-1- لو يذكر الزيتون غارسه لصار الزيت دمعا ! يا حكمة الأجداد لو من لحمنا نعطيك درعا ! لكنّ سهل الريح ، لا يعطي عبيد الريح زرعا ! إنّا سنقلع بالرموش الشوك و الأحزان ... قلعا ! و إلام نحمل عارنا و صليبنا ! و الكون يسعى ... سنظل في الزيتون خضرته ، و حول الأرض درعا !! -2- إنّا نحبّ الورد ، لكنّا نحبّ القمح أكثر و نحبّ عطر الورد ، لكن السنابل منه أطهر فاحموا سنابلكم من الأعصار بالصدر المسمّر هاتوا السياج من الصدور ... من الصدور ؛ فكيف يكسر ؟؟ إقبض على عنق السنابل مثلما عانقت خنجر! الأرض ، و الفلاح ، و الإصرار ، قل لي : كيف تقهر... هذي الأقانيم الثلاثة ، كيف تقهر ؟ *** -3- عيناك يا صديقتي العجوز، يا صديقتي المراهقة عيناك شحّاذان في ليل الزوايا الخانقة لا يضحك الرجاء فيهما ، و لا تنام الصاعقة لم يبق شيء عندنا ... إلّا الدموع الغارقة قولي : متى ستضحكين مرة ، و إن تكن منافقة ؟ ! * كفاك يا صديقتي ذئبان جائعان مصّي بقايا دمنا ، و بعدنا الطوفان و إن سغبت مرة ، لا تتركي الجثمان و إن سئمت بعدها ، فعندك الديدان إنّا خلقنا غلطة ... في غفلة من الزمان و أنت يا صديقي العجوز... يا صديقتي المراهقة كوني على أشلائنا ، كالزنبقات العابقة ! * الغاب يا صديقتي يكفّن الأسرار و حولنا الأشجار لا تهرّب الأخبار و الشمس عند بابنا معمية الأنوار واشية ، لكنها لا تعبر الأسوار إن الحياة خلفنا غريبة منافقة فابني على عظامنا دار علاك الشاهقة * أسمع يا صديقتي ما يهتف الأعداء أسمعهم من فجوة في خيمة السماء : " يا ويل من تنفست رئاته الهواء من رئة مسروقة !... ياويل من شرابه دماء ! و من بنى حديقة ... ترابها أشلاء يا ويله من وردها المسموم " !!