تأثير المراهقات على بعضهن البعض ليس سيئا طوال الوقت يعلم جميع الناس مدى التأثير القوي الذي يحدثه أصدقاء المراهقين ومن يخالطونهم باستمرار في تصرفاتهم وتكوين شخصياتهم وعاداتهم. ويزداد التأثير بشكل كبير كلما تقارب الأصدقاء في السن. فمن فتيات مهوسات بالموضة وبكل ما هو غريب وجديد إلى أخريات يقمن علاقات مع الفتيان في غفلة من أهلهن، إلى فئة ثالثة قد تسقط في هوة الإدمان ساحبة إليها كذلك كل من تطاله يدها. الجميع يعلم أن صحبة السوء هي المسئول رقم واحد عن فساد أخلاق وحياة أية مراهقة. فمهما كانت الفكرة سخيفة، تأكدي أنه ما دامت صديقاتك هن من اقترحنها، فلن تجدي أي محاولات من والديك أو إخوتك الكبار لإقناعك بخطئها، فكلامهن بالنسبة لك ميثاق لابد لك من اتباعه! ولذا يسقط في يد الوالدين وهما يشعران بعجزهما عن مواجهة المد الكاسح لصديقات ابنتهما، لكن وفقا للخبراء، فإن تأثير الأصدقاء من نفس الفئة العمرية قد يكون مفيدا في بعض الأحيان، وليس سلبيا في جميع الأحوال! الأمر كله يعتمد على نوعية الأصدقاء، فلو كانت صديقاتك من نوعية تختلف عن أولئك اللاتي تحدثنا عنهن قد يحدثن في حياتك تأثيرا إيجابيا. تأثير مذاكرة المراهقات معا كل شيء في حياتنا يمكن أن يكون نعمة أو نقمة وفقا لاستغلالنا له، وقد أثبتت الدراسات الحديثة أنه في مجال الدراسة تشكل صديقات المراهقة تأثيرا رهيبا على نتائجها النهائية (الدراسة أجريت على الفتيان والفتيات لكن النتائج أثبتت تأثر الفتيات بشكل أكبر بكثير بهذا العامل). ولابد أنك قد سمعت أو رأيت من حولك طالبات يتمتعن بالذكاء الحاد لكنهن دائما يحققن نتائج أقل بكثير مما يمكنهن الحصول عليه، وقد يصل الأمر إلى الرسوب الكامل بشكل متعمد لمجرد البقاء مع مجموعة الصديقات اللاتي يعرفن بمستواهن التحصيلي المنخفض! فالفتاة في مثل هذا الموقف تكون على استعداد للتضحية بمستقبلها وتفوقها الدراسي في سبيل الحفاظ على علاقتها الوثيقة بصديقات أقل منها ذكاء أو اهتماما بالدراسة. لذا فليس من الغريب أن تثبت الدراسة سالفة الذكر أن المراهقات المحاطات بصديقات أقل منهن في القدرة على التحصيل الدراسي، تكون الاحتمالات كبيرة في أن ينخفض مستواهن الدراسي ويحققن باستمرار نتائج غير مرضية. المثير للانتباه، والذي يجب أن تضعه كل فتاة في اعتبارها أيضا عند اختيار الزميلات اللاتي تختلط بهن وتصادقهن، هو أن العكس كذلك صحيح! فإذا حرصت على انتقاء صديقاتك والتقرب من الزميلات المتفوقات حادات الذكاء، فستلاحظين بنفسك ارتقاء كبيرا في مستواك الدراسي وهو ما سيتأكد من خلال تحقيق نتائج أفضل في نهاية العام الدراسي، وهذا يرجع لنفس الحقيقة التي أحدثت ضررا لطالبات أخريات، ألا وهي تأثير الصديقات على المراهقة خاصة إذا كن في نفس العمر. وباختصار فإن المسألة تتلخص في عدم الرغبة في الشذوذ عن القاعدة، فإن تطلب الأمر تقاعسا وتعطيلا للقدرات حتى لا يتفوق المرء على أصدقائه الأقل منه فلا بأس بذلك، وإن استدعى الوضع بذل المزيد من الجهد واستنفار القوى لتحقيق نتائج أفضل واللحاق بأصدقاء أعلى مستوى، فالمراهقة على استعداد كامل لفعل ذلك أيضا. وقد يرجع انتشار هذه الظاهرة بين الفتيات بشكل أكبر إلى كون الفتاة عاطفية بطبيعتها وتتعلق بصديقاتها بشكل أكبر من الفتى.