع بالأعضاء، وهذا ناتج عن أمور قد تكون دينية أو ثقافية. ودينياً كانت هناك فُتيا من هيئة كبار العلماء أنه يجوز التبرع بالأعضاء، إنما كان هناك بعض المشايخ يرون غير ذلك، وبالتالي أصبح الناس مترددين، وأغلب الحالات (وقد تكون كل الأعضاء) التي زرعناها هي من المتوفين دماغياً غير السعوديين، إنما هم يقيمون في المملكة العربية السعودية. وهذه العقبة (شُحّ الأعضاء) موجودة في جميع أنحاء العالم فنحن حينما كنا في الولايات المتحدة الأمريكية كان معدل وقت الانتظار للحصول على الرئتين من 18 إلى 24 شهراً أي من سنة ونصف السنة إلى السنتين، وهذا يعتبر وقتاً طويلاً إلى حد ما لأنه كما ذكرت في بداية الحديث أن التبرع بالرئتين وعملية زراعة الرئة هي أقل من غيرها مقارنة بالأعضاء الأخرى. والنقطة الأخرى من العقبات التي تواجه عمليات زراعة الرئتين هي نقص التدريب في غرف العناية المركزة في الأماكن الأخرى بمعنى أن أطباء العناية المركزة في مستشفيات متفرقة من المملكة ينقصهم التدريب للمحافظة على العضو في الإنسان المتوفى. فعندما تحدث حالة وفاة في مستشفى ما أو في عناية مركزة ما، هناك أشياء معينة يقوم بها طبيب العناية المركزة في ذلك المستشفى أو في تلك العناية المركزة وهي المحافظة على جسم الإنسان الميت، وبالتالي المحافظة على أعضائه إلى أن يتم استئصالها وأخذها إلى الإنسان الذي سيستفيد منها. إن نقص التدريب في هذا الجانب يجعلنا نخسر كثيراً من الأعضاء فحتى لو أخبرونا بأن هناك متبرعاً وذهبنا لإخراج العضو نجده تالفاً، وهذه من النقاط المهمة جداً وإن شاء الله في المستقبل يتم تدريب الكثير من أطباء العناية المركزة في هذا الجانب. أحياناً تكون هناك قلة التواصل بين مراكز زراعة الأعضاء وبين مستشفيات المملكة الأخرىِ. وأغلب التواصل الآن هو بيننا وبين مستشفيات الرياض وهناك تعاون بيننا وبين مستشفيات الكويت وقطر، لكن التواصل ليس شائعاً، وبالتالي قد يفوتنا متبرعون كثر في أماكن أخرى في المملكة بمدنها المختلفة، بالنسبة للعقبات الأخرى وهي الدعم المادي والدعم اللوجستي والمواصلات فقبل فترة كان عندنا متبرع بعضو والمستفيد من العضو موجود في الطائف وكان لا بد من نقل المستفيد من العضو بأسرع وقت ممكن إلى الرياض حتى يتم التحضير للعملية فواجهنا مشكلة الحصول على مقعد في الخطوط السعودية لإحضار المريض في الوقت المناسب، فلو كان هناك تنسيق أفضل بحيث يذهب الإخلاء الطبي ويأتي بالمريض المستفيد من العضو، لأن ليس كل المرضى من الرياض فهناك مرضى في نجران ومن الطائف وجازان ومن كل مكان في المملكة، وبالتالي يُؤتى بهذا الشخص في الوقت المناسب ليتم التحضير للعملية أو يتم التنسيق مع الخطوط السعودية بحيث أن هؤلاء المرضى يكون معهم بطاقات معينة أو أوراق أو تقارير حتى انه حينما يذهب مباشرة إلى الخطوط السعودية يستطيع الحصول على مقعد ويأتي إلى الرياض فوراً. هذه أغلب العقبات تقريباً.

شروط النجاح
٭ ما شروط نجاح برامج زراعة الأعضاء؟
- أعتقد أن الشرط الأول لنجاح أي برنامج هو توفر التدريب المناسب في القائمين على البرنامج، فالتدريب الدقيق في علم زراعة الأعضاء مهم جداً.
فلابد أن يتم تدريب خاص في زراعة الرئتين في برنامج متكامل بعد أن ينتهي الطبيب من التدريب في الأمراض الصدرية العامة وهناك متطلبات لا بد من اجتيازها والحصول عليها لأخذ رخصة ممارسة برنامج زراعة الرئتين. وهذه المتطلبات في أمريكا على سبيل المثال تصدر من هيئة تُسمَّى (U.N.O.S)، وهذه هيئة كبيرة في أمريكا تنظم زراعة الأعضاء وبالذات زراعة الرئتين ولها شروط معينة لأي طبيب يقود برنامج زراعة الرئتين. فالتدريب بالنسبة للأطباء أمرٌ مهم جداً، الأمر الثاني هو تكامل الفريق من ناحية التخصصات جميعها بمعنى أن يكون هناك استشاريون لزراعة الرئتين من الناحية الطبية وزراعة الرئتين من الناحية الجراحية، وهناك منسقون للزراعة بحيث يتم الاتصال بينهم وبين (المركز السعودي لزراعة الأعضاء مثلاً) وهناك ممرضون وممرضات تلقوا نوعاً من التدريب في برنامج زراعة الرئتين. وكذلك أطباء التخدير لا بد أن تكون لهم خبرة في عمليات زراعة الرئتين، ولا بد أن تكون هناك أسِرّة مجهزة في المستشفى لهذا الموضوع سواء في العناية المركزة أو في أماكن أخرى، وتوفر الأدوية المناسبة (مثل المثبطة للمناعة وغيرها) والتي يحتاجها طبيب زراعة الرئتين وهكذا، أي بمعنى تكامل الفريق في جميع التخصصات مع الدعم اللوجستي والدعم الإداري، هذه كلها هي سر نجاح أي برنامج علاجي في جميع أنحاء العالم. بالإضافة إلى بعض الإمكانات التي ذكرناها في البداية والتي هي سهولة نقل المريض المستفيد أو العضو الذي ينقل إلى المريض، لأن العضو لا يمكن أن يمكث خارج جسم المريض المتوفى وخارج جسم المستقبل لهذا العضو أكثر من ست ساعات بالنسبة للرئتين، وهذه الست ساعات لا بد أن يتم من خلالها نقل العضو وفتح صدر المريض المستقبل ونزع الرئة القديمة ووضع الرئة الجديدة وإغلاق الصدر. هذا العمل كله لا بد أن يتم خلال ست ساعات، وقد يأتي العضو من الكويت أو قطر أو من مكة أو من أماكن بعيدة في المملكة والمستفيد من هذا العضو في مكان آخر هنا أهمية سرعة النقل خلال فترة وجيزة.

تفاعل الإعلام
٭ ما مدى تفاعل الإعلام مع المنجزات الوطنية التي تحدث في البلد من طفرة طبية؟ وما مدى معرفة زملائكم الأطباء من الدول العربية وغيرها بهذه المنجزات التي وضعت المملكة في مقدمة الدول العربية في المجال الطبي؟
- هناك نقص معلوماتي عن إنجازات البلد الحضارية لدى مواطني المملكة فما بالك بالنسبة للشعب العربي ككل! والمعنى أن هناك إنجازات طبية لا يعرفها المواطن وهذا بسبب التقصير من الإعلام أو ربما تقصير أيضاً من القائمين على هذه الإنجازات. بلدنا المملكة حقق إنجازات هائلة في مجالات كثيرة من ضمنها المجال الطبي. ويكاد يكون بلدنا أكثر بلد في العالم العربي نجاحاً في الأمور الطبية سواء في التعليم الطبي أو الرعاية الطبية، ومع ذلك إلى الآن هذه المعلومة ليست مشاعة وليست موجودة في بعض البلدان العربية التي زرناها وإن وجدت إلا أنها ليست بشكل شائع.
من هنا يجب على الإعلام أن يُعرِّف المواطن والمواطنين في الدول الأخرى بتلك الإنجازات الطبية الهائلة التي تحققت في المملكة. فالإعلام السعودي هو أكثر الإعلام العربي من ناحية الكم والكيف فمثلاً نحن الآن نسيطر على أغلب الفضاء الإعلامي العربي فأغلب الفضائيات سعودية ومع ذلك ما زالت النظرة عنا إلى الآن محدودة فأنا أعتقد أن لدينا نقصاً في التعريف عن منجزاتنا الوطنية ومنها الطبية نتيجة لتقصير الإعلام في ذلك.
الإخوة في البلاد العربية إلى الآن لا ينظرون إلينا على أننا فعلاً تفوقنا عليهم طبياً.

نجاح عملية زراعة رئتين لمريضة تعاني من مرض مزمن في السعودية
د. اسكندر القثمي لـ«الشرق الأوسط»: هذه ثالث عملية ناجحة نجريها على مستوى الشرق الأوسط

جدة: سهام الصالح
نجح فريق طبي سعودي في اجراء عملية زرع رئتين لمريضة سعودية تبلغ من العمر 30 عاما، بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث بجدة. وأجريت العملية الدقيقة بنجاح تام استغرقت فيها 6 ساعات بخبرة سعودية كاملة، حيث قام بإجرائها الدكتور اسكندر سليمان القثمي، رئيس الفريق الطبي واستشاري جراحة القلب والصدر بمساعدة الدكتور سالم الفيفي، استشاري الأمراض الصدرية وزراعة الرئتين وفريق طبي متكامل في التخدير وزراعة الاعضاء من اطباء وممرضين وفنيين.
وفي حديث مع رئيس الفريق الطبي الدكتور اسكندر سليمان القثمي قال: العملية تعتبر الثالثة التي يجريها على مستوى الشرق الاوسط وفي مستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة، فقد أجريت عملية لشاب سعودي عام 2001 وكان سبب فشل الرئتين هو التهاب صديدي مزمن، والآن المريض بصحة جيدة. وهناك مريض آخر تمت له زراعة رئة واحدة بنجاح عام 2002. أما بالنسبة للمريضة التي أجريت لها العملية، فقد كانت تعاني من فشل رئوي منذ عام 1999 وحولت عام 2004 من مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض مرفق معها كل التقارير وآراء الاطباء التي توضح فشلا في عمل الرئة ناتجا من ارتفاع ضغط الدم في الشريان الرئوي بسبب مقاومة شرايين الرئة لضغط الدم العالي جدا، مما أثر على ضعف عضلة القلب اليمنى وتوقف عمل الصمام الثلاثي الشرف ما بين (الأذين والبطين) الأيمن نتيجة للضغط العالي في الجهة اليمنى للقلب.
واستطاعت المريضة ان تقاوم لمدة خمس سنوات باتخاذ علاج دوائي لتوسيع شرايين الرئة وتخفيف الضغط عن القلب، لكن المشكلة تفاقمت في السنة الأخيرة واصبحت غير قادرة على القيام بأي حركة (شبه عاجزة) نتيجة لعدم وصول الدم المؤكسج بشكل كاف لخلايا الجسم مع اجهاد كبير لعضلة القلب اليمنى التي فشلت معها أي محاولة أخرى في العلاج.
وقد تقرر لها بمستشفى التخصصي بالرياض زراعة رئة وقلب كحل أمثل. ولما قدمت المريضة الى المستشفى التخصصي بجدة وبعد اجراء الفحوصات اللازمة لها حسب البروتوكول المتبع في المركز تبين ان القلب في حالة صحية معقولة الى حد ما ولا يحتاج الى زراعة ويستطيع تحمل عملية زراعة رئتين من دون أي خطورة. وتعيش المريضة حاليا حياتها الطبيعية. ومن المتوقع ان تظل المريضة تحت رعاية ومتابعة مكثفة لمدة ثلاثة اشهر، وهي اكثر الاشهر حساسية لسهولة تعرض الرئة لأي التهابات أو عدوى خارجية عن طريق الهواء الخارجي. ويجري للرئة المزروعة عادة تنظير وأخذ عينات للتحقق من عدم وجود أعراض تدل على التهابات، وبالتالي رفض الرئة المزروعة. وتجري هذه العمليات كل اسبوعين بعد زراعة الرئة وحتى سنة في فترات مختلفة يحددها الاطباء، كما من الضروري ايضا اجراء موازنة دقيقة لجرعات أدوية مثبطات المناعة (السايكلوسبورين) المساعدة على منع رفض العضو المزروع وأدوية أخرى تعطى للمريض.