وجدت دراسة أميركية جديدة أن رش البعوض الناقل للملاريا بنوع من الفطريات المعدلة وراثيا يقتل الطفيلي المسبب للملاريا دون الحاجة لقتل البعوض بسرعة، مما يقلل إمكان انتقال الملاريا للبشر، وفق بيان تلقته الجزيرة نت من معاهد الصحة القومية الأميركية التي مولت المشروع. قاد الدراسة الدكتور ريموند سانت ليجيه، الباحث بجامعة مَريلَند في كوليدج بارك، ونشرت حصيلتها مؤخرا بمجلة سيانس. ووفق منظمة الصحة العالمية، يصاب بالملاريا سنويا نحو 225 مليون شخص حول العالم، ويتوفى 781 ألفا منهم. ورغم وجود المرض في 106 دول، تتركز معظم الإصابات في أفريقيا جنوب الصحراء. يمثل استخدام المبيدات الحشرية لرش الناموسيات (أغطية من القماش تستخدم للنوم تحتها) وجدران المنازل الداخلية إستراتيجية الوقاية الرئيسة بالبلاد النامية، لكن إناث بعوض الأنوفيليس الناقلة لطفيلي الملاريا تكوّن تدريجيا مقاومة للمبيدات الحشرية، مما يجعلها أقل فاعلية.
يفسر الباحثون ذلك بأن الجينات (المورثات) التي أدخلت للفطر المعدل وراثيا منعت تقييد الطفيلي بالغدد اللعابية للبعوض. لذلك عندما تلدغ البعوضة الإنسان، لا ينتقل إليه الطفيلي بالضرورة. وباستخدام نموذج لتقدير نجاح خفض انتقال الملاريا للبشر، وجدوا أن سلالة فطر ميتارهيزيوم آنيسوبلايا المعدل وراثيا تقلل انتقال المرض خمسة أضعاف ما تقلله السلالة البرية الطبيعية لنفس الفطر. يقول الدكتور سانت ليجيه إن الهدف الرئيس هو إتقان وإدخال تقنية التعديل الوراثي لهذا الحقل، واختبار سلالات إضافية من الفطر للتأكد من الوصول لأفضل سلالة فاعلة في منع الطفيل المسبب للملاريا. ورغم أن الباحثين لا يتوقعون للفطر المعدل وراثيا أن يؤثر في البيئة بشكل مختلف عن سلالته الطبيعية، لكنهم يعتزمون إجراء اختبار لطرق احتواء الفطر المعدل وراثيا في الحقل