قارنت دراسة أميركية واسعة الضبط "المكثف" لسكر الدم (قرب مستوياته الطبيعية) بالضبط "القياسي" لدى مرضى سكري النوع الثاني المزمن، الأكثر تعرضا لأزمات القلب والسكتات، ووجدت أن النوع الأول لا يؤخر مخاطر تلف الكلى والعيون والأعصاب، رغم تأخيره مؤشرات مضاعفات أخرى، بحسب "معاهد الصحة القومية" الممولة للدراسة. وأفادت الدراسة التي نشرتها مؤخرا مجلة "لانسيت" الطبية الإلكترونية، ضمن عدد خاص عن داء السكري، وعرضت بملتقى جمعية السكري الأميركية بأورلاندو، أنه بمرور الوقت، يتلف السكري الأوعية الدموية الصغيرة بالعينين والأعصاب والكلى وغيرها، مسببا ألما وعجزا. كما أنه يؤدي أيضا إلى تلف الأوعية الدموية الكبيرة لمرض القلب المعتبر سببا رئيسا لوفاة مرضى السكري2. وأوضحت الدراسة أنه كلما طال مرض الشخص بالسكري، زادت احتمالات وخطورة مضاعفاته، كضعف البصر والعمى وتقرحات القدم وبترها، وأمراض الكلى والقلب والسكتات. مشكلات القلب شارك في الدراسة عشرة آلاف مريض بدين بالسكري 2، متوسط أعمارهم 62 عاما ومتوسط إصابتهم عشر سنوات، وتعرض ثلثهم لأمراض قلب سابقة، بينما لدى الآخرين عاملان على الأقل للإصابة، ومستويات سكر الدم لديهم مرتفعة، وتصل إلى 8.1% بمقياس هيموغلوبين A1C (معدل الأصحاء دون 6%). وقارنت الدراسة السريرية تأثير الضبط المكثف لسكر وضغط ودهون الدم بالضبط القياسي (المقبول سريريا) على مخاطر مشكلات القلب والشرايين بين المشاركين. وقال الباحث بجامعة كيس ويسترن ريزرڤ بكليڤلاند ومؤلف الدراسة الأول، الدكتور فرامرز إسماعيل بيغي أن التخفيض المكثف لسكر الدم خفّض بعض مؤشرات أمراض العيون والأعصاب والكلى مقارنة بالضبط القياسي للسكر. لكن لم تختلف معدلات تفاقم الفشل الكلوي واعتلال الأعصاب وفقدان البصر لدى مجموعة الضبط المكثف عن مجموعة الضبط القياسي. وفيات وهبوط وأدى الضبط المكثف لسكر الدم رغم فوائده لزيادة الوفيات، فاضطر الباحثون لوقفه في فبراير/شباط 2008 وتحويل مجموعته للضبط القياسي. وأظهرت نتائج المتابعة للثلاث سنوات ونصف الأولى وفاة 5% من مجموعة الضبط المكثف (مقابل 4% بمجموعة الضبط القياسي)، وتعرض 10.5% من الأولى لهبوط خطير بسكر الدم (مقابل 3.5% بالمجموعة الأخرى). كما هدفت الدراسة بشكل ثانوي إلى تحديد تأثيرات الضبط المكثف لسكر الدم قرب المستويات الطبيعية (مقارنة بضبطه قياسيا) على تلف الأوعية الدموية الدقيقة بالنسبة للأعضاء والأنسجة. فقد أثبتت دراسات سابقة أن خفض مستويات سكر الدم، للمشخصين حديثا بنوعي السكري الأول والثاني، قد خفف أمراض العيون والكلى والأعصاب. واستفادت الدراسة الجديدة من البيانات السابقة بدراسة فوائد خفض سكر الدم، وبمتابعة مرضى مزمنين وليسوا حديثي التشخيص. وكان مستوى سكر الدم المستهدف بالضبط المكثف باختبار A1C أقل من 6% عن مستواه الطبيعي لدى الأصحاء، وهو دون المستوى المستهدف في الدراسات السابقة، في حين كان المستوى المستهدف بالضبط القياسي يراوح بين 7% و7.9%. فروق طفيفة عولجت المجموعتان بأدوية أقرتها إدارة الدواء والغذاء تبعا لتوجيهات الأطباء. وقورنت مضاعفات السكري بالعيون والكلى والأعصاب لدى المجموعتين بعد ثلاث سنوات وسبعة أشهر، لدى توقف الضبط المكثف، وكذلك بعد خمس سنوات. وبلغ متوسط سكر الدم بمجموعة الضبط المكثف عند توقفه 6.4%، وارتفع إلى 7.2% بنهاية الدراسة، حيث بلغ بالمجموعة الثانية 7.5%، و7.6% بنهاية الدراسة. ولم تختلف المجموعتان في معدل تفاقم الفشل الكلوي وفقدان البصر الخطير واعتلال الأعصاب الطرفية. لكن مجموعة الضبط المكثف شهدت تدهورا أقل في اختبار الإبصار، وجراحات مياه بيضاء أقل بـ20% وأقل بـ30% لمؤشر مرض الكلى وزيادة مخاطر أمراض القلب، مقارنة بالمجموعة الأخرى. ولم تظهر اختبارات الإحساس الاهتزازي، (مؤشر على صحة الأعصاب)، فروقا بين المجموعتين، لكن مجموعة الضبط المكثف سجلت نتائج أفضل باختبارات الأعصاب الأخرى. ودمتم بصحـــــه دآئمـــــه