أفغانستان: حزن وفوضى في تشييع جنازة رباني

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : بي بي العربية | المصدر : www.bbc.co.uk

تشييع رباني
اتَّهم كرزاي قتلة رباني باستخدام "الغش والخديعة".
وسط إجراءات أمنية مشدَّدة وأجواء من الحزن ومظاهر الغضب، جرت اليوم الجمعة في العاصمة الأفغانية كابول مراسم تشييع الرئيس السابق ورئيس مجلس السلم الأعلى، برهان الدين رباني، والذي كان قد قُتل في تفجير انتحاري استهدفه في منزله يوم الثلاثاء الماضي.
وقد شارك في مراسم التشييع التي جرت في القصر الجمهوري في كابول الرئيس الحالي حامد كرزاي، والذي تعهَّد بمواصلة يواصل عملية السلام التي كان رباني مكلَّفا بقيادة جهود التفاوض فيها مع حركة طالبان.
وأضاف كرزاي: "إن دم الشهيد وشهداء الحرية الآخرين يتطلَّب منَّا أن نواصل جهودنا حتى نتوصَّل إلى السلام والاستقرار".
 
"غدر وخديعة"
"إن دم الشهيد وشهداء الحرية الآخرين يتطلَّب منَّا أن نواصل جهودنا حتى نتوصَّل إلى السلام والاستقرار "
الرئيس الأفغاني حامد كرزاي
واتَّهم كرزاي قتلة رباني باستخدام "الغدر والخديعة"، وبانتهاك العادات والأعراف الأفغانية والإسلامية.
أمَّا نجل رباني، صلاح الدين، فقد خاطب المشيِّعين قائلا: "نشهد اليوم واحدا من أفدح الأحداث وأشدِّها حزنا في هذا الزمن السياسي الهام من تاريخ العالم".
وقد شارك وزيران باكستانيان في مراسم التشييع، وإن لوحظ غياب رئيس الحكومة الباكستانية.
يُشار إلى أن مشاعر غضب الأفغانيين تجاه باكستان كانت قد شهدت تصاعدا خلال الفترة الماضية، وذلك بسبب تزايد نفوذ إسلام آباد على المسلحين في البلاد.
وقال مراسل بي بي سي في كابول، ديفيد ليون، إن مشاعر من الحزن والوجوم سادت المكان لدى وصول جثمان رباني إلى التلَّة التي وُري جثمانه فيها الثرى، وهي تطلُّ على منزله في العاصمة.
لكن الوضع تبدَّل إلى نوع من الهرج والمرج عندما أطلقت الشرطة الرصاص في الجو لتفريق الحشود بعد أن ألقى بعض الأشخاص الأحجار على سيارات المسؤولين الحكوميين المشاركين في التشييع.
 
هتافات المشيِّعين
وقد هتف بعض المشيِّعين شعارات من قبيل: "الموت لأمريكا، الموت لباكستان، الموت لكرزاي".
وقالت أحد المشيِّعين لوكالة الأنباء الفرنسية، واسمه عناية الله، نحن جميعا نشعر بالحزن، فقد خسر الشعب هنا قائدا عظيما".
وأضاف قائلا إن أولئك الذين كانوا قد نظَّموا اللقاء بين رباني ومبعوثي طالبان المزعومين يجب أن يُحاسَبوا".
 
عمامة مفخَّخة
يُشار إلى أن رباني، الذي كان يبلغ من العمر 71 عاما، كان قد قضى في التفجير الذي استهدفه الثلاثاء خلال لقاء مع اثنين من عناصر حركة طالبان، أخفى أحدهما متفجرات في عمامته، قبل أن يفجِّرها لدى عناقه لرباني.
"نشهد اليوم واحدا من أفدح الأحداث وأشدِّها حزنا في هذا الزمن السياسي الهام من تاريخ العالم "
صلاح الدين رباني، نجل الرئيس الأفغاني الراحل برهان الدين رباني
وكان الرجلان قد وصلا إلى منزل رباني بصحبة معصوم استنقاذي، وهو أحد مساعدي رباني، وذلك وفقا لأحد المصادر، وإن كانت الروايات لا تزال متضاربة بشأن كيفية دخول المتفجرات إلى منزل رباني الذي يخضع لحراسة أمنية مشددة.
وقد استقبل رباني ضيفيه باعتبار أنهما يحملان رسالة هامة من حركة طالبان تتعلق بمحادثات السلام التي يشرف عليها.
وقد رفضت طالبان التعليق على عملية الاغتيال مؤكِّدة أنها بانتظار المزيد من المعلومات.
بينما ذكرت أجهزة الاستخبارات الأفغانية أن مجلس السلم الأعلى أخطأ بعدم إبلاغهم بأمر الاجتماع مع الرجلين لإجراء تحقيق حول ما إذا كانت توجد بالفعل رسالة تريد طالبان نقلها إلى رباني، أم أنها مجرَّد خديعة للإيقاع به.