الفصد ... يخرج الدم الفاسد من الجسم ويحافظ على صحة الإنسان لا ينبغي قطع الوريد إلا للضرورة القصوى .. وثلاثون عرقاً جرت العادة بفصدها في البدن الفصد من العلاجات الشعبية التي كانت شائعة قديماً يعتبر الفصد من العلاجات الشعبية التي كانت شائعة قديماً ، وهو إحداث شق أو قطع في الوريد أو العرق ، وإسالة الدم منه. والفصد في الطب البديل ممارس منذ أقدم العصور ، وقد نبه أطباء المسلمين القدامى إلى أن الدم لا ينبغي إخراجه من جسم الإنسان إلا للضرورة القصوى ، وكانوا يفصدون المريض لإخراج الدم الفاسد من الجسم دفعاً للمرض وحفاظاً على صحة الإنسان . وفي فصد العروق والعروق التي جرت العادة بفصدها وكيفية فصدها وعوارضها وما ينبغي أن يتقدم في إصلاحها ، تحدث كل من الدكتور عبدالعزيز الناصر والدكتور علي التويجري في كتابهما بعنوان " الجراحة " وتحقيقهما وتعليقهما على المقالة الثلاثين من الموسوعة الطبية التعريف لمن عجز عن التأليف للعلامة رائد الجراحة الطبيب أبو القاسم الزهراوي حيث ذكر التالي : العروق التي جرت العادة بفصدها في البدن هي ثلاثون عرقاً منها في الرأس ستة عشر عرقاً العرقان النابضان اللذان خلف الأذنين المعروفان بالحثيثين والشريانان اللذان في الصدغين الظاهران والعرقان اللذان في مآقي العينين المعروفين بالناظرين والعرق المنتصب في وسط الجبهة والعرق الذي في طرف الأنف والودجان اللذان في العنق والعرقان اللذان في الشفة العليا من الفم والعرقان اللذان في الشفة السفلى وهي العروق المعروفة بالجهارك والعرقان اللذان تحت اللسان. وأما العروق التي تفصد في الذراع واليد فهي خمسة عروق أحدها القيفال وهو الذي من الجانب الوحشي وتسميه العامة عرق الرأس والأكحل وهو العرق الأوسط وهو مركب من شعبة الباسليق وشعبة من القيفال وتسميه العامة عرق البدن وهو الموضوع في الجانب الأنسي ويسمى أيضاً الابطي وتسميه العامة عرق البطن وحبل الذراع وهو الموضوع على الزند وهو الذي يبضع فيه وهو الذي يظهر فوق الابهام ظهوراً بيناً والأسيلم وهو العرق الذي بين الخنصر والبنصر له شعبتان. وفي الساق والرجل ثلاثة عروق أحدها الذي تحت نابض الركبة من الجانب الوحشي والثاني الصافن ومكانه عند الكعب من الجانب الوحشي وعرق النساء ومكانه عند العقب من الجانب الوحشي وفي الساق الآخرى ثلاثة عروق مثلها. وأما العرقان اللذان خلف الأذنين فمنفعة فصدهما للنزلات المزمنة وللشقيقة وللسعفة وقروح الرأس الردية المزمنة. فصد عرق الجبهة لعلل الوجه المزمنة كالشقيقة وكيفية فصدهما على ما أصف وهو أن تحلق رأس العليل وتحك مؤخره في موضع العرقين بخرقة خشنة حكاً جيداً ثم تخنق عنق العليل بعمامة حتى يظهر العرقان وموضعهما خلف الأذنين في الموضعين المنخفضين من الرأس فتفشهما بأصبعك وحيث أحسست بنبضهما تحت أصبعك فهناك فعلّم بالمداد ثم تأخذ مبضعاً سكينية وهي التي تعرف بالنشل ثم تدخلها تحت العرق في الجلد حتى يصل المبضع إلى العظم ثم ترفع يدك بالعرق والجلد إلى فوق وتقطع العرق مع الجلد قطعاً مبتوراً ويكون طول القطع قدر أصبعين مضمومتين أو نحوهما وترسل من الدم القدر الذي تريد أن تشدهما بالرفائد وتتركهما حتى يبرأ إن شاء الله تعالى . وأما الشريانان اللذان في الصدغين فمنفعة فصدهما للشقيقة المزمنة والصداع الصعب والرمد الدائم وسيلان الفضول الحادة المنصبة إلى العينين وكيفية فصدهما على ما أصف لك تشد رقبة العليل بعمامة حتى يظهر العرقان للحس ظهوراً بينا فتتبين نبضهما تحت أصبعك فحينئذ علم بالمداد ثم ترفع الجلد من أعلى العرق وإلى فوق بأصبعك السبابة وتدخل المبضع النشل من أسفل وترفع العرق إلى فوق وتبتره كما صنعت في العرقين الآخرين وترسل من الدم على قدر حاجتك ثم تحل خناق العليل وتضع أصبعك على العرق ساعة ثم تضع عليه قطنة ورفادة وتشده من فوق شداً وثيقاً وتتركه حتى يبرأ. وأما فصد عرق الجبهة فمنفعته بعد فصد القيفال لعلل الوجه المزمنة كالشقيقة والقروح والحمرة السمجة وكيفية فصده على ما أصف لك يخنق العليل رقبته بعمامة حتى يظهر العرق ثم تأخذ الآلة التي تسمى الفأس ، تضع الشوكة الناتية التي في رأس الفأس على نفس العرق وتضرب من فوق بمشط أو بشيء آخر في نحوه وتترك الدم يجري على القدر الذي تريد ثم تحل خناق العليل وتشده (شداً جيداً) حتى يبرأ إن شاء الله . وقد يفتح بمبضع عريض الطرف قليلاً وتفصده على التحريف لأن العظم قريب فربما انكسر فيه المبضع إذا كان رقيقاً . فأما العرقان اللذان في مآقي العينين فمنفعتهما في علل العين مثلاً الجرب والحمرة والسيل وأمراض الوجه وأما كيفية فصدهما فهو أن يشد العليل رقبته بعمامة ثم تفصدهما وأنت واقف على رأسه وليكن الفصد على تحريف إلى الطول قليلاً بمبضع صغير لطيف عريض قليلاً فإن الموضع لا لحم فيه فإنه إن كان المبضع رقيق الطرف ربما انكسر ، ثم ترسل من الدم حاجتك وتضع عليها قطنة وتشدهما ليلة واحدة ثم تحلهما. وأما فصد عرق الأنف فنافع من الحمى الحادة والصداع الشديد ومن أمراض الوجه كالسعفة الحمراء التي تعرف في الأنف ولاسيما إذا كانت مزمنة وكيفية فصده أن يشد العليل رقبته بعمامه ثم تمسك أنفه بيدك اليسرى وتأخذ مبضعاً رقيقاً طويلاً وتغرزه في وسط الأرنبة نفسها بين حجز الأنف على استقامة لأن العرق لا يظهر للحس هناك فإن الدم يبرز من ساعته ، وينبغي أن تمعن يدك بالمبضع قليلاً وترسل من الدم حاجتك ثم تربطه ليلة فإنه ينجبر سريعاً. وأما الودجان فمنفعة فصدهما لضيق النفس وابتداء الجذام والأمراض السوداوية التي تعرض في سطح الجسم مثل البهق الأسود والقوباء والقروح الردية والأواكل ونحوها وكيفية فصدهما أن تشد رقبة العليل تحتهما في عنقه برباط ويقف الصانع على رأس العليل والعليل قاعد على كرسي ثم تفصد العرق إلى الطول فصداً واسعاً قليلاً ثم تخرج من الدم القدر المعتدل على حسب ما تراه من الحاجة إلى ذلك. ثم تفعل كذلك بالعرق الآخر وتحل الرباط وتشد العرقين شداً متوسطاً لئلا يختنق العليل وتتركه إلى الغد فإنه يبرأ إن شاء الله تعالى . فصد عرق الأنف نافع من الحمى الحادة وأما عروق الجهارك فمنفعة فصدهما بعد فصد القيفال إنما ينفع من القلاع في الفم وفساد اللثة والقروح الردية وشقاق الشفتين والقروح الردية التي تكون في الأنف وحواليه وكيفية فصدهما أن يقعد العليل أمامك ويشد رقبته بعمامة ثم تحرك شفتيه وتنظر إلى العرقين اللذين ترى أحدهما عن يمين الشفة والثاني عن يسارها وتتبين منهما بسوادهما وذلك أيضاً أن حواليهما عروق رقاق سود فتقطعهما قطعاً مبتوراً فإن أشكل عليك ولم تدر أيهما ، فاقصد إلى قطع أكبرها وأبينها وكذلك فاصنع في العرقين اللذين في الشفة العليا وأكثر ما جرت العادة به قطع العرقي الذين في الشفة السفلى وأما العرقان اللذان تحت اللسان فمنفعة فصدهما بعد فصد القيفال للخوانيق التي تكون في الحلق ومن مرض اللهاة وأمراض الفم وكيفية فصدهما أن تجلس العليل بين يديك بحذاء الشمس وترفع لسانه وتنظر تحت اللسان عن جانبه الواحد عرقاً وعن جانبه الآخر عرقاً ولونهما إلى السواد فتفصدهما وتحفظ لا تمعن في قطعهما فإن تحتهما شريانات فربما عرض نزف دم من تلك الشريانات. وأما العروق الثلاثة التي تفصد في المرفق فهي التي جرت العادة بفصدها في الناس أجمع وفصدها يكون على وجهين إما غرزاً بمبضع ريحاني عريض أو زيتوني إلى الرقة وإما شقاً بمبضع سكينية وهي النشل . هذا النشل الذي يصلح للشق ويكون منه أنواع عراض ورقاق على حسب سعة العروق أيضاً وضيقها وقد يستدل بها على غيرها وهو عند الصناع مشهور. وأما الباسليق الذي هو أحد هذه الثلاثة العروق فمنفعة فصده أنه يجذب الدم من العلل التي تكون تحت الحلق والعنق مما يلي الصدر والبطن وينبغي للفاصد عند فصده أن يحذره ويكون على رقبة منه فإن تحته شرياناً فإن أخطأ وزاد في غرز المبضع قطع ذلك الشريان فيحدث نزف الدم فلذلك ينبغي ألا يكون فصده له بمبضع الغرز بل يكون فصده له شقاً بالنشل فإن لم يظهر الباسليق ظهوراً بيناً فينبغي أن تتجنبه وتعدل إلى غيره أو تطلب بعض شعبه أو تفصد مكانه حبل الذراع فإنه بين وتشقه بالمبضع النشل كما قلنا فإن أردت فصده بعينه فينبغي قبل شد الذراع أن تجس الموضع حتى تعرف موضع النبض ثم تعلم عليه بالمداد ثم تربط الذراع وتشق العرق محرقاً بالمبضع النشل كما قلنا وتحرى أن تقع الضربة بالبعد عن موضع الشريان ومتى رأيت عند شدك الرباط نفخاً في الموضع الذي كنت علمت بالمداد فإن ذلك النفخ هو انتفاخ الشريان فجنبه فإن رأيت الدم عند الفصد يثب كما يثب بول الصبي وكان الدم رقيقاً أحمر فاعلم أنه من دم الشريان فحينئذ فبادر فضع أصبعك عليه ساعة طويلة ثم انزع أصبعك فإن انقطع الدم فكثيراً ما ينقع فشد الذراع واتركه وحذر العليل من إهماله وليكن على رقبة ولا يحركه أياماً حتى يبرأ فإن لم ينقطع الدم وغلبك ولم يحضرك في حينك دواء فابتر الشريان إن ظهر إليك فان طرفيه تتقلص وينقطع الدم أو خذ قشرة فستقة فشقها وخذ النصف الواحد وشده على موضع العرق شداً محكماً بالرباط والرفائد إلى يوم آخر فإن انقطع الدم وإلا فعالجه بما تقدم ذكره من وضع الذرورات القاطعة للنزف وقطع دمه ليس بالصعب في أكثر الأحوال لمكان صغر الجرح وتمكن الرباط مع الذراع فاعلمه . وأما العرق الأكحل فمنفعة فصده أن تجذب الدم من أعلى الرأس وأسفل البدن لمكان أنه مركب من شعبة من الباسليق وشعبة من القيفال كما قلنا وينبغي للفاصد له أن يكون على رقبة من فصده فإن تحته عصباً فإن زاد في غرز المبضع وأصاب العصبة حدث فيها خدر يعسر برؤه وربما لم يبرأ أصلاً وهذه العصبة كثيراً ما تظهر للحس فإن خفيت في بعض الناس وكانت رقيقة لا تبين فينبغي أن تجعل فصدك اياه شقاً بالنشل وتجنب العصب جهدك فإن كان العرق بين عصبين فشق العرق طولاً . وأما العرق القيفال فمنفعة فصده أنه يجذب الدم من الرأس وينفع من أمراض العينين. وينبغي في هذا العرق خاصة إن شئت أن تفصده غرزاً بالمبضع الزيتوني أو بالمبضع العريض الريحاني لأنه أسلم العروق كلها لأن ليس تحته شريان ولا عصب إلا أنه ينبغي لك عند الفصد أن تجتنب رأس العضلة فقط وتطلب الموضع اللين وليس يضره ان لم يصب بالضربة الأولى أن يعاد عليه بالفصد مرات إلا أنه ربما تورم في بعض الناس إذا لم يفصد في الضربة الأولى ولكن لا يضره ذلك الورم شيئاً . خمسة عروق تفصد في الذراع واليد ودي / مشكلتي قـــمر