كنت أريد أن أكون شيخاً من شيوخ الأزهر مجدداً في التفكير والحياة على نحو من كان يريد المتأثرون بالشيخ محمد عبده ، استعين على ذلك بما أسمع في الجامعة وما أقرأ من الكتب المترجمة ، وما أجد في الصحف ، وما ألتقط من أحاديث المثقفين ، فأصبحت وأنا أنشد انصرافاً عن الأزهر ، ونفوراً من دروسه وشيوخه ، وحرصاً على أهجر مصر وأعبر البحر إلى بل من هذه البلاد التي يطلب فيها العلم الواسع والأدب الراقي وتتغير فيها الحياة من جميع الوجوه .