أسقطت كبريات الصحف الجزائرية ركن "حظك مع الأبراج" من صفحات التسلية، في قرار أثار الكثير من التساؤلات لدى القراء حول الدوافع الحقيقية للإقدام على مثل هذا الإجراء، في الوقت الذي عزا مراقبون إسقاط "أبراج الحظ" من الصحف الكبيرة إلى تراجع شعبية هذا النوع من قراءة الطالع بينما قال آخرون إن السبب يكمن في طغيان الصفحات الإعلانية على حساب المادة التحريرية في هذه الصحف.
ومعروف في الجزائر أن شرائح واسعة من قراء الصحف التي توزع أكثر من مليوني نسخة يوميا يشترونها بدافع التسلية فقط وحل الكلمات المتقاطعة، وهناك فئة خاصة تقتني الصحف لقراءة طالع اليوم، وفي هذا السياق تقول السيدة سعاد وهي تشتغل سكرتيرة بإدارة جامعية، إنها "ليست من هواة قراءة الصحف المليئة بأخبار السياسة، ولكنها تسرع كل صباح لقراءة صحيفتها المفضلة، فقط من أجل معرفة ماذا يقول لها برجها".
وفعليا، لم تبق سوى الصحف الأسبوعية محافظة على تقليد نشر ركن "حظك مع الأبراج"، لكن الصحف اليومية خصوصا الكبرى من حيث التوزيع والمقروئية أسقطت منذ مدة هذا الركن، كما هو حال صحيفة الخبر (قرابة 600 ألف نسخة يوميا)، وصحيفة الشروق اليومي (أكثر من 400 ألف نسخة يوميا)، وصحيفة "الوطن" الناطقة باللغة الفرنسية، وصحيفة "النهار الجديد"، وصحيفة "اليوم"، ولوسوار دالجيري (مساء الجزائر بالفرنسية)، لاتريبون (المنبر بالفرنسية). ويقول جعفر حسن رئيس قسم المجتمع بصحيفة الخبر الأكثر توزيعا في الجزائر متحدثا إن قرار إسقاط ركن الأبراج "جاء عقب تلقي رسالة فتوى من مواطن لركن فتاوي بالجريدة، وكان هذا المواطن يسأل عن مدى جواز قراءة الأبراج في الصحف، فأجابه الشيخ أبو عبد السلام مسؤول ركن الفتوى بعدم جواز ذلك".
الأمر الذي دعا مسؤولي التحرير في الجريدة إلى مناقشة الأمر، وتم توسيع دائرة الاستشارة إلى شيوخ آخرين أجمعوا كلهم على عدم جواز قراءة أبراج الطالع، لأن "فيها نوعا من الشرك إذا كان قارئها يربط مصير تحركاته اليومية بما يقول طالعه في الصحيفة"، ويضيف جعفر قائلا إن "قراء كثيرين فرحوا بإسقاط الركن لكن قراء آخرين كذلك طالبوا بعودته، وفي النهاية تم الاحتكام للأغلبية التي كانت في صف إسقاط ركن حظك مع الأبراج".
أما صالح سليماني رئيس القسم الاقتصادي السابق بصحيفة "الوطن" الناطقة بالفرنسية، فيعتقد أن "إقدام بعض الصحف على إسقاط ركن قراءة الحظ له علاقة بعدم مردودية هذا الركن من الناحية المالية للجريدة"، مضيفا بالقول إن "زحف الصفحات الإعلانية بالجريدة يأتي في العادة على حساب عدة صفحات منها صفحة التسلية التي يوجد بها ركن الأبراج، وبالنتيجة تم التخلي عنه".
ولمن يتساءل عن هوية محرري ركن "حظك مع الأبراج" في الصحف الجزائرية، فالشائع بحسب ما ذكرت عدة مصادر متطابقة لـ"العربية.نت" أنهم من فئة الجنس اللطيف، وهن يشتغلن في القسم الاجتماعي، لكن المشكلة بحسب مراقبين تكمن في أن هؤلاء "العرافات" يتعاملن بسطحية كبيرة مع كتابة الأبراج.
ويقول أحد الإعلاميين رفض الكشف عن هويته، أنه "كثيرا ما ساعد زميلته المكلفة بكتابة ركن الأبراج، وكان يقول أي شيء لأصحاب الأبراج الأخرى غير أنه كان يدقق عندما يقترح أفكارا لبرج الحوت، لأنه ببساطة برج صديقته"، ويقول المتحدث إن "مسؤول التحرير في الصحيفة التي يعمل بها اكتشف هذا الأمر، فأمر على الفور بإسقاط ركن حظك مع الأبراج".