تعتبر المشروبات الغازية من الأشياء الضرورية في حياة الشباب، وذلك بالرغم من عدم وجود أي قيمة غذائية لها، بالإضافة إلى احتوائها على سعرات حرارية عالية نتيجة وجود كميات كبيرة من السكر، كما أنها تسبب عسر الهضم، وذلك لإحتوائها على مادة "البيكربونات" وهى مادة قوية، تعمل على تقليل حمض المعدة الذي يلعب دوراً هاماً في عملية الهضم، فتفقد الكثير من الإنزيمات الهاضمة قدرتها على الهضم، لأنها لا تعمل إلا في وسط حمضي والمياه الغازية تغير وسط المعدة إلى قلوي. وفي بحث يدق أجراس الخطر حول هذه المشروبات وخطورتها على صحة الإنسان، حذرت دراسة طبية من أن إكثار الرجال من تناول المشروبات الغازية، خصوصاً الداكنة منها التي تحتوي على كميات كبيرة من مادة "الكولا" ليصل إلى أكثر من ربع جالون يومياً يعرضون حيواناتهم المنوية بصورة كبيرة للتلف والتدمير. وأوضحت الأبحاث التي أجريت في هذا الصدد، أن الرجال الذين أعتادوا على كثرة استهلاك الكولا يعانون حدوث تراجع بمعدل 30 % في أعداد حيواناتهم المنوية بالمقارنة بالرجال الذين يتناولونها بصورة معتدلة وهو ما يعرضهم إلى مشكلات في الانجاب وإلى العقم في بعض الأحيان، طبقاً لما ورد بوكالة "أنباء الشرق الأوسط". وأرجع الباحثون هذة الحقيقة العلمية إلى احتواء هذه المشروبات على كميات كبيرة من الكافيين الضار الذي يؤثر سلباً في صحتهم. كما كشفت تقارير طبية أن المشروبات الغازية المحلاة بالسكر والفركتوز ترتبط بشكل كبير بزيادة مخاطر الإصابة بالنقرس لدى الرجال، بينما ولا يزيد تناول المشروبات الغازية التي لا تتضمن سعرات حرارية كبيرة "الدايت" من هذه المخاطر. وأوضح الدكتور "هيون كيه.شوي" أن المشروبات الغازية المحلاة تتضمن كميات كبيرة من الفركتوز وهو سكر مستخرج من الفواكه والذي يزيد من مستويات حمض اليوريك، وتوفر هذه النتائج اول دليل على ان الفركتوز والأغذية الغنية بالفركتوز تمثل عوامل مخاطر مهمة للإصابة بالنقرس. واستعان شوي وهو من جامعة كولومبيا البريطانية في فانكوفر والدكتور "جاري كورهان" من كلية طب هارفارد في بوسطن باستبيانات عن الطعام لتقييم مستويات استهلاك المشروبات الغازية والفركتوز لدى 46393 رجلا شملتهم دراسة "المتابعة الصحية المهنية" لم يكونوا يعانون من النقرس في بداية الدراسة وجرى تتبعهم على مدار 12 عاماً. ولوحظ اتجاه مماثل في استهلاك الفركتوز، فمقارنة مع الأفراد الذين استهلكوا أقل مستويات من الفركتوز، فإن هؤلاء الذين استهلكوا اعلى المستويات يواجهون مخاطر متزايدة للإصابة بالنقرس نسبتها 102 في المئة، كما يرتبط أيضاً استهلاك فواكه غنية بالفركتوز مثل التفاح والبرتقال بزيادة مخاطر الإصابة بالنقرس. كوكاكولا تحذر .. وقد أعلنت شركة كوكا كولا كبرى شركات المشروبات الغازية في العالم، أنها قررت إزالة مادة بنزوات الصوديوم "E211" بصورة تدريجية من منتجاتها بعد الكشف عن احتمال تسببها في النشاط المفرط وإتلاف الحمض النووي "DNA" لدى متناولي المشروبات الغازية التي تنتجها هذه الشركة. وأشارت الشركة إلى أنها ستزيل هذه المادة من كل عبوات دايت كوكاكولا بحلول أغسطس القادم، كما أشارت إلى أنها تريد إزالة بنزوات الصوديوم من منتجاتها الأخرى متى كان ذلك ممكناً، وأضافت أنها لم تعثر بعد على بدائل مقبولة لهذه المادة في مشروبات فانتا ودكتور بيبر. وحذر البروفيسور بيتر بايبر الخبير في الكيميائيات بجامعة شيفلد، من أن بنزوات الصوديوم تستطيع شل الطاقة الخلوية بالخميرة، وربما تحدث نفس المفعول لدى الإنسان، كما أن جامعة ساوث إنبتون اعتبرت بنزوات الصوديوم أحد سبع مواد تضاف للأغذية يرمز لها بحرف "E" يمكنها إن أضيفت إلى الفيتامين "A" أن تشكل مادة البنزول المسرطنة. وتنتج بنزوات الصوديوم بصورة طبيعية في بعض أنواع الفواكه، لكنها تستخدم بتركيز أكبر في المشروبات الغازية لمنعها من التعفن. يذكر أن بنزوات الصوديوم موجودة كذلك في منتجات شركة بيبسي مثل إيرن برو وبيبسي ماكس ولوكوزاد. أضرارها لا تنتهي ... ولا يقتصر تأثيرها على العقل فقط، بل أكدت دراسة حديثة أن المشروبات الغازية تحتوي على ما يعادل عشر ملاعق سكر، وهي كافية لتدمير فيتامين "B" الذي يؤدي نقصه في الجسم إلى سوء الهضم وضعف البنية والاضطرابات العصبية والصداع والأرق والتشنجات العضلية. وأشارت الدراسة إلى أن المشروبات الغازية تعمل على ضعف وهشاشة العظام، خصوصاً في سن المراهقة، حيث تؤثر على الاسنان لأنها تحتوي على أحماض الفوسفوريك والكاربونيك التي تسبب تآكل طبقة المينا الحامية للأسنان. وأوضحت الدراسة أن المشروبات الغازية تصنع من مادة الكولا التي تحتوي على مادة الكافيين التي تؤدي إلى زيادة ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم والسكر، وزيادة الحموضة، كما تسبب مادة الكولا الأرق لدى الأطفال واضطرابات في النوم. كما أكدت دراسة علمية حديثة أن المشروبات الغازية أو الفوارة تزيد من خطر التعرض لسرطان المرىء، موضحة أن هناك إرتباط قوى بين تناول المشروبات التى تحتوى على بيكربونات الصوديوم وسرطان المرىء. وأشارت أحدي الإحصائيات إلى زيادة نسبة تناول هذه المشروبات حيث كان المستهلك منها حوالى 10.8 جالون عام 1946 وأصبحت 49.2 عام 2000 إلى جانب أن سرطان المرىء يوثر على حوالي 14 ألف أمريكي ويتسبب فى وفاة 10 ألاف أمريكى سنوياً. وقد أثبت العلماء أن علاقة المشروبات الغازية بالسرطان ليست مصادفة، حيث تؤكد التجارب ان بيكربونات الصوديوم تسبب إنتفاخ فى المعدة مما يؤدى إلى إرتجاع العصارة المعدية والذى يعتبر من مسببت سرطان المرىء. وقد دعمت نتائج دراسة أجريت حديثاً على الفئران الشكوك التي تفيد بأن تناول المشروبات الغازية السكرية يرتبط بتطور أمراض الكبد. وقد أعلن عن نتائج الدراسة في المؤتمر السنوي للرابطة الأمريكية لدراسات أمراض الكبد الذي يعقد في ولاية بوسطن الأمريكية. وكشفت نتائج الدراسة أن الفئران التي تناولت كميات كبيرة من المياه المحلاة بالسكر أصيبت بأمراض الدهون الكبدية، وخاصة التي تناولت نوعا من السكر يعرف بالفركتوز، كما قل إقبال هذه الفئران على الطعام في حين حصلت على عدد أكبر من السعرات وزاد وزنها.
وتدعم هذه النتائج النظرية التي تفيد بأن تناول الفركتوز بكميات كبيرة يدمر الكبد ويزيد نسبة السموم.