يعاني مئات الملايين من البشر يوميا من أعراض مرض الارتجاع المعدي الحامض (GERD) المسبب لحرقَة المعدة والسعال المزمن وبحة الصوت وتآكل الأسنان، إلى جانب عطب الغشاء المخاطي بسبب وصول الحامض من المعدة إلى المريء غير المجهز طبيعيا لتحمله. وينجم الارتجاع المعدي عن تغيرات آلية أو تشريحية في الحاجز بين المعدة والمريء، كالاسترخاء غير الطبيعي لعضلة المريء العاصرة السفلى المسؤولة عن إغلاق أعلى المعدة، وقصور آلية طرد الارتجاع من المريء، ووجود فتق في الحجاب الحاجز. وحتى عهد قريب، انحصرت خيارات المرضى في تناول أدوية طيلة حياتهم، أو تفاقم الأعراض، بينما بقيت الخيارات العلاجية الجراحية محدودة. مثبطات الهيدروجين لكن مؤسسة سكوت أند وايت الطبية تعرض إجراءً علاجيا جديدا للمرضى الذين لديهم متطلبات معينة، ولا يفضلون العلاج بأدوية الحرقة المسماة "مثبطات مضخة البروتون" (PPI)، المقللة لإنتاج حامض المعدة. وكانت دراسات حديثة قد وجدت بعض الأضرار أو الأعراض الجانبية لأحد مثبطات مضخة البروتون المستخدم لعلاج حرقة المعدة، وهو إيسومبرازول مغنيسيوم "esomeprazole magnesium" المعروف تجاريا بـ"نكسيوم" nexium، لدى بعض المستخدمين كهشاشة العظام بين المسنين، والصداع وألم البطن والحساسية. يسمى الإجراء العلاجي الجديد Transoral Incisionless Fundoplication أو(TIF)، ويعني ربط أعلى المعدة حول مدخل المريء عبر الفم بدون أي جراح، وباستخدام جهاز EsophyX المصمم لذلك. يقول الجراح الأول في مؤسسة سكوت أند وايت الدكتور بول بكلي، إن معظم مرضى الحرقة المزمنة يرتاحون باستخدام أدوية مثبطات مضخة البروتون يوميا. انتهاك أقل لكن الإجراء العلاجي الجديد (TIF) يمثل خيارا متاحا للمرضى غير المنتظمين أو غير المستفيدين من الدواء اليومي رغم تعاطيهم لجرعته القصوى، و يخشون أعراضه الجانبية، أو تمنعهم تكلفته من الحصول عليه يوميا طيلة العمر. " ورغم أن عمليات مناظير البطن من أقل الإجراءات الجراحية انتهاكا، فإنها تحتاج من ثلاث إلى خمس فتحات (Ports)، وتتطلب قطوعا داخلية كالجراحات المفتوحة, لكن الإجراء العلاجي الجديد يقوم بنفس العمل وتكراره بدون جراحة " يمكن لهذا الإجراء العلاجي تحسين نوعية الحياة للمريض الملائم له، خاصة لدى توفر فريق متكامل من أطباء وجراحي المعدة معا لتنفيذه، مما يتطلب وجود مراكز طبية متخصصة له. والمعلوم أن هناك إجراءات علاجية أخرى موجودة لحل مشكلة الحرقة، لكنها عمليات جراحية تنتهك جسد المريض، وأكثرها شيوعا جراحات المناظير المستخدمة لإصلاح خلل الحاجز بين المعدة والمريء. ورغم أن عمليات مناظير البطن من أقل الإجراءات الجراحية انتهاكا، فإنها تحتاج من ثلاث إلى خمس فتحات (Ports)، وتتطلب قطوعا داخلية كالجراحات المفتوحة, لكن الإجراء العلاجي الجديد يقوم بنفس العمل وتكراره بدون جراحة. الحاجز والصمام ويقول أخصائي طب المعدة في مؤسسة سكوت أند وايت الدكتور بنجامين هافمن، إن الإجراء الجديد يستعيد الحاجز بين المريء والمعدة عبر الفم، ويمكنه معالجة وتقليل فتوق الحجاب الحاجز الصغيرة، وينشئ صماما بين المعدة والمريء مستردا الصفة التشريحية الفسيولوجية الطبيعية لمنع ارتجاع الحامض. ومن مزايا هذا الإجراء أنه يتم بدون جراح وأقل انتهاكا وألما وفترة النقاهة منه أقصر ولا يترك ندوبا ظاهرة. كذلك، تظهر بعض الأبحاث أن الإجراء الجديد يمكنه أن يقلل اعتماد مرضى الحرقة على الأدوية، حيث أقلع 80% منهم عن الأدوية اليومية بعد سنتين من الإجراء، ويشهدون تحسنا في نوعية حياتهم. بعد الإجراء العلاجي، أظهرت دراسات سريرية لتقييم أحوال المرضى أن كثيرا منهم يستطيعون تناول مأكولات ومشروبات، لم يكن يقربونها سابقا بسبب حموضتها.